أشار إيغور سوبوتين، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى أن الرياض تمد الجسور مع خصوم أنقرة ودمشق. كتب سوبوتين: يربط الخبراء المطلعون بين زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى مدينة الرقة السورية، وبين تطلعات الرياض لجعل الكرد دعامة لها في سوريا. وقد جاء السبهان إلى المدينة المنكوبة مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، الذي عقد اجتماعا مع مجلس الرقة المدني. وبحسب معطيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فقد ناقش الوزير السعودي القضايا المتعلقة بإعادة إعمار المدينة. بيد أن هذه الزيارة جرى تفسيرها على نطاق واسع ليس فقط كمحاولة من قبل المملكة السعودية لتعزيز موقعها في سوريا، بل وكرغبة منها في دعم استقلال الكرد السوريين، الذي تعارضه أنقرة، طهران والحكومة السورية. يقول عضو "المؤتمر الوطني الكردي" فرحات باتييف إن "المملكة السعودية تدعم استقلال "روج آفا" (اسم الدولة الكردية المعلنة من طرف واحد في شمال سوريا)؛ آخذة بالاعتبار أن هذا المشروع يوفر الحماية أيضا للعرب من الطائفة السنية". وأشار إلى أن المناطق، التي تم تحريرها من "داعش"، "تعيش فيها تلك المجموعات العرقية التي تستطيع السعودية الاعتماد عليها"، - كما أوضح فرحات باتييف. وفي هذا الصدد، يذكِّر الخبراء بأن لدى السعودية صندوقا خاصا لمساعدة البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة، وأنه "تجري عبر هذا الصندوق السعودي تحديدا إعادة بناء المشروعات ذات الصلة"، بحسب أستاذ كرسي الشرق المعاصر في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية غريغوري كوساتش.إقرأ المزيد"ناتو عربي" جديد وُجهته الشرق كوساتش أضاف: بالطبع، يمكن النظر الى أي شيء هنا في إطار مناهضة النفوذ الإيراني، وهو أول ما يتبادر إلى الذهن، ولكن بغض النظر عن الصراع مع إيران، يمكن تقديم هذا النوع من المساعدة". غير أن ما يلفت الانتباه، برأي كوساتش، هو أن "السعودية أقامت علنا علاقاتها مع الكرد السوريين، وهو أمر لم يحدث في السابق، هذا على الرغم من أنه لا يمكن الجزم بأن السعودية تؤيد تطلعات الكرد إلى إقامة دولة مستقلة"، - كما يوضح غريغوري كوساتش. أما رئيس مركز البحوث الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية كيريل سيميونوف، فيرى أن زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان إلى مدينة الرقة هو اعتراف من قبل الجانب السعودي بشرعية وفائدة "قسد"، ويمكن "النظر إلى ذلك كخطوة سعودية تجاه الكرد على ضوء التقارب الذي يحدث الآن بين "الاتحاد الديمقراطي" (الأكثر نفوذا في الوسط الكردي شمال سوريا) وبين أنصار مسعود بارزاني في العراق، على خلفية تفاقم الوضع في مدينة كركوك العراقية". كما يذكِّر الخبير هنا بإعلان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة اللواء أنور عشقي صراحة أن "استقلال كردستان هو من مصلحة السعودية، وأن هذا عامل مهم لمواجهة التوسع الإيراني"، وأن "المستشار في الديوان الملكي عبد الله الربيع أيد هذا الرأي أيضا". ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :