فهاد الفحيمان | علق المتحدثون في ندوة التيار العروبي تحت عنوان «الأزمة الخليجية وانعكاساتها على اليمن ومجلس التعاون» أمس الأول، بوادر أمل انفراج الأزمة الخليجية على مساعي وساطة الكويت. وقال المتحدثون إن هناك عناصر كثيرة متباعدة جعلت من الأزمة الخليجية صعبة ومعقدة منها الوجود العسكري التركي واحتمالات عدم استمرار الرئيس الأميركي في منصبه إضافة الى التحركات الاسرائيلية في المنطقة. في هذا السياق، ذكر د. ظافر العجمي ان الحديث والصمت في الازمة الخليجية صعب جدا، خاصة اننا في الكويت التي اختارت بحكمة قيادتها موقف الحياد وعلى مسافة واحدة من الجميع. وأشار الى ان «الكويت خلقت لها قوة ناعمة بعدما لعبت وعلى مر التاريخ الخليجي دور الوسيط في الخلافات الاقليمية الخليجية والشواهد في التاريخ كثيرة وهو ما استمرت عليه اليوم، خاصة ان طرفي الخلاف يثقون بالوساطة الكويتية التي نأمل ان تتكلل بالنجاح». وتابع: قد يتساءل البعض: ما مصلحة الكويت من هذه الوساطة؟، وهنا لا بد ان نوضح ان الكويت تقوم بدور المصالحة من باب المصلحة الخليجية وضرورة تقارب الإخوة، ناهيك عن محاولة الحفاظ على وحدة الصف الخليجي. وأكد العجمي ان تمسك الطرفين بطلباتهم وشروطهم وعلى مدى 6 اشهر قد يجعل الكويت امام مهمة صعبة اضافة للتسريبات الاعلامية التي وصلت الى مستوى متدنٍ وهو ما لم نكن نتوقعه بين دول الخليج الواحد. ولفت إلى أن الازمة الخليجية لديها تداعيات كثيرة تشمل العديد من الجوانب، ولا نفضل الانتقال بها الى الازمة الممتدة لكي لا يطول الأمد بها، آملاً أن تتكلل المساعي الكويتية بالنجاح خلال المرحلة القريبة المقبلة. الرأي الآخر من جانبه، قال د. شفيق الغبرا إن هناك حالة من الخوف غير المبرر من كل شيء سواء من الاعلام او الفكرة او التعبير او الرأي الآخر باتت ظاهرةً في العديد من الدول خلال الفترة الاخيرة. واضاف ان العبث بالتعاطي مع المتغيرات سيقودنا الى مزيد من العنف، واذا كانت قطر ووفق ما حدث منذ بداية الازمة الخليجية فعلت علاقتها العسكرية مع تركيا وهو ما يعد أمراً جديداً فمنذ سقوط الدولة العثمانية لم يحدث مثل هذا التعاون الذي قد يتوسع في المستقبل. وتابع: كما ذهبت قطر إلى الوساطة الكويتية وانتظرت ماذا ستسفر عنها واتجهت الى ايران لاستغلال المجال الجوي والاعتماد على صادراتها الغذائية، إضافة الى الاسواق التركية لتوفير متطلبات الحياة اليومية. واضاف: نحن أمام شهد معقد ونتوقع أزمات جديدة وهو ما قد تستفيد منه ايران أو تركيا، مشيراً إلى أن الكويت اتبعت منهج الوسطية والاعتدال المستمد من التوازنات التي أبقت علاقاتها مع الجميع وفي حدود المعقول. حل مناسب بدوره، قال فهد العجمي إن الكويت تتحرك بشكل ايجابي تجاه الازمة الخليجية، وسعت الى حل مناسب يقرب وجهات النظر وانهاء الخلاف الخليجي، مؤكدا أنه لانزال نأمل ان يكون حل الأزمة ثمرة جهود سمو امير البلاد.
مشاركة :