وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأربعاء في أول زيارة رسمية يقوم بها الوزير الأميركي لجنوب آسيا، في وقت تتطلع فيه الدولتان لتعميق العلاقات الاقتصادية والإستراتيجية مع تزايد النفوذ الصيني. ووصل تيلرسون إلى نيودلهي الليلة الماضية بعد زيارة استغرقت يوما واحدا لباكستان، خصم الهند، والتي وصفها بأنها حليف مهم للولايات المتحدة في هذه المنطقة المضطربة. وتجيء الزيارة بعد أسبوع من إلقاء تيلرسون كلمة في واشنطن عن رغبة الولايات المتحدة في تعميق التعاون "بشدة" مع الهند التي تعتبرها شريكا مهما في مواجهة ما تراه نفوذا صينيا سلبيا في آسيا. وكتبت أليس جي. ويلز المسؤولة البارزة بوزارة الخارجية الأميركية في تدوينة "هذه الزيارة ما كانت لتأتي في توقيت واعد للشراكة الأميركية الهندية أكثر من هذا، إذ نحتفل بمرور 70 عاما على العلاقات بين بلدينا ونتطلع للتشارك في استضافة قمة الأعمال العالمية في حيدر أباد (بالهند) الشهر القادم". وزار تيلرسون الهند في عدة مناسبات كمسؤول بقطاع النفط قبل أن ينضم لحكومة الرئيس دونالد ترامب هذا العام. ومن المقرر أن يجتمع مع أجيت دوفال مستشار الأمن القومي الهندي صباح الأربعاء. كما سيلتقي نظيره الهندي سوشما سواراج قبل اجتماعه مع مودي. والهند سوق رئيسية بالفعل بالنسبة للولايات المتحدة إذ بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 115 مليار دولار العام الماضي ويأمل البلدان في رفعه إلى 500 مليار دولار بحلول 2022. كما أن العلاقات تنمو بسرعة أيضا في مجال الدفاع رغم أن شركات أميركية مثل لوكهيد مارتن وبوينغ التي تعرض مد خطوط إنتاج بالهند للفوز بصفقات بمليارات الدولارات تسعى لضمانات أقوى بأنها لن تضطر للتخلي عن حقوق تتعلق باستخدام التكنولوجيا. وكانت الهند قد رحبت الجمعة بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي أعلن أن بلاده تفضل تعزيز العلاقات مع نيودلهي عن الصين خلال القرن المقبل، مشيرة إلى أنها تشاركه نفس التفاؤل حيال علاقتهما المزدهرة. وقبل توجهه للهند الأسبوع المقبل، دعا تيلرسون الأربعاء إلى تعاون أوثق مع الهند لمواجهة تزايد نفوذ الصين في آسيا، لافتا أن واشنطن تريد تعزيز منطقة "حرة ومفتوحة" تقودها ديمقراطيات مزدهرة. كما أكد "لن تكون لدينا أبدا مع الصين، المجتمع غير الديمقراطي، العلاقة نفسها التي يمكن أن تجمعنا بديمقراطية عظيمة" كالهند. واعتبرت تصريحات تيلرسون الحادة بمثابة تحذير للصين أن واشنطن ستشكل تحالفات إقليمية لمواجهة نفوذها المتنامي، عبر دعم التجارة الحرة وفتح مسارات بحرية جديدة.
مشاركة :