دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، كلا من الولايات المتحدة وإيران إلى عدم جر العراق للخلافات بينهما، مؤكدا أن بلاده تسعى لمواصلة التعاون مع كلا الدولتين. وقال العبادي، في مقابلة حصرية مع صحيفة "Wall Street Journal"، اليوم الأربعاء: "ما نؤكده للجميع، ومن بينهم جيراننا الإيرانيون، وكذلك الولايات المتحدة، الذين أصبحوا أصدقاء لنا من خلال دعمنا في محاربة داعش، هو أننا نرحب بتأييدكم، ونود العمل معكم..، لكن من فضلكم لا تنقلوا مشاكلكم إلى العراق". وتابع العبادي موضحا: "إن فرض أي شيء علينا أمر غير مقبول على الإطلاق". العبادي يوجه "رسالة قوية" بشأن الأكراد ويحذر: إذا استمريتم بقتل الجنود العراقيين فإنكم ستتحملون المسؤولية وفي تطرقه إلى قضية الحدود العراقية التركية في ظل التوتر الحالي في العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق، الذي تقع على أراضيه المنافذ الحدودية مع تركيا، قال العبادي: "إنه ينبغي أن تكون لدى العراق حدود (مفتوحة) مع تركيا، يجب عليهم (سلطات إقليم كردستان) ألا يقطعوا العراق عن تركيا". وأضاف العبادي، في إشارة إلى الأزمة الناجمة عن إجراء إقليم كردستان العراق الاستفتاء على الانفصال عن الدولة العراقية يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي: "إن الأكراد هم مواطنون عراقيون، وتتمثل أولويتي بحمايتهم، وحماية باقي العراقيين، لكنني أوجه رسالة قوية: إذا استمريتم بقتل الجنود العراقيين فإنكم ستتحملون المسؤولية عن ذلك". العبادي: أي هجوم ضد القوات الأمريكية في العراق هجوم ضد بلادنا وفي تعليقه على الهجمات، التي تجري من حين إلى آخر ضد عناصر القوات الأمريكية، المنتشرة في أراضي العراق، أشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن كل المقاتلين من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى الموجودين في بلاده جاءوا بدعوة رسمية من بغداد، مشددا على أنها(بغداد) لن تتسامح مع أي أعمال عدائية بحق قوات التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة. وأوضح العبادي في هذا السياق: "أي هجوم ضدهم هو هجوم ضد العراق وسيادته وسيادة الدولة العراقية". العبادي: الحشد الشعبي سيكون خارج القانون حال ولائه لأي قوة أخرى كما تطرق العبادي خلال المقابلة إلى قضية الحشد الشعبي، التي أثارت في الآونة الأخيرة نقاط اختلاف بين واشنطن وبغداد على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، القائلة إن "المقاتلين الشيعة المدعومين من إيران عليهم مغادرة العراق" بعد هزيمة "داعش". وأشار العبادي، في غضون ذلك، إلى أن "قوات الحشد الشعبي يجب أن تكون موالية للعراق وحده ولا لغيره، يجب أن تكون موالية لمؤسسات الدولة العراقية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وليس للأحزاب السياسية أو أي قوة أخرى إن كانت داخل العراق أو خارجه". وشدد العبادي على أنه، في حالة معاكسة، ستعتبر هذه القوات "خارج القانون"، مبينا أنه "من غير الجائز أن يحمل أي أحد، خارج قوات الأمن العراقية، الأسلحة". المصدر: Wall Street Journal رفعت سليمان
مشاركة :