هل يرغب طفلك في ارتداء السترة الصفراء أو الزرقاء؟ هل يرغب في تناول البسكويت المملح أو التفاح؟ غالبا ما نقرأ أنه ينبغي على الآباء جعل أطفالهم يشاركون في اتخاذ القرار في عمر مبكر قدر المستطاع. ولكن متى يكون الصغار حقا في موقف لكي يقرروا أمرا بين عدة خيارات؟ ويقول أولريك ريتسر-زاكس، من خدمة الاستشارة الإلكترونية بالمؤتمر الألماني للتوجيه التربوي، «من حيث المبدأ، يمكنهم فعل هذا وهما في الثانية من العمر». وهذا لا يعني أن الطفل سيختار شيئا منطقيا. فربما حتى يذهب إلى الخيار (الثالث) في حين أن الوالدين لم يقدما سوى خيارين. وما يعنيه هذا للوالدين هو أن من الجيد السماح للأطفال باتخاذ قرارات في عمر مبكر قدر المستطاع، ولكن البالغين يحتاجون إلى احترام هذه القرارات، على الرغم من أنهم يمكن أن يكونوا غير راضين عن هذه القرارات. ويوضح ريتسر-زاكس «إذا كان الجو حارا ويرغب طفلي في انتعال حذاء برقبة وهو متوجه إلى الحضانة، يجب أن أضع له حذاء إضافيا تحسبا للظروف». ومن المفيد أن يسأل الوالدان نفسيهما ما إذا كان قرار الطفل من المحتمل أن يؤذيه أم أنه ببساطة يناقض أفكارنا البالغة عن الطريقة التي يجب أن تسير بها الأمور. وغالبا ما تقع الخيارات الغريبة في الفئة الثانية. وفي مثل هذه الحالات، يمكن للوالدين أن يكونا أكثر هدوءا عندما يتمشى الطفل بملابس تبدو غريبة للغاية، أو عندما يرغب في مغادرة المنزل واضعا على رأسه لباسا داخليا. ومن جانب آخر يرى خبراء في التعليم بألمانيا أن كثيرا من الآباء يبدأون متأخرين في القراءة لأطفالهم. ووفق دراسة لمؤسسة «قراءة» الألمانية، يبدأ نحو %50 من الآباء القراءة لأطفالهم بصورة منتظمة في عامهم الأول. ويرى الخبراء القائمون على الدراسة أن السبب في عدم قيام النسبة المتبقية من الآباء بالقراءة المبكرة لأطفالهم لا يرجع إلى ضعف الإرادة أو نقص الوقت، بل لاستخفافهم بالأهمية الوجدانية لطقوس القراءة. وأوضحت الدراسة أن كثيرا من الآباء يركزون على التطور اللغوي للطفل، وينتظرون لذلك فترة أطول في البدء بالقراءة لأطفالهم حتى يزداد تركيز الأطفال أو يبدأوا في التحدث. (وكالات)
مشاركة :