رصد علماء كنديون، على مدى 50 عاما، حياة المواطنين الكنديين، وتوصلوا إلى استنتاجات مثيرة تظهر العلاقة بين الاكتئاب والموت المبكر. وأعلن الباحث أين كولمن من جامعة أوتاوا الكندية أن عمر الشباب الذين يعانون من الاكتئاب في سن 25 عاما، يقل مقارنة بأترابهم الأصحاء. وأجرى العلماء الكنديون تجارب شارك فيها متطوعون يعانون من الاكتئاب، واتضح أن متوسط أعمارهم أقل بـ4-18 عاما عما هو عليه لدى غيرهم من المتطوعين الأصحاء. وأكد الباحث وزملاؤه أن الاكتئاب يقلص بالفعل عمر الإنسان إلى حد بعيد حتى بعد شفائه منه، وتوصلوا إلى هذا الاستنتاج من خلال رصد صحة ثلاثة آلاف كندي (شباب ومسنين من الرجال والنساء) من سكان المدن والقرى الواقعة على الشاطئ الشرقي لأمريكا الشمالية على مدى 50 عاما. ولاحظ العلماء من خلال تحليل معطيات التجربة بعض الأمور الغريبة، فعلى سبيل المثال، كانت نسبة الوفيات بين الرجال المصابين بالاكتئاب أكثر بمقدار الضعف في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي مقارنة بالذين لم يعانوا من المرض. وتقلص طول عمرهم في الستينيات بمقدار ترواح بين 10 و12 عاما، وبـ4-7 أعوام في الثمانينيات، وفي تسعينيات القرن الماضي انضمت النساء إلى الذين يؤثر الاكتئاب على متوسط أعمارهم أيضا. وأشار العلماء إلى أن مثل هذه النتائج ناجمة عن أن الاكتئاب يدفع الناس إلى التدخين بشكل أكبر، بينما يقلعون عن ممارسة الرياضة. وقام العلماء في الآونة الأخيرة بإنتاج عدد كبير من الأدوية التي تكافح هذا المرض، لكن تعاطي الكثير منها يؤدي إلى آثار جانبية مثل السمنة والإخلال بعمليات الأيض والإدمان على تعاطي هذه العقاقير.
مشاركة :