بغداد، دمشق - رويترز، ا ف ب - بدأت القوات العراقية، أمس، هجوماً على آخر معاقل تنظيم «داعش» في البلاد لدحره من مدينة القائم وبلدة راوة، المتاخمتين للحدود مع سورية، حيث يتعرض التنظيم أيضاً لهجمات أخرى على أيدي النظام السوري و«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن. ويهدف الهجومان المنفصلان عبر الحدود السورية - العراقية إلى توجيه ضربة أخيرة لـ«دولة الخلافة» المزعومة التي أعلنها التنظيم وانهارت مع خسارة المتشددين مدينتي الموصل (شمال العراق) والرقة (شمال سورية) ومناطق أخرى. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو يعلن انطلاق الهجوم على منطقتي راوة والقائم على الحدود مع سورية، فجر أمس، «ليس أمام (الدواعش) غير الموت أو الاستسلام». وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ«آخر معركة كبيرة» ضد التنظيم، ويتوقع ان تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق «داعش» في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سورية إلى القائم في غرب العراق. من جهته، قال قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي إن «عملية تحرير مدينة القائم (350 كيلومتراً غرب الرمادي) انطلقت من أربعة محاور». وأضاف ان الجيش والشرطة الاتحادية وقوات «الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري» تشارك في العمليات «بإسناد كبير من طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي». وأفاد التحالف الدولي، الذي رحب ببدء العملية في بيان، أنه شن 15 غارة جوية على أهداف للتنظيم في منطقتي القائم والبوكمال ومحيطيهما في العراق وسورية، لافتاً إلى أن التقديرات تشير لوجود نحو 1500 من مقاتلي «داعش» في محيط القائم. وبعد ساعات من انطلاق العمليات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية السيطرة على قرى عدة ومواقع إستراتيجية جنوب شرقي القائم. وفي سورية، تقهقرت قوات التنظيم إلى قطاع من الأراضي على نهر الفرات، بعد هجومين منفصلين أحدهما للحكومة السورية وحلفائها والآخر تشنه قوات «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة. وأفاد «الإعلام الحربي»، التابع لـ«حزب الله» اللبناني الذي يقاتل دعماً لنظام دمشق، أمس، أن الجيش وحلفاءه انتزعوا «المحطة الثانية» لضخ النفط من قبضة التنظيم، موضحاً أن هذه المحطة الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي تعد «منطلقاً للجيش وحلفائه للتقدم باتجاه مدينة البوكمال... التي تعتبر آخر معاقل تنظيم (داعش) المتبقية في سورية». يشار إلى أنه على بعد نحو 70 كيلومتراً من المحطة الثانية، تقع مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود السورية مع العراق في الجهة المقابلة للقائم. وحققت قوات النظام السوري مدعومة بحلفائها وبغطاء جوي روسي مكاسب سريعة على حساب «داعش» في دير الزور خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتركزت مكاسبهم في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات حيث سيطروا على بلدة الميادين، ويحاصرون آخر جيوب التنظيم في مدينة دير الزور. وتوازياً، يشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة منفصلة على التنظيم في دير الزور، تركز على مناطق شرق نهر الفرات الذي يقسم المحافظة.
مشاركة :