رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي التقى مرشد الجمهورية الإسلامية في طهران أمس، اقتراحاً كردياً بـ «تجميد» نتائج الاستفتاء على انفصال كردستان، مجدداً تأكيده «إلغاء» التصويت شرطاً لبدء أي مفاوضات. وتلقى دعماً تركياً، إذ أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن «التجميد ليس كافياً». وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم: «أياً كان القرار الذي ستتخذه حكومة كردستان العراق، من البديهي انه لن يؤدي الى نتائج تتيح إصلاح الأضرار التي سببتها». ونقل موقع المرشد عن العبادي قوله: «إننا نعمل بدقة على ترسيخ وحدة العراق، وكما أعلنا للأشقاء في إقليم كردستان، فإننا لا نسمح بأن يهدد بلدنا خطر التقسيم»، وعبر عن «خالص شكره لحماية ايران ودعمها العراق في محاربة الإرهابيين» وقال «اننا نرحب بتطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية». وجاء في بيان لمكتب العبادي انه «أكد خلال جلسة المباحثات الرسمية أن تعزيز العلاقات بين العراق وايران مهم ليس لنا فقط وانما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها». ودعا إلى «التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وانهاء التدخلات التي ادت الى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين، ولذلك نطرح التنمية بديلاً من الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها، كما أن علينا استثمار طاقة الشباب الذين تحاول العصابات الإرهابية جذبهم إليها» مشيداً «بشجاعة العراقيين وتسابقهم للتضحية دفاعاً عن وطنهم». وأشار «موقع المرشد» الى ان «خامنئي اعتبر خلال لقائه صباح اليوم (امس ) العبادي أن وحدة مختلف القوميات ودعم حكومة العراق القوات الشعبية والشباب المؤمن والشجاع هو سر الانتصارات الأخيرة في مواجهة الإرهابيين وداعميهم». وأثنى «على قرارات الحكومة العراقية للدفاع عن سيادة ووحدة أراضيها»، معتبراً «العراق دولة مهمة في العالم العربي»، وأبدى استعداد بلاده لـ «دعم جهود الحكومة من أجل تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة»، وأكّد «ضرورة اليقظة من مكر الأميركيين وعدم الوثوق بهم مطلقاً». واتهمهم بأنهم «أوجدوا داعش، لكنهم يبدون مواكبتهم هذا التطور المتمثل بهزيمة الإرهابيين من قبل الحكومة والشعب العراقيين، وهم بكل تأكيد لن يترددوا إن سنحت الفرصة لهم في توجيه الضربة إلى العراق مرة أخرى». واعتبر «اهتمام شعوب المنطقة بالنجاحات في العراق نتيجة العمل الجاد وشجاعة الشعب العراقي». وعقد العبادي جلسة محادثات مع نظيره الإيراني، نائب رئيس الجمهورية، اسحاق جهانغيري حضرها وزراء من الجانبين. وقال جهانغيري خلال الاجتماع: «نهنئكم بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية وتحرير المدن من داعش»، ووصف التحرير بأنه «عمل كبير بقيادتكم، وكذلك نهنئكم بنجاحكم في حفظ وحدة العراق وسيادته وسنواصل دعمه والمساهمة في بنائه واستقراره ، كما أعرب عن إعجابه باندفاع العراقيين جيشاً وشعباً في حماية وطنهم ومحاربة الإرهاب والانتصار عليه».