اتهم موقع «إيفننج واشنطن» الأميركي، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، بالجهل وعدم معرفة أسس السياسة الدولية. وقال الصحافي المختص في الشؤون الأميركية والأوروبية، آدم ويتمان: «إنه وفي الوقت الذي يُفترض أن يوازن «بانون» باعتباره خبيراً استراتيجياً في تصرفاته، نجد أنه يصطف مع البلدان المعرفة بدعم وتمويل الإرهاب مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة». وكان «بانون» قد قال، الاثنين الماضي، خلال كلمة أمام معهد «هدسون» إن «أهم شيء يحدث في العالم هو الوضع في قطر، وما يحدث فيها هو في غاية الأهمية مثل ما يحدث في كوريا الشمالية». وأوضح «ويتمان» أن كلمات «بانون» لم تأتِ جزافاً، بعد اكتشاف تلقيه مبالغ من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، بعدما كشف موقع «ماكلاتشي» الأميركي عن وثائق جديدة، ضمن تقرير أعدّه يؤكد دور بانون في التحريض على قطر بواشنطن؛ حيث يكشف التقرير أنه وبعد وقت قصير من مغادرة ستيف بانون للبيت الأبيض، استأجرت الإمارات شركة ذات علاقات وثيقة به لشن حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد جارتها قطر. وتشير سجلات الحكومة الفيدرالية إلى أن الإمارات دفعت 330 ألف دولار إلى شركة تابعة لشركة «كمبريدج أناليتيكا»، التي يُعتبر «بانون» على صلة وثيقة بها والتي سبق وأن استعان بها ترمب للوصول إلى الناخبين عبر الرسائل الإلكترونية الموجهة أثناء حملته الانتخابية. وقد استعانت الإمارات بتلك الشركة من أجل تشويه قطر عبر «فيسبوك» و»تويتر» ومواقع أخرى. وقال ويتمان: «إن بانون كتب لسنوات عدة مقالات، وتحدث في الاتفاقيات وورش العمل وألقى خطباً عن الإرهاب وخطر الإسلام». كما بيّن ويتمان أن آخر سلوك لـ «بانون» -اليميني المتطرف- والذي وصفه بالمتهور، كان مفاجئاً، وهو «العمل مع الإمارات والسعودية»، البلدين المعروفين بتأييدهما للإرهاب إما عن طريق التمويل أو الدعم المباشر. وقال الصحافي ويتمان إن مصدراً مطلعاً أكد له أن «بانون» التقى سفير الإمارات بواشنطن يوسف العتيبة 4 مرات خلال الخمسة أشهر الماضية. وأضاف أن الاجتماعات ركزت على ضرورة الضغط على إدارة «ترمب» لتبني الموقف الإماراتي السعودي من حصار قطر، ودعم خطط دولة الإمارات لعزل قطر بما في ذلك استخدام القوة لتغيير النظام. وتابع أن «بانون -المعروف بعنصريته ومعاداته للمهاجرين والمسلمين- اقترح استخدام علاقة قطر بالإخوان المسلمين من أجل تحقيق أهداف الحملة على قطر، مشيراً إلى تلقي «بانون» مبلغاً مالياً إضافياً قدره 450000 دولار من الإمارات، عبر إحدى جماعات الضغط الأميركية الشهيرة، دفعه «العتيبة». وكانت الإدارة الأميركية قد أعربت عن غضبها من ارتباط «بانون» بهذه القضية عندما كان على رأس عمله، وفيما بدا أن ذلك دفع إدارة ترمب للعمل بسرعة وإقالته نتيجة أفعاله، عدا عن تلقيه المال بينما كان في منصبه ولم يعلن ذلك. وقال الكاتب الأميركي إن ارتباط «بانون» مع التحالف الإماراتي-السعودي هو نفاق خالص؛ حيث يحاول العمل ضد معتقداته الخاصة، وهو يعمل بالفعل من أجل الأشخاص الذين وصفهم بالإرهاب والوحشية، متخلياً عن نفسه مع البلدان التي شاركت بشدة في الإرهاب عن طريق التمويل أو الترويج. وأكد على واجب الحكومة الفيدرالية في محاسبة «بانون»، والتحقيق معه في علاقته مع الإمارات وطبيعة الخدمات التي يقدمها. وأضاف أن «التحقيق ضروري للتأكد من أن أميركا لا تزال محايدة في أزمة الخليج، وأن أخذ جانب أحد الأطرف سيضر بالسياسة الخارجية الأميركية ويعرض المصالح الأميركية طويلة الأمد للخطر في هذه المنطقة». وقال ويتمان: إن نظرة الجمهور الأميركي الأوسع إلى «بانون» أنه عنصري يروّج لخطاب الأفكار النازية الجديدة، معرباً عن حيرته من توظيف الدول الإسلامية أشخاصاً مثل «بانون» الذي بُنيت أفكاره على الفلسفات المعادية للإسلام والفلسفة العربية.;
مشاركة :