«التحدي لا ينتظر إطلاقاً... والحياةُ لا تلتفت إلى الوراء،شهر ونيّف هو فاصلٌ من الزمن»..ولكنني وجدتها على أرض الواقع متحققةعندما تابعتُ ما يحدث في مشهدنا الرياضي خلال فترة قصيرة فقط.فمن إلغاء مسمى جميل عن دورينا الوطني،إلى إعفاء الموظف في غرفة فض المنازعات خالد حسن شكريإثر رصد بعض التجاوزات وإحالته إلى التحقيق،ثم كشف الفساد الأكبر في لجنة الاحترافوإحالة رئيسها الأسبق إلى هيئة الرقابة والتحقيقوبين كل ذلك حسم مواضيع المواليدواستقطاب الكفاءات المميزة وطنياً وعالمياًوتحدي الإدارات الشرسة والمتحايلةوعقد اتفاقيات تطوير الحراسة، والملاكمة، وإعادة الشطرنج، ودعم الهلال كممثل للوطن في المعترك الآسيوي، حتى وصل نهائي القارة، والأهم من كل ذلك دعم المنتخب الوطني بشكل لا مثيل له من أجل حضور رائع في المونديال العالمي.وقبل وبعد ذلك وأهم من كل شيءهو إسكات الأصوات المتسلقة كالنباتات الطفيليةوكالعشب الانتهازيّ الذي يتسلّق أسوار السلطان!هذه التحديات التي واجهها تركي آل الشيخوهذه المواجهات التي جابهها تركي آل الشيخوهذه المبادرات التي تصدى لها تركي آل الشيختجعلني وأنا الذي ينبض جسده بدم أخضريبدأ من «الراقي» ويتجلى في منتخبه الوطني،أقول: نحن في مرحلة تصحيح حقيقيةلا أقلل من جهود من سبقوهولكن دائما كانت هناك محطات شائكة تفسد كل العمل الجميل!لكن هنا اليوم..تحول الأمر إلى معركة بمساحة حرب في حالة صراعفحسم الأمر بلسعة تعيد لنا عبقرية محمد علي كلاي وإبداع مارادوناوكان ذلك بأقل قدر من الضجيج وأكثر فعالية في التأثيروبقناعة الجمهور الذي لا يعجبه أي شيءومهما قيل ويقال وسيقال عن الدعم اللوجستي الذي سهّل وأجاز كل هذاأقول وأنتم تعرفون أكثر مني مَن هناك من القامات التي لها كل تقدير وتمتلك من الدعم الذاتي قبل الدعم المكتسب ما يجعلها تتخذ هذه المبادرات والتحدياتولكن لسبب ما.. تأجل كل شيء 30 عاماليجيء رياضي رقيقٌ وصارمٌ معاًوكأنه قلم رصاص مبريٌّ بحدةوناعمٌ أيضاً، كأنما يحمل الشراسة والنعومة في آن معاً،أي بإحساس الشاعر ومهارة الفرسانجاء ووضع الرياضة في مسارها الصحيح!ربما لن نحقق الآن ما حققناه سابقاالمهم أننا عرفنا الطريق الصحيحواجتثت الحقيقة التباسات الخرافةالرياضة وجه من أوجه الحياة والوطنومتعة للجمهور وشكل من تجليات الفرح..لكنّ تركي آل الشيخالذي أتمنى أن يثمر ما أنجزه فعلاً مبهجاًوهذا لن يتحقق على أرض الواقعإلا باقتناع الرياضيينلاعبين وإداريين وداعمينأما الجماهيرفهي لا تشارك في الطبخة ولكن تزرع البهجة في تقديم العشاء، وإذا كان لي شيء أخير أقوله فهوأن القادم سيكون أجمل،وليت البقية يقتدون بتركي آل الشيخوينظفون حقائبهم من الصدأ والصديد!شكرا تركي آل الشيخشكرا لوطني.* كاتب وصحفي من أسرة «عكاظ»
مشاركة :