الرئيس الفرنسي وولي العهد يبحثان تعزيز العلاقات والتطورات الإقليمية والدولية

  • 9/2/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل فخامة الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية أمس، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ الذي يقوم بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية. وبعد أن رحب فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية بمقدم سمو ولي العهد لدى وصوله القصر وسط استعراض حرس الشرف، اصطحب فخامته سمو ولي العهد إلى صالة الاستقبال الرئيسية. وفي بداية الاستقبال رحب الرئيس الفرنسي بسمو ولي العهد متمنيا له ومرافقيه طيب الإقامة في فرنسا، فيما عبر سمو ولي العهد عن سعادته بزيارة فرنسا وما لقيه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة. ونقل سمو ولي العهد خلال الاستقبال تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لفخامة الرئيس الفرنسي، فيما عبر فخامته عن رغبته من سمو ولي العهد بنقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين. وقد جرى استعراض لعلاقات التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها. عقب ذلك أقام فخامة الرئيس الفرنسي حفل عشاء تكريما لسمو ولي العهد ومرافقيه. وألقى الرئيس الفرنسي خلال حفل العشاء كلمة قال فيها : صاحب السمو يشرفني أن استقبلكم في قصر الأليزيه، فسموكم صديق فرنسا، وقد أسررتم لي إبان زيارتي إلى الرياض في العام الماضي بأن أول زيارة قمتم بها إلى الخارج كانت إلى باريس، وكان ذلك في عام 1951م ولم تتوقفوا منذ ذلك الحين عن التعبير عن تعلقكم ببلدنا في أثناء ممارسة مسؤولياتكم في جميع المناصب التي تقلدتموها، إن سموكم أحد بناة المملكة وقد قدمتم مساهمة لا تثمن للمملكة في وضعها الحالي. وأوضح أن المملكة تمثل شريكا متميزا لفرنسا وقد توثقت عرى هذا التحالف في قصر الأليزيه عندما قام جلالة الملك فيصل، رحمه الله، بزيارة الجنرال ديغول عام 1967، وأن الزمن وتعاقب السلطة لم يزعزع العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين، منوها بعزم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، المعروف للجميع بحكمته ونفاذ بصيرته على زيادة التقارب بين فرنسا والمملكة العربية السعودية وتكثيف عمليات التبادل بينهما في العديد من المجالات. وقال إن أولويتنا تتمثل في إرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط التي أصبحت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى، إذ انتقلت الأزمة السورية إلى العراق وثمة حركة إرهابية تدعي إقامة دولة، وقررت فرنسا أن تساعد العراق على الصعيدين الإنساني والأمني غير أن هذا الدعم لا يسعه أن يكون فعالا ما لم تتألف حكومة تمثل جميع الطوائف على وجه السرعة تلافيا لتجزئة البلاد، أما في سورية فقد كانت فرنسا والمملكة واضحتين بشأن خطورة الأزمة، ودعا بلدانا المجتمع الدولي إلى التدخل لكن دعواتهما لم تلب دائما وهما يدعمان من يحارب الوحشية المزدوجة لبشار الأسد والإرهابيين في الوقت الراهن. وبين أنه في ما يخص الشرق الأوسط فتدعم فرنسا مبادرة السلام العربية التي بلورتها المملكة العربية السعودية عام 2002م، متطلعا إلى العمل معا على إنعاشها. وقال إن تعاوننا السياسي وطيد إلى حد بعيد، إذ تم تعزيزه بتعاون عسكري قيم للغاية، فقد أقام جيشانا أنشطة عملياتية منذ زمن بعيد في مجالات حاسمة لأمن المملكة، وأود أن أتقدم بالشكر إلى المملكة العربية السعودية للثقة التي توليها للخبرة والتكنولوجيات الفرنسية في ما يتعلق بدفاعها الخاص، بل وأيضا دفاع بلدان المنطقة، وتتجلى هذه الثقة والتعاون في لبنان حيث نستعد لنزوده معا بتجهيزات يحتاجها لبنان من أجل تحقيق أمن إقليمه وسلامة جميع طوائفه. وأفاد أن المملكة بلد عظيم استطاع تسخير موارده في خدمة مشروع بناء طموح والمنشآت الفرنسية تشارك مشاركة كاملة في تطوير المملكة، فهي حاضرة في مجال الطاقة والخدمات والصحة والنقل، بيد أن فرنسا تود أيضا استقبال الكفاءات السعودية وإقامة شراكات مع منشآتها، مشيدا بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيادة الاستثمارات السعودية في فرنسا، وقال لقد حددنا معا فرصا سائحة في عدة مجالات استراتيجية كبرى، أرغب في أن نتمكن من تنفيذها سريعا. ثم ألقى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة، قال فيها فخامة الرئيس فرانسوا هولاند أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة يطيب لي في مستهل كلمتي أن أعرب عن بالغ تقديري لفخامتكم ولحكومة الجمهورية الفرنسية على ما لمسته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن سروري شخصيا بالالتقاء بأصدقائنا في هذا البلد الصديق. كما يشرفني أن أنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لفخامتكم، ولحكومة وشعب فرنسا الصديق، إن زيارتي هذه تأتي في إطار توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلدينا الصديقين، منذ أن أرسيت دعائمها في اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الراحل شارل ديغول هنا في باريس عام 1967، كما كان لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية إلى فرنسا عام 2007 وزيارة فخامتكم للمملكة عام 2013 دور كبير في تنمية العلاقات بين المملكة وفرنسا وتطويرها في المجالات كافة، وخدمة قضايا الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم. تدرك المملكة مكانة فرنسا العالمية، هذه المكانة التي احتلتها بحكم إرثها الثقافي، ودورها السياسي, وثقلها الاقتصادي، كما نقدر لحكومتكم جهودها الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا والتي تعيش وللأسف الشديد في دوامة من الأزمات المتتالية نالت تداعياتها الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي. ولقد دأبت المملكة من خلال تواصلها مع الأصدقاء على تجسيد ما تتمسك به من قيم ومبادئ إسلامية ومن ذلك قيم التسامح والإخاء والعدالة والدعوة إلى الحوار، ونبذ التطرف والعنف ومحاربة الإرهاب. وأدركت حكومة المملكة خطورة ظاهرة الإرهاب على المجتمع الدولي منذ وقت مبكر، حيث دعت إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عقد في مدينة الرياض في عام 2005، كما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب ليكون جزءا من الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز مكافحة الإرهاب، وأمر، حفظه الله، بالتبرع بمائة مليون دولار لتفعيل المركز، وفي هذا الصدد فإننا في المملكة لنأمل أن تسارع الدول المحبة للسلام إلى الإسهام بفعالية في دعم هذا المركز ليكون محورا فاعلا وركيزة أساسية للتعاون الدولي لمكافحة هذه الآفة التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم. وتابع سموه لقد أولت المملكة اهتماما بالغا ولا تزال بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. وقد جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أصبحت المبادرة العربية للسلام لتؤكد هذا الاهتمام حيث تضمنت هذه المبادرة أسس وركائز الحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحروب والمعاناة القاسية، ويحقق له تطلعاته المشروعة وإقامة دولته المستقلة، تحقيقا للسلام العادل والدائم في المنطقة. وفي هذا الخصوص فإننا نؤكد هنا أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من عدوان وحشي مدمر على غزة أمر لا تقره المواثيق والمبادئ الدولية وتستهجنه كافة الشرائع، وإننا لنهيب بالمجتمع الدولي أن ينهض بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وفي سوريا دعونا إلى تنفيذ قرارات مؤتمر (جنيف1) وما تضمنه من تشكيل هيئة حكم انتقالية تملك صلاحيات تنفيذية كاملة. وفي لبنان فإننا نأمل أن يتم الاتفاق على رئيس يجمع كل الفرقاء، ويمكن لبنان من تجاوز أزمته الحالية. ولقد رحبنا في المملكة بالتوافق في العراق واختيار قياداته، متمنين لهم النجاح في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحرص على وحدة العراق وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه. وفيما يتعلق بالشأن اليمني، فإننا إذ نعرب عن قلقنا البالغ لتدهور الوضع الأمني فيه وما يتم القيام به من أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية، لنأمل أن يسود الأمن والاستقرار في اليمن والالتزام بالشرعية وما صدر عن مجلس الأمن في هذا الشأن. ولقد دعمنا كل هذه المبادرات والمواقف السياسية بمساعدات إنسانية وتنموية، وبرغبة جادة في تحقيق السلم والأمن والاستقرار السياسي في دول المنطقة. وتطرق الأمير سلمان الى دور المملكة في مجموعة العشرين، قائلا إنها عملت ما في وسعها لتعافي الاقتصاد العالمي بعد الأزمة التي مر بها، فزادت من إنفاقها على البنية الأساسية، ومن دعمها لصناديق التنمية الإقليمية والدولية، وأخذت بنهج معتدل لتأمين الاستقرار للسوق البترولية مراعاة لمصلحة المنتج والمستهلك. وقامت بمسؤولياتها وقت الأزمات في توفير الإمدادات البترولية مدركة لدورها ومسؤولياتها تجاه الاقتصاد العالمي. وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره وتقديره على ما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال، متمنيا لحكومة وشعب فرنسا الصديق مزيدا من التقدم والازدهار. وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز أوضح لدى وصوله إلى باريس في وقت سابق أمس، أن زيارته تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تشهد تطورا متناميا، حيث أسهمت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2007م، وبشكل كبير جدا في وضع العلاقات على مسارات جديدة وعالية من التنسيق والتعاون بين البلدين. ونوه سموه بأهمية الزيارة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند للمملكة في عام 2013م وما أنجز خلالها من اتفاقيات بين البلدين. وأكد سموه أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تطوير أوجه التعاون الثنائي، وتعزيز مستوى التنسيق بين البلدين تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا سموه إلى أن التعاون والتنسيق بين البلدين في أفضل حالاته. وأعرب سمو ولي العهد عن سعادته بزيارة الجمهورية الفرنسية، ولقاء فخامة الرئيس الفرنسي للتشرف بنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لفخامته ولأعضاء حكومته والشعب الفرنسي الصديق. وحضر الاستقبال وحفل العشاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان وعدد من كبار المسؤولين. فيما حضر حفل العشاء من الجانب الفرنسي رئيس الوزراء ايمانويل فالس. كما حضر الاستقبال وحفل العشاء وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان ايف لو دريا ووزير الاقتصاد والصناعة الرقمية توماس وسفير فرنسا لدى المملكة برتران بوزانسنو.

مشاركة :