يعقوب الحجي.. من الجيولوجيا إلى توثيق التراث البحري

  • 10/26/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي| احتفت رابطة الأدباء الكويتيين بمؤرخ التراث البحري، د. يعقوب يوسف الحجي، بندوة أدارها أمين عام الرابطة طلال الرميضي، وتحدث فيها الباحثان صالح المسباح وفهد عبدالجليل، كما ألقى فيها الحجي بعض الإضاءات على رحلته العلمية في توثيق التراث البحري الكويتي. في بداية الندوة، قال أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي إن الحجي صاحب تجربة مهمة وثرية في تأريخ التراث البحري في الخليج والكويت، وأنه قدّم للمكتبة العربية مجموعة من أهم الكتب، التي ساهمت في حفظ هذا التراث وإتاحته للباحثين والأجيال الجديدة، وقال الرميضي إن الرابطة تحتفي به اليوم، بعد أن تم تكريمه في مهرجان الشارقة الدولي للراوي. الروزنامة البحرية قدّم الباحث صالح المسباح ورقة بعنوان «الروزنامة البحرية الكويتية.. عناية ورعاية د. يعقوب الحجي»، أشار فيها إلى دور الحجي في الحفاظ على روزنامات نواخذة السفر البحري من قباطنة الكويت المشهورين، الذين قادوا سفنهم عبر الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي. وقال المسباح إن هذه الروزنامات هي السجلات اليومية، التي دون فيها هؤلاء القباطنة المشاهدات والأحداث والتجارب اليومية، التي كانت تمر بها السفينة، وما اعترض هؤلاء النواخذة من أهوال واجهوها بكل صبر وشجاعة. وأشار المسباح إلى أن الحجي أصدر 17 روزنامة، وهناك أخرى في الطريق للنشر، مؤكدا الجهد المتميز الذي قام به الحجي، من أجل البحث عن هذه الروزنامات، بعد أن كادت أن تكون في طي النسيان، وكذلك جهوده في تحقيقها وضبط مادتها العلمية ومصطلحاتها الفنية.الحفاظ على التراث البحري من جهته، تحدث الباحث فهد عبدالجليل عن قصة تعرّفه على الحجي، من خلال برنامج إذاعي كان يقدمه د. عبدالمحسن الخرافي، وكانت مصدر مادته الحجي، وقال عبدالجليل إن الحجي باحث ومؤرخ متواضع، وانه قدم ورقة عن دوره في حفظ التراث البحري في ملتقى الشارقة الدولي للراوي. وألقى عبدالجليل الضوء على أربعة من أهم كتب الحجي، وهي: «نواخذة السفر الشراعي»، الذي يتناول فيه عددا كبيرا من نواخذة الكويت، وأجرى من أجل جمع مادة الكتاب العديد من اللقاءات، والثاني «صناعة السفن الشراعية»، حيث وثق فيه لصناعة السفن لأهل الكويت، والثالث «النشاطات البحرية القديمة»، الذي وثق فيه أنشطة سكان الكويت القديمة في عصر ما قبل النفط، والرابع «الفولكلور البحري الكويتي» الذي جمع فيه عددا كبيرا من حكايات وأساطير البحر.الصدفة وفليرز والنجدي وقد أجرى طلال الرميضي حواراً مع د. يعقوب الحجي، حيث سأله عن كيفية تحول مساره من الجيولوجيا إلى توثيق التراث البحري، حيث أجاب الحجي بقوله إنه تخرج في مدرسة الشويخ، ووجد نفسه يدرس الجيولوجيا في الجامعة، رغم أنه لا يعرف عنها شيئا، وأنه بعد حصوله على الماجستير والدكتوراه تغيّرت رحلته إلى التراث البحري، بعد لقاء جمعه بالصدفة مع رجل مسن في صناعة السفن، وبعد قراءته لكتاب «أبناء السندباد» للقبطان الأسترالي آلن فليرز، وكذلك لقائه بالنوخذة الراحل علي النجدي، حيث أشار الحجي إلى أنه بعدها عرف أنه خلق للتراث البحري، لكنه أكد أن تخصصه في الجيولوجيا علمه الدقة والبحث الصارم.سنوات الرشيد الغامضة وعاد الرميضي وسأله عن كتابه المهم عن سيرة حياة المؤرخ الراحل عبدالعزيز الرشيد، فقال الحجي إن الرشيد خال والده، وانه كان يسمع من كبار السن عن السنوات الأخيرة الغامضة في حياة الرشيد، حيث سافر إلى إندونيسيا ومات هناك، فقرر السفر إلى هناك وجمع سيرته من خلال الأشخاص الذين عاصروه والأماكن التي عاش فيه. وسأله الرميضي مجددا عن لقائه بالقبطان الأسترالي آلن فليرز، فقال الحجي إنه التقى به عام 1979 في أواخر حياته في بريطانيا، وقال الحجي إن فليرز عندما كتب الكتاب كان شابا، وتجنى في بعض المواضع على التراث البحري الكويتي، لكن عندما التقى به اكتشف أن نظرته تغيرت وأشاد بهذا التراث.أهم أعمال السيرة في المداخلات، التي أعقبت الندوة، قال سليمان المسباح إن الحجي يستحق أكثر من تكريم ليس في الكويت وحدها، وإنما على الساحتين الخليجية والعربية، وقال المسباح إن ما أخرجه الحجي من روزنامات بحرية جهد كبير وعمل متميز أفاد الباحثين لجودة مادتها. كما أشاد د. سليمان الشطي بكتاب الحجي عن سيرة مؤرخ الكويت الراحل عبدالعزيز الرشيد، حيث اعتبره أحد أهم أعمال السيرة في الكتابة العربية، حيث استخدم في جمعها كل الوسائل، بما فيها الرحلة، كما أشار الشطي إلى أن كتاب الحجي «نواخذة السفر الشراعي» عمل كبير يُدرس، حيث استطاع أن يقيم بناء من لا شيء، وهو بناء شاهق صعب تجاوزه ممن بعده.الحجي الإنسان بينما تحدث د. خليفة الوقيان عن الحجي الإنسان، حيث أشار إلى تواضعه الجم وعطفه على الفقراء، وقال الوقيان إن الحجي يعطي دروسا للأجيال الشابة في تواضع العلماء، وأكد الوقيان أن الحجي يتمتع بموهبة قلما توجد في الكثير من الباحثين، وهي القدرة على انتزاع المعلومات والأسرار بسهولة من الناس، كما أشاد بكتابه عن الرشيد، ووصفه بأن منهجه في الكتاب يجب أن يُدرس، فقد سافر إلى عدة دول من أجل جمع سيرة الرشيد.

مشاركة :