أعلن الحزب الشيوعي الصيني التشكيل الجديد لقيادته المركزية أمس الأربعاء تحت زعامة الرئيس شي جين بينج، لولاية جديدة من خمس سنوات، لكنه خالف ما جرى عليه العرف في الآونة الأخيرة إذ لم تتضمن الاختيارات السبعة خليفة واضحاً للرئيس.وإلى جانب شي كان لي كه تشيانج رئيس مجلس الدولة (يعادل منصب رئيس الوزراء) هو الوحيد الذي احتفظ بمنصبه وسط التغييرات واسعة النطاق للجنة الدائمة للمكتب السياسي، أعلى مراتب السلطة في الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.وجرت ترقية كل من لي تشان شو، ووانج يانج، ووانج هو نينج، وتشاو له جي، وهان تشنج لينضموا إلى القيادة الجديدة محل خمسة أعضاء متقاعدين باللجنة من بينهم مسؤول مكافحة الفساد وانج تشي شان وهو حليف كبير لشي.والأعضاء السبعة في العقد السابع من العمر لذا فللمرة الأولى لن تضم اللجنة الدائمة عضواً ولد قبل الثورة الشيوعية عام 1949.كما جرت التقاليد، بدا شي الذي ارتدى بدلة قاتمة ووضع ربطة عنق حمراء مبتسما أمام الصحفيين، محاطا بزملائه الستة في المكتب السياسي الذي سيدير الصين للسنوات الخمس المقبلة غداة انتهاء أعمال المؤتمر العام للحزب الشيوعي. وقال شي في كلمة نقلها التلفزيون في بث مباشر «لا أعتبر ذلك بمثابة موافقة على عملي فحسب، بل أراه تشجيعا سيدفعني إلى المضي قدما».وكانت الأنظار في السابق تتجه إلى هو تشون هوا الأمين العام للحزب الشيوعي في إقليم قوانجدونج وتشن مينر الأمين العام للحزب في تشونجتشينج باعتبارهما منافسين بارزين لخلافة شي بين ما يعرف في الحزب بالجيل السادس للزعماء، لكن لم يتم اختيارهما لعضوية اللجنة الدائمة بل أصبحا عضوين في المكتب السياسي، وهو مرتبة أدنى من اللجنة الدائمة في سلم القيادة والتي تضم 25 عضواً.وأسندت عضوية اللجنة الدائمة لكل من الرئيس ورئيس مجلس الدولة في المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي عام 2007 مما أشار بوضوح إلى أنهما سيخلفان الرئيس السابق هو جين تاو، ورئيس مجلس الدولة السابق ون جيا باو في القيادة وهذا هو ما حدث بعد ذلك بخمس سنوات.ويعتبر لي تشان شو الأقرب إلى شي بين المعينين حديثا في اللجنة الدائمة وسيصبح على الأرجح رئيس البرلمان الصيني، وفقا لما يقوله محللون ومصادر. وسيعلن عمن سيتولى رئاسة البرلمان خلال الاجتماع السنوي له في مارس/ آذار المقبل.وأعلنت الصين أيضا عن تشكيلة جديدة للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي وظل شيوي تشي ليانج أحد نائبي رئيس اللجنة، فيما أصبح تشانج يو شيا، أحد المقربين من شي، النائب الآخر.ويقول خبير الشؤون الصينية في الجامعة المعمدانية في هونج كونج جان بيار كابيستان إن «شي جين بينج لا يريد تقاسم السلطة ولا يريد أحدا يضغط عليه عند إعداده للخلافة»، كما انه ومن خلال إبقائه على المنافسة بين خلفائه المحتملين «فهو يبقي الضغط على الجميع ويتمتع بالسلطة لخمس أو عشر سنوات دون أي التزامات».ويخطط شي للمدى البعيد، فقد تعهد في الخطاب المطول الذي افتتح به أعمال المؤتمر الأربعاء الماضي ب«عصر جديد من الاشتراكية على الطريقة الصينية» محدداً آفاقاً لها في 2050 بأن تصبح الصين قوة عظمى مزدهرة وتحظى بالاحترام، ودعا إلى «الدفاع عن سلطة الحزب والنظام الاشتراكي الصيني»، مبدداً أي أمل بإدخال قدر من الليبرالية على النظام. وكرر شي أن مكافحة الفساد «طريق لا نهاية لها»، ودعا كوادر الحزب الشيوعي إلى «القضاء على هذا الفيروس الذي يدمر نسيج الحزب». (وكالات)
مشاركة :