محلل سياسي أمريكي: الإدارة الأمريكية منزعجة من موقف دول الحصار ضد قطر

  • 10/25/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المحلل السياسي الأمريكي جورجيو كافيرو، أن الإدارة الأمريكية منزعجة من رفض دول الحصار تخفيف سياساتها وخطابها ضد دولة قطر، مضيفا أن الأزمة قوضت مصالح واشنطن في المنطقة من خلال وضع حلفاء أمريكا ضد بعضهم البعض، وتمكين دول أخرى من تأكيد نفوذها في العالم العربي. وقال جورجيو، في مقال تحليلي بعنوان "الخلاف الخليجي يزيد من إحباط الولايات المتحدة من السعوديين" الذي نشره موقع "لوب لوج" السياسي، "إن واشنطن بدأت تستوعب قدرتها المحدودة في دفع الدول الخليجية لحل الأزمة الخليجية التي بدأت قبل خمسة أشهر عندما قامت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة قطر".  وأشار إلى تصريح السيد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، بأن الرياض رفضت جهوده في دعوة الدول الأربع إلى طاولة المحادثات، مضيفاً أن واشنطن لا تستطيع فرض المحادثات على أشخاص غير مستعدين للحديث.  ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية أصبحت أكثر صراحة بأن الدوحة ليست مسؤولة عن الخلاف المستمر في مجلس التعاون الخليجي، حيث أشار تيلرسون إلى عدم وجود رغبة حقيقية لدى دول الحصار للمشاركة في المفاوضات.. في إشارة إلى قول تيلرسون قبل رحلته إلى الخليج إن "العبء يقع على التحالف بقيادة السعودية والإمارات للتواصل مع قطر، لأن قطر أكدت بوضوح بأنها مستعدة للمحادثات".  وأوضح أن هناك شراكة عسكرية واقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الحصار ودولة قطر، حيث أن جميع الإدارات الأمريكية سعت إلى الاستفادة من مزايا الوحدة النسبية داخل مجلس التعاون الخليجي لمواصلة تحقيق المصالح المشتركة بين واشنطن والدول الخليجية. وذكر كافيرو أن إجراءات دول الحصار ضد الدوحة أثارت حيرة المسؤولين في واشنطن الذين لم يكونوا متأكدين من مطالب السعودية والإمارات الحقيقية من دولة قطر، على الرغم من أن دول الحصار أصدرت في وقت لاحق 13 مطلباً، وبعد ذلك أصدرت قائمة من ستة مطالب، إلا أن أهدافهما غير واضحة.. مشيرا إلى تصريح تيموثي ليندركينغ نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بأن "ما يطلب من قطر ينبغي أن يطلب من البلدان الأخرى"، جاء ليؤكد على وجود توافق عام في الإدارة الأمريكية بأن قطر أحرزت تقدماً كبيراً في مكافحة الإرهاب ويمكن انتقاد الدول الخليجية الأخرى لنفس الأسباب أيضاً.  وأشار إلى أن واشنطن تدرك أن أفق التسوية ستصبح باهتة كلما استمر النزاع، حيث أدت التغطية الإعلامية "المتزايدة القسوة" ضد الدول الخليجية إلى تسميم بيئة مجلس التعاون الخليجي، وأن سعي دول الحصار لتغير القيادة القطرية لن تؤدي إلا إلى زيادة النزعة القومية في قطر وتعزيز دعم القطريين للأمير، مما يقوض في نهاية المطاف أي أمل في استعادة الثقة بين الدوحة وكل من السعودية والإمارات. ويرى كافيرو أن دول الحصار ليست مهتمة بتقديم التنازلات في طاولة الحوار بدون اتخاذ تدابير لحفظ ماء الوجه لضمان عدم ظهور الكتلة السعودية الإماراتية بشكل ضعيف عند الحوار مع قطر، وإن إطالة أمد الخلاف الدبلوماسي يزيد من مخاطر الأضرار المؤسسية التي ستلحق بدول مجلس التعاون الخليجي... وأن تفكك المجلس سيؤثر حتماً على مصالح واشنطن في الشرق الأوسط.  ولفت إلى أن أزمة قطر أكدت على أن رؤية المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب تتعارض مع الولايات المتحدة، ورحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية لم تضع الحكومة الأمريكية وحكامها على الصفحة نفسها حول تحديد وتعريف هوية الإرهابي في الشرق الأوسط.. مضيفا أن قيام السعوديين بحصار قطر بحجة دعم الدوحة للجماعات الإسلامية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها دول الحصار جماعة إرهابية، مردود عليه لأن واشنطن لم تصنفها كذلك. كما أشار إلى أن عجز تيلرسون عن دفع الرياض نحو الحوار مع الدوحة يؤكد على تأثير واشنطن المحدود في هذا النزاع الخليجي وإحباطها المتنامي من شريكها السعودي.;

مشاركة :