النورج أول حصاد أيمن زيدان في الإخراج السينمائي"النورج" تجربة سينمائية سورية جديدة، يعمل عليها بجد الفنان أيمن زيدان عن سيناريو كتبه بالمشاركة مع سماح قتال وجود سعيد، ومن المنتظر أن تدور كاميرا التصوير فيه خلال أيام في أجزاء من الريف السوري.العرب نضال قوشحة [نُشر في 2017/10/26، العدد: 10793، ص(16)]من أمام الكاميرا إلى خلفها دمشق- “النّوْرَج: آلة يجرها ثوران أو نحوهما تداس بها أعواد القمح المحصود ونحوه لفصل الحبّ من السّنابل”، بهذا المعنى عرف معجم لسان العرب هذه الآلة التي تستخدم في الأرياف لدى معظم من يعمل بالزراعة، وهي آلة مازالت تستخدم لذات الغاية في بعض الريف السوري وبنفس الاسم. ومن الملاحظ، أن لهذه الآلة وجودا خاصا في وجدان وحياة الإنسان الريفي المزارع، فالنورج يحمل لدى الكثير من الناس معاني أوسع من وظيفته الأساسية في فصل حب القمح عن السنابل، وهو يشابه في هذا المعنى حجر الرحى الذي يجرُش أيضا هذا الحب ويجعله مسحوقا. وكثيرا ما عاش النورج في حكايات المواطن العربي، الريفي البسيط كدليل على القسوة في العيش، والشعور بالسحق الذي تعاني منه شريحة من ساكني الريف في سوريا، نتيجة أطماع البعض ورغبتهم في نهب ثروات وأرزاق وربما حياة الآخرين. وعن “النورج” يستعد الفنان السوري أيمن زيدان للوقوف لأول مرة خلف الكاميرا كمخرج سينمائي، من خلال سيناريو كتبه بالمشاركة مع سماح قتال وجود سعيد، والذي سينطلق في بدء تصويره قريبا بالريف السوري. وفي الفيلم حكايات عن امرأة (أمينة) تواجه الكثير من المتاعب والأطماع وتكاد تسحقها الحياة كحبة قمح تحت النورج، وتعيش فوضى وجدانية وحياتية كبرى، بسبب ظروف ابنها المريض وابنتها التي تصير محط أنظار أحد المتنفّذين، ليبدأ الصراع في حياتها بين الرغبة في الحفاظ على حياة ابنها، وسعادة ابنتها المهددة، مرورا بعلاقاتها الإنسانية البسيطة بالعديد من الشخصيات المحيطة بها في قريتها.النورج يحمل لدى الكثير من الناس معاني أوسع من وظيفته الأساسية في فصل حب القمح عن السنابل، وهو يشابه في هذا المعنى حجر الرحى الذي يجرُش أيضا هذا الحب ويجعله مسحوقا و”النورج” فيلم يحتفي بحياة البسطاء الذين يدافعون عن أحلامهم الكبرى بكل ما يمتلكون من قوة في سبيل الحفاظ على حيواتهم طبيعيةً وسعيدةً، رغم سطوة القوة والطمع حتى من أقرب الناس أحيانا. يقول أيمن زيدان عن تجربته الجديدة “في فيلم النورج رغبة عارمة في أن نحمي أرواحنا من ارتدادات الحرب المجنونة.. وأن نعبر عبر ثنايا الوجع الذي رمته على أرواحنا إلى فسحة أمل نسرقها من قسوة اللحظة”. ويضيف “كانت صورة النورج بقسوة سحله.. صورتي الجنينية لرحلة فيلم مغمس بالتفاصيل اليومية لامرأة لم تهزمها الحرب، أمينة التي تحولت بصبرها الملفت إلى أيقونة حياتية تكاد تقارب بآلامها صورة القديسين، أنا لا أحب أن أحكي عن الفيلم، لكنني أقول إنني وبرفقة شركائي جميعا من فنانين وتقنيين ذاهب إليه بروحي وتجارب حياتي.. أحزاني وأحلامي.. بهزائمي وفرحي وإحباطاتي.. شريط سينمائي أحلم بأن يكون معجونا بالصدق”. والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهو أول فيلم يقوم الفنان أيمن زيدان بإخراجه للسينما، بعد مشاركات عديدة له كممثل، بدءا من عام 1982، سنة تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قام ببطولة فيلم “أحلام المدينة” الشهير بإدارة المخرج محمد ملص وإنتاج مؤسسة السينما. وقد شارك إثره كممثل في أفلام “الشمس في يوم غائم”، “الرسالة الأخيرة”، “الترحال”، “مطر أيلول”، “الأب”، “درب السما”، وقد انتهى مؤخرا من تصوير أحدث أفلامه “مسافرو الحرب”. وعمل زيدان في المسرح وقدم العديد من المسرحيات الناجحة، ويعتبر صاحب أسلوب خاص في تقديم المسرح الجاد بشكل شعبي ناجح، ودائما ما تحشد مسرحياته جمهورا عريضا في متابعتها، كما حدث مع عروض منها “سوبرماركت”، وحديثا “اختطاف” التي جابت العديد من المحافظات السورية بنجاح جماهيري كبير. وفي المجال التلفزيوني قدم النجم السوري العديد من المساهمات في الإخراج التلفزيوني، وهي “ليل المسافرين” و”طيور الشوك” و”ملح الحياة” وأخيرا “أيام لا تنسى”، كما أخرج العديد من الكليبات الغنائية لميادة بسيليس، وقام أيضا بتقديم العديد من البرامج العربية الكبرى منها “وزنك ذهب” في تلفزيون أبوظبي.
مشاركة :