بوتيرة متزامنة في ثلاث دول كبرى بالعالم، تواصلت فعاليات كان محورها الأبرز الإرهاب القطري وتداعيات تمويل الدوحة للإرهاب ورعايتها للجماعات المتطرفة، وما يشكله ذلك من مخاطر متنامية على المنطقة العربية والعالم، فضلا عن فضائح الفساد التي تلاحق مسؤولي قطر بشأن سياسة «دفتر الشيكات» التي انتهجتها.وإلى جانب إيران وكوريا الشمالية وجماعة «الإخوان» الإرهابية، كانت الدوحة هدفا لانتقادات قاسية، خلال مؤتمر حول مكافحة التطرف العنيف بعنوان «مقاومة العنف والتشدد.. قطر وإيران والإخوان» استضافه، الاثنين الماضي، «معهد هدسون» بالعاصمة واشنطن، سلط خلاله المسؤولون الأمريكيون الضوء على سبل مواجهة دعم إيران وقطر للإرهاب وتهديدهما لدول المنطقة. وفي ظل إصرار قطر على دعم واحتضان التنظيمات الإرهابية، وتعزيز علاقاتها مع حليفتها طهران، أصبحت تشكل مع الأخيرة إلى جانب النظام الكوري الشمالي ثالوث الإرهاب والفوضى الذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار العالمي.وبإقرار العديد من المسؤولين الأمريكيين، وخبراء مراكز الأبحاث العالمية، انضمت قطر إلى محور الإرهاب الدولي، بعد أن جرتها سياسة التحدي والعناد إلى مستنقع خطر عرّض مصالحها الوطنية للخطر، وفاقم الضرر الذي أصاب علاقاتها الجيوسياسية والاقتصادية مع أشقائها في الخليج، وباعد في الوقت نفسه بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا، لتعزل الدوحة نفسها أكثر فأكثر.وبدلا من بالتقارب مع جيرانها، وحلفائها القدامى، سعت الدوحة إلى تملق تركيا وإيران وإقامة روابط أوثق معهما، في محاولة للحصول على دعم إقليمي لموقفها وقيادتها المهتزة، وثني رباعي مكافحة الإرهاب عن مواصلة المقاطعة، بأن تجعل الأمر يبدو وكأن الدوحة ليست بحاجة إلى أو لديها رغبة في الاستسلام، على الرغم من أنها تعاني بشدة وتكبد اقتصادها خسائر فادحة، ناهيك عن فقدان النفوذ والاستثمار والثقة.وعقب يومين فقط من مؤتمر هدسون بالولايات المتحدة، كانت إسبانيا على موعد مع ندوة دولية ارتكزت على قطر وإرهابها، نظمتها «جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي»، بالتعاون مع المعهد الدولي لمناهضة العنف، الأربعاء، يهدف إلى وضع خريطة طريق لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وبمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار وأعضاء البرلمان الإسباني. وناقشت الندوة ثلاثة محاور، المحور الأول ركز على أسباب تمويل الجماعات المتشددة في أوروبا وأغراضه والهدف منه، فيما تناول المحور الثاني نتائج تمويل تلك الجماعات في أوروبا، والمحور الثالث ركز على مستقبل ومصير تمويل الجماعات في أوروبا.وناقشت الندوة كيفية وضع آلية لتجريم تمويل الجماعات المتطرفة، وبالتالي معاقبة الجهات والأشخاص الذين يمولون تلك الجماعات، وتحميلهم المسؤولية القانونية عن الأعمال الإرهابية التي تتم من خلال الأموال أو الدعم الذي يقدمونه.ومن مدريد إلى باريس، انطلقت أمس، أعمال مؤتمر عالمي لفضح الممارسات القطرية ودعمها للإرهاب، والصفقات المشبوهة التي عقدتها لتقويض المنطقة العربية وما طال الدول الأوروبية من عمليات أسهمت الدوحة في تمويلها.وحسب بوابة «العين» الإخبارية، فقد هدف المؤتمر لكشف دور النظام القطري الذي أسهم في إلحاق الضرر والتخريب في العالم، حيث شارك في المؤتمر عدد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية والسياسية الفرنسية وكتاب ومثقفون، منهم الكاتب الفرنسى، ميشيل بارازان، مؤلف كتاب «حقيقة الإخوان المسلمين»، وجون ميشيل فوفرج، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في فرنسا، وأستاذ العلوم السياسية في فرنسا، ديفيد ريجوليت روزا، ورئيس جمعية سوريا للجميع محمد عزت خطاب، والكاتب الصحفي والمؤلف جورج مالبرينو، رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا، ورئيس اتحاد شعوب من أجل السلام، الشيخ حسن الشلجومي.من جهته، قال ميشيل بارزان، مؤلف كتاب «حقيقة الإخوان»، إن قطر تستلهم مبادئها المتطرفة من تلك الجماعة الإرهابية، مضيفا الجماعات الإرهابية لديها اقتصاد يسمح لهم بضمان الأمن المالي والتمويل، عن طريق التمويل الذاتي كما لها أيضاً مصادر أخرى للتمويل، بتقديم الدعم المشبوه، عن طريق قطر، متابعا، خلافات تلك الجماعة الإرهابية مع الحكومات المختلفة، نتيجة حصولهم على تمويل غامض وتحويلات مالية من مصادر مجهولة.وقال عادل الغول، رئيس مكتب «فتح» في فرنسا، إن الإرهاب في منبعه يتحرك بالأساس من الدعم المالي الذي تقدمه قطر لكافة الجماعات في العالم، مشيرا إلى أن أوروبا تعاني من الإرهاب لعدم اتخاذ إجراءات ضد الدوحة في دعم الجماعات المتطرفة.
مشاركة :