«صفقة القرن»: خطة ترامب للسلام «كل شيء أو لا شيء»

  • 10/25/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الإعداد لـ «صفقة القرن» الأمريكية دخل مرحلة التنفيذ، وأن الإعلان عنها وشيك، خاصة وأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يريد تحقيق «اتفاق تاريخي» عجز عنه الرؤساء السابقين، وهو ما يصفه ـ شخصيا ـ بصفقة القرن، سواء صفقة القرن الحالي الـ 21 ، أو في ذكرى مرور قرن من الزمان على «وعد بلفور» المشؤوم، الذي دشن مؤامرة اغتصاب فلسطين، وبدء تأسيس الكيان الصهيوني في المنطقة العربية.           وتكشفت ملامح «خطة ترامب» للسلام، وتحقيق «صفقة القرن»، والتي ربما تحدث  ـ بحسب دوائر عبرية ـ هزة أرضية كبيرة من ناحية سياسية في اسرائيل، تهدد الائتلاف الحاكم اليوم .. وترى دوائر سياسية عربية، أن ما تم تسريبه عن خطة ترامب، كفيل بإحداث جدلا سياسيا واسعا، داخل الدوائر السياسية، وردود فعل لا يمكن التحسب لها داخل الشارع العربي ـ بحسب تعبير أستاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات، د. سالم أبو الفضل ـ     تفاصيل الخطة وتتضمن تفاصيل «خطة ترامب»، وفقا لتصريحات مسؤول أمريكي، رفيع المستوى، ومقرب من دائرة صنع القرار بالبيت الأبيض، لصحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية:  الرئيس ترامب سوف يطرح خطة سياسية شاملة على الطاولة أمام الاسرائيليين والفلسطينيين حتى نهاية  شهر ديسمبر/ كانون الأول. وستضطر «الأطراف للتعايش معها».    الخطوة الثانية، بدء المفاوضات حول نقاط الحل مباشرة، لأن الرئيس«ترامب» لا ينوي الدخول في مفاوضات طويلة مع الأطراف كما فعل سابقه، الرئيس باراك اوباما. ولا يريد الاصطدام بحالة من المفاوضات الطويلة، التي يمكن أن تعلق، لأنه يتحسب جيدا، إذا منح الأطراف مجالا للتفاوض فإنهم سيمددونه.    منع جلوس المفاوضين لساعات في غرفة مغلقة، وكل ما يفعلونه هو تبادل الاتهامات. بما انه لن يتم منح هذا الخيار للأطراف، فإن المسألة الكبيرة هي من الذي سيحطم الآليات أولا، ويكون مسؤولا عن فشل العملية.    المحور الرئيسي في الخطة، كما يرى الرئيس ترامب ( كل شىء أو لاشىء)، بمعنى أن الخطة هي بمثابة «كل شىء أو لا شىء» أي لا مجال لـ «اللعب» أو تضييع الوقت، وهي مفاوضات تضع نقطة النهاية للمفاوضات «العبثية» كما يراها ترامب، طوال سنوات مضت، فالخطة للتنفيذ، تحقيقا لصفقة القرن.    ويتوقع الرئيس ترامب، ان تكون اسرائيل راضية بنسبة 50% عن الخطة، وكذلك الأمر بالنسبة للفلسطينيين.. ولن يسمح لأحد بالمس بمصالح اسرائيل، ومن ناحية ثانية فإنه يريد تحقيق اتفاق تاريخي.    الخطوة الثالثة، قيام ترامب بقيادة خطوة لتطبيع العلاقات بين العالم العربي واسرائيل، وبالتالي التسهيل على الأطراف في كل ما يتعلق بتأثير العملية على السياسة الداخلية.   والرئيس ترامب، يعلم أهمية هذه الخطوة بالنسبة لإسرائيل، إذ يشكل تطبيع العلاقات مع العالم العربي قفزة اقتصادية ودبلوماسية .. وبالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ستسمح له هذه الخطوة باتخاذ قرارات تاريخية من خلال التشاور مع دول عربية أخرى.    سبقت الإعداد لـ «خطة ترامب»، مؤشرات كثيرة إلى بدء تحريك ملف السلام، على رأسها تحقق المصالحة الفلسطينية فجأة، وضوء أخضر أمريكي مفاجئ سمح بتأجيل البحث في مصير سلاح حركة «حماس». فالمصالحة هي حاضنة الحلول المقبلة، وشرط مسبق لمفاوضات ذات معنى، ومن دونها لا يمكن توقع عملية سلام جادة وحقيقية.      واعتماد «ترامب» على ثلاثة يهود يضعون «الكيباه» على رؤوسهم، كمبعوثين لإسرائيل، وهم : السفير الأمريكي لدى اسرائيل، ديفيد فريدمان، والمبعوثين جيمس غرينبلات وجارد كوشنر ـ صهر ترامب ـ وكل منهما «متفائل» ويؤمن بقدرة الامتيازات الاقتصادية على تحسين الوضع السياسي، في المنطقة.           وتم تسريب أبرز ملامح «خطة ترمب»، بالتزامن، مع تسريبات أخرى عن لقاءات سرية تجرى في لندن بين وفود فلسطينية وإسرائيلية رفيعة المستوى، بإشراف أمريكي ورعاية مصرية، وتتضمن وعوداً للفلسطينيين بتحقيق إنجاز سياسي وشيك،       وتؤكد الكاتبة الفلسطينية، فاتنة الدجاني، أن لقاءات لندن ما زالت ذات طابع استكشافي، حتى أن السلطة لم تطرح شروطها المعتادة للتفاوض، أي وقف الاستيطان وإطلاق قدامى الأسرى. لكن حتى تتحول لقاءات جس النبض إلى الشق التنفيذي، أي إلى مفاوضات، ثمة مسافة طويلة هي الثقة المفقودة فلسطينياً بنيات نتانياهو.     وتربط «الدجاني» بين تسريب تفاصيل المبادرة الأميركية في الإعلام الإسرائيلي، والحراك الذي تشهده المنطقة وانعكس في كثرة اللقاءات والزيارات واقتراب الحلول في ملفات إقليمية، ثم إعلان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير نيته العمل من أجل إضفاء شرعية دولية على حركة «حماس»، حتى استنطاق تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، والتي يبدو فيها كمن يجيب على أسئلة لم يطرحها عليه أحد،  تعد مؤشرا  آخر إلى أنه يتعرض إلى ضغوط غير معلنة، أو أنه يستبق أموراً مقبلة يعرفها ولا نعرفها.             وحتى لو كانت السلطة الفلسطينية، التي تتبنى الخيار السلمي أساساً، لا تعتقد بجدوى المفاوضات مع حكومة نتانياهو، فسيكون من الصعب عليها أن تتمنع. وهذه أيضاً حال نتانياهو الذي اختار حتى الآن إرضاء اليمين المتطرف على حساب عملية السلام، وأعلن مراراً رفضه حل الدولتين وتأييده الاستيطان، ووضع شروطاً كثيرة على أي تسوية لوأدها في مهدها..  ويبقى الأمر معتمدا على مدى جدية الإدارة الأمريكية في طرح مبادرتها السلمية وحمايتها.

مشاركة :