أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن نيته زيادة قيمة أصوله إلى 1.5 تريليون ريال، أي 400 مليار دولار في 2020. من جهة أخرى، أكد صندوق الاستثمارات العامة أنه يستهدف زيادة العائد على حقوق المساهمين ما بين 4 إلى 5% من 3% حالياً. كما يسعى برنامج صندوق الاستثمارات العامة لخلق 20 ألف وظيفة بحلول 2020. وكان رئيس صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، قد كشف خلال كلمته في الجلسة الأولى من فعاليات “مبادرة مستقبل الاستثمار ” يوم أمس الثلاثاء، أن الصندوق يستهدف عوائد سنوية في نطاق 3 إلى 9% لكل محافظه في المدى الطويل. وأضاف أن بعض الأصول قد تحقق عوائد سنوية أكثر من 10%، لافتاً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يقيس أداءه بالمقارنة مع عدد من الصناديق الأخرى. وفي سياق متصل، قال مدير صندوق الاستثمارات العامة إن الصندوق يدير أصولا بنحو 230 مليار دولار. وأطلق صندوق الاستثمارات العامة برنامجه للفترة (2018 – 2020)، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، الذي يمثل خارطة طريق للأعوام الثلاث المقبلة، لتحقيق 4 أهداف رئيسية هي تعظيم قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة، وإطلاق قطاعات جديدة، وتوطين التقنيات والمعارف المتقدمة، وبناء الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية، وذلك سعياً لتعزيز دور الصندوق كمحرك فاعل لتنويع الاقتصاد في المملكة وتعميق أثر ودور المملكة في المشهد الإقليمي والعالمي. وخلال العامين الماضيين، عمل مجلس إدارة الصندوق برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على تنفيذ العديد من الأنشطة بغرض تعزيز مكانة صندوق الاستثمارات العامة، انطلاقاً من سعيه ليصبح واحداً من أهم صناديق الثروة السيادية في العالم وأكثرها تأثيراً. وتشتمل هذه الأنشطة على تطوير الخبرات وزيادة عدد العاملين في الصندوق إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه، ليصل إلى حوالي 200 موظف وموظفة، إضافة إلى التطوير الشامل لأنشطة الاستثمار وأطر الحوكمة والجوانب القانونية وإدارات المخاطر والالتزام والتمويل. ويؤكد برنامج صندوق الاستثمارات العامة على التكامل مع القطاع الخاص السعودي، عبر محافظ الاستثمار المحلية الجديدة، والموزعة بين محفظة الاستثمار في الشركات السعودية، ومحفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير وتنمية القطاعات الواعدة، ومحفظة الاستثمارات في المشاريع العقارية وتطوير البنية التحتية، ومحفظة المشاريع السعودية الكبرى. ويتجلى مستوى طموحات الصندوق على صعيد محافظ الاستثمار المحلية في إطلاق مشاريع كبرى، تشمل: مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية، بالإضافة إلى تأسيس 9 شركات تعنى بإطلاق قطاعات جديدة وواعدة في المملكة، من بينها الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وصندوق الصناديق، والشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري. ويتضمن برنامج صندوق الاستثمارات العامة في الأعوام الثلاثة المقبلة 30 مبادرة تم تقديم تفاصيل كل منها في وثيقة برنامج صندوق الاستثمارات العامة، التي ستعمل على رفع قيمة أصول الصندوق إلى 1.5 تريليون ريال سعودي (400 مليار دولار أميركي) بحلول العام 2020م، وتوليد 20,000 وظيفة محلية مباشرة -أكثر من نصفها يتطلب مهارات عالية – و 256 ألف وظيفة بناء. بالإضافة إلى زيادة إسهام صندوق الاستثمارات العامة في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي من 4.4% إلى 6.3% والإسهام في المحتوى المحلي بشكل مباشر بنحو 50 مليار ريال، وتتضمن خطط تعظيم الأصول الحالية للصندوق، رفع إجمالي العائد على المساهمين من 3% إلى ما بين 4% و5%. محفظة استثمارات عالمية أما محفظة الاستثمارات العالمية الاستراتيجية فتهدف إلى أن يكون الصندوق محركاً فاعلاً في الاقتصاد العالمي، وبناء سمعة المملكة عالمياً لتكون الشريك المفضل في فرص الاستثمار العالمية. كما سيتم تنويع الأصول العالمية لصندوق الاستثمارات العامة، وذلك عبر محفظة الاستثمارات العالمية المتنوعة، التي تستهدف الاستثمار في استثمارات الدخل الثابت والأسهم العامة والأسهم الخاصة والدين والعقارات والبنية التحتية وغيرها من الاستثمارات البديلة مثل صناديق التحوط. وتعليقاً على إطلاق برنامج صندوق الاستثمارات العامة، قال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود: يمثل برنامج صندوق الاستثمارات العامة نقطة تحوّل بارزة في مسيرة عملنا نحو تحقيق طموحات رؤية المملكة 2030. على الصعيد المحلي نقوم بالعمل على رفع القيمة المضافة لمحافظ الاستثمار المحلية، وتحفيز جهود التنوع الاستراتيجي المستدام عبر توفير فرص استثمارية في نطاق واسع من القطاعات. أما دولياً فقد بدأ الصندوق الاستثمار في عدد من أهم الشركات الابتكارية في العالم، كما أسس شراكات استراتيجية لدعم جهود تنويع مصادر الدخل على المدى الطويل، بما يضمن موقعاً ريادياً للمملكة في الاستثمار في الفرص الواعدة. ويسعى الصندوق إلى تعزيز إمكاناته المؤسسية بالالتزام بأعلى معايير الشفافية والحوكمة. وسيتم الحديث بتفصيل أكبر عن برنامج صندوق الاستثمارات العامة (2018 – 2020) في مبادرة مستقبل الاستثمار التي يستضيفها صندوق الاستثمارات العامة حالياَ في الرياض، ويجتمع فيها أهم قادة العالم من المستثمرين والمبتكرين، لاستكشاف الاتجاهات والفرص والتحديات التي ستشكل ملامح مستقبل الاستثمار والاقتصاد العالمي في العقود المقبلة. وفي سياق متصل قال ياسر الرميان إن الصندوق منفتح على ضخ استثمارات كبيرة في شركات مثل أوبر لخدمات نقل الركاب. وأضاف الرميان للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان يتوقع مزيدا من الاستثمارات الكبيرة مثل أوبر “نعم، نحن منفتحون على كل شيء”. جاءت تصريحات الرميان في اليوم الثاني لمؤتمر استثماري كبير بالعاصمة السعودية الرياض. وفي العام الماضي استثمر الصندوق السيادي 3.5 مليار دولار في أوبر.
مشاركة :