اقترحت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان صدر في وقت مبكر من صباح الأربعاء تجميد نتائج الاستفتاء على استقلال الإقليم في إطار عرض لنزع فتيل الأزمة مع الحكومة المركزية في بغداد. البيان دعا إلى “وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان”. كما حثت أربيل الحكومة العراقية المركزية على “البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي”. وحذر البيان من وقوع ماوصفه بحرب استنزاف تدمر العراق : “يجب على الجميع عدم دفع الأمور إلى حالة القتال بين القوات العراقية والبشمركة، مؤكدة أن الهجمات والصدامات الدائرة بين القوات العراقية والبشمركة منذ الأسبوع الماضي وإلى اليوم، أدت إلى وقوع خسائر من الطرفين وقد تؤدي إلى حرب استنزاف وبالتالي إلى تدمير النسيج الاجتماعي بين المكونات العراقية”. مخاوف من تفاقم الصراع بين القوات الاتحادية والبشمركة شنت فصائل موالية للحكومة العراقية هجوما يوم الثلاثاء على قوات كردية قرب الحدود مع تركيا لتتقدم بذلك صوب معبر حدودي استراتيجي ومحطة لخط أنابيب لتصدير النفط تقول بغداد إنها يجب أن تخضع لسيطرتها. وقال مسؤول كردي إن قوات الأمن الكردية المعروفة باسم قوات البشمركة صدت بنجاح تقدما لقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والموالية لحكومة بغداد في منطقة ربيعة على مسافة 40 كيلومترا من معبر فيش خابور. يشار إلى أن القتال دار خارج المنطقة شبه المستقلة لكردستان، لكن معبر فيش خابور يقع داخل المنطقة فأي هجوم على المعبر سيمثل تصعيدا كبيرا ويدخل قوات الحكومة في أراض كردية غير متنازع عليها. مصدر أمني عراقي في بغداد وناشط مدافع عن حقوق الإنسان في شمال غرب العراق قالا إن المواجهة بدأت عند الفجر واستمرت حتى منتصف النهار. وكتب هيمن هورامي المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق على تويتر يقول “صدت البشمركة الهجوم ودفعت الحشد الشعبي للوراء إلى ربيعة”. ماسبب تفاقم الأزمة بين الحكومة المركزية وأربيل؟ أجرى الأكراد استفتاء على الاستقلال الشهر الماضي، اعتبرته بغداد غير قانوني. وردا على الاستفتاء، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جيشه باستعادة كل الأراضي المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وطالب بسيطرة الحكومة المركزية على المعابر الحدودية مع تركيا وكلها تقع داخل المنطقة شبه المستقلة لكردستان. وتمكنت القوات العراقية وقوات أخرى شيعية تابعة لها، من استعادة مدينة كركوك والمنطقة المنتجة للنفط المحيطة بها، بالإضافة إلى أراض أخرى انتزع الأكراد السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية. وغيرت الحملة التي بدأتها الحكومة العراقية الأسبوع الماضي موازين القوى في شمال البلاد، وذلك باستعادة أراض من الأكراد الذين يديرون منطقة شبه مستقلة تضم ثلاث محافظات في الشمال، وسيطروا كذلك على مساحات إضافية من الأراضي في شمال العراق. التصعيد بين بغداد وأربيل أدى إلى حركة نزوح ووقوع ضحايا ذكرت منظمة العفو الدولية إن 11 مدنيا على الأقل قتلوا وعشرات الألوف نزحوا من مناطق كردية في طوز خورماتو وهي بلدة تقع جنوبي كركوك. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن صورا وتسجيلات مصورة وعشرات من الشهادات تشير إلى أن مئات العقارات نُهبت في حملة استهدفت الأجزاء الكردية في بلدة طوز خورماتو المختلطة عرقيا. تأجيل انتخابات كردستان العراق وقال برلمان كردستان يوم الثلاثاء إنه تقرر تأجيل انتخابات الرئاسة والبرلمان في الإقليم التي كانت مقررة في أول تشرين الثاني/ نوفمبر لمدة ثمانية أشهر. وقالت مفوضية الانتخابات يوم الاثنين إن الأحزاب لم تطرح مرشحين وسط الاضطرابات التي شهدتها المنطقة عقب الاستفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر أيلول.
مشاركة :