القلب يعشق كل جميل

  • 10/26/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

يظهر أننا جُبلنا أخيراً على التعايش مع القبح، والقبح أقصد هنا.. القبح المعنوي الذي يعتليه الفساد، وانتهاك القوانين على كل الأصعدة، خصوصاً في الشوارع العامة، وعلى «عينك يا تاجر»، وكذلك اعتدنا على القبح المادي والبشري.. فترانا، خصوصاً في «دواويننا الإلكترونية» وسائل التواصل الاجتماعي بمواقعها المختلفة، نمجد من الطبيعة خارج وطننا، كما نتغزّل ليل نهار في جمال البشر الطبيعي خارج أوطاننا، ونتبادل صور حوريات عالمنا المعاصر ونتغزّل في جمالهن ومحاسنهن، بمناسبة وغير مناسبة، خصوصاً في الهاشتاغ الشهير «هلا بالخميس»!.. وهكذا خلت شوارعنا من أي لمسات جمالية، وحل محلها التجهّم والتكشير البشري والقبح الحجري. * * * «يافطاتنا» الإعلانية في أيام الانتخابات والأعياد وغيرها تمتلئ بــ «السحنات» التي ما أنزل الله بها من سلطان، سحنات متجهمة تتصنع الابتسامة واللطافة والتقرّب إلى قبول ناظريها، الأمر الصعب المنال في كثير من الأحيان! أما الإعلانات عن المنتجات التجارية فقد خلت من أي وجه يدخل القلب، خصوصاً من الجنس اللطيف، فأغلب إعلاناتنا التجارية إذا كان البطل فيها من البشر، فهو من «الخناشير»، ساعة تملأ الدهشة وجهه، أو تراه متصنّعاً الابتسامة.. لذلك سعدنا كثيراً عندما ملأت شوارعنا إعلانات جذابة ملأتها وجوه نسائية جميلة، مبتسمة أو مكتملة الزينة والماكياج، لكنها ملأت شوارعنا القبيحة المتجهمة بهجة وجمالاً.. الأمر الذي انعكس على نفوسنا وأدخل فيها نسمات الفرح والبهجة. لكن من يعيش بين ظهرانينا من أعداء الفرح والحبور ومروّجي الشجن والمحن لم يرضهم ذلك! فاحتجوا على بلدية الكويت المسؤولة عن إعلانات الشوارع، بدعوى أن هذه الصورة لشخصيات «فاشينستات»، كما يطلق عليهم هذه الأيام، وعرض صورهم في شوارعنا سيجعل منهم قدوة لشبابنا.. إلى آخر تلك الاسطوانات المشروخة التي مللنا من سماعها من هذه الفئة الظلامية! ونحمد الله أن «البلدية» بقيادة رئيسها الشجاع أحمد المنفوحي ردت ردا مفحما على خفافيش الظلام بالقول: إن هذه إعلانات مرخصة، وليس فيها شيء خادش للحياء العام او للنظام العام، يعني «أكرمونا بسكوتكم»، فصمتوا من يومها صمت القبور، والحمد لله. ونحن نشكر بلديتنا على هذا الرد الحازم، ونتمنى أن يتسلّح كل مسؤولينا بمثل شجاعتها، بمواجهة أفكار وتدخّلات هذه الفئات، لكي تغدو حياتنا من ولادتنا إلى مماتنا نسخة مكررة من أدبياتهم المتخلّفة! ذلك أننا تعلّمنا وانتهجنا منذ نعومة أظفارنا نهج أن «الله جميل ويحب الجمال».. كما أننا نردد لا شعورياً رائعة الراحلة أم كلثوم «القلب يعشق كل جميل». ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com

مشاركة :