لم يكن شغفه بأرضية الملاعب، وموهبته في لعبة كرة القدم، مجرد عشقٍ طفوليّ سرعان ما انتهى مع مرور السنوات، بل تحوّل إلى واقعٍ قاده إلى تحقيق حلمه، وأحلام الكثير من الأطفال الموهوبين رياضياً من خلال بوابة الإعلام، وبالفعل، ما أن وصل الإعلامي علي آل علي استوديوهات مؤسسة الشارقة للإعلام في العام 2016، حتى باشر في طرح فكرته على المسؤولين الذين قابلوها بالقبول والدعم، لينطلق بعدها على شاشة قناة الشارقة الرياضية، في سنته الثانية، ثلاثاء كلّ أسبوع برنامج «ملاعب الناشئة».«كان لدي طموح وموهبة، ومع مرور السنوات انشغلت بظروف الحياة، ولكني لم أتنازل عن شغفي بالرياضة، من هنا جاءت فكرة البرنامج في أن يكون صوتاً للجيل الجديد من المواهب الرياضية، وباحثاً ومكتشفاً لها في ذات الوقت»، وفقاً لما أشار إليه آل علي في بداية حديثه عن فكرة البرنامج.ويضيف: «أردنا أيضاً من خلال البرنامج البحث عن الجنود المجهولين الذين كانوا السبب في الكشف عن باقة من النجوم، فمن منّا يعرف من اكتشف بوفون؟ ليونيل ميسي؟ وعموري لاعب المنتخب الإماراتي؟ وغيرهم، وكيف أوصلوا لنا هؤلاء الأبطال؟ لذا فإننا نحرص على تعريف الجماهير بالأشخاص المكتشفين للمواهب، بحيث نكون بمثابة أرشيفٍ لهم». ويخصص البرنامج أسبوعياً زيارات ميدانية للأندية الرياضية، ويستعرض عن قرب تدريباتها، ويجري حوارات شاملة مع اللاعبين والمدربين وأولياء الأمور، لينقل عن كثب البيئة التي يخوض فيها اللاعبون الواعدون حصصهم التدريبية، ويتولى بثّ يومياتهم بشكل يسمح للجميع بمتابعة ما يجري مع الناشئة على أرضية الملاعب.ويقول آل علي: «نحظى أنا وزملائي في البرنامج، بكل الدعم والمتابعة من قبل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد حسن خلف، مدير عام المؤسسة، وراشد العوبد، مدير قناة الشارقة الرياضية، الذين وفّروا لنا كل ما نحتاجه في سبيل إنجاح البرنامج، والارتقاء به ليكون واجهة الكشف الأولى عن المواهب الصاعدة ورعايتها إعلامياً». وتابع آل علي: «يشكل التعامل مع المواهب الناشئة تحدياً كبيراً، إذ إنك تواجه أعماراً متفاوتة، وطاقة كبيرة يمتلكها أغلبية اللاعبين، خصوصاً الصغار منهم، ومن هنا، عليك أن تتحلى بطاقة كبيرة، وبشغف أكبر، لتستطيع مواكبة هذه الطاقات، وأنا شخصياً أتعلّم منهم الشيء الكثير».وقال: «مررنا بمواقف عديدة خلال تصويرنا لعدد من الحلقات، أثبتت لي ولطاقم العمل من زملائي أن هذه المواهب ليست رياضية وحسب، بل يقف خلفها ذهنية قوية تقودها، وخيال جامح إلى جانبها، وتطرق للحديث عن تجربة البطلين عبد الله وسلطان الحمادي (9 و13 عاماً) اللذين انتزعا المركز الأول على العالم في بطولة النمسا لمنافسات الجيت سكي.وأفاد بأن: البطلين الشقيقين واظبا على ممارسة مهارتهما في هذه الرياضة على نفقة والدهما دون دعم خارجي، ودون أن يسلط الإعلام الضوء على موهبتهما، حتى جاء البرنامج وتناول هاتين الموهبتين الوطنيتين ليسهم في تعريف الأوساط الرياضة المحلية المعنية باللعبة بهذين البطلين، وبعد عرض الحلقة جاءهما دعم مباشر من اتحاد الإمارات للجيت سكي، وقد غمرنا هذا الدعم بالسعادة وتيقّنا أننا وضعناهما على أول طريق الاحتراف. وبحسرة تجلّت في عيونه، وحزن شاب حديثه، عبّر آل علي عن الخسارة التي منيت بها رياضة القوارب الشراعية في الشارقة، بوفاة أحد أبطالها اللاعب أحمد ثاني الشامسي (17 عاماً) الذي كان يمتلك طموحاً بالحصول على الميدالية الذهبية ورفع علم الدولة في هذه الرياضة، لكن القدر حال دون ذلك بتعرضه لحادث سير مؤسف أودى بحياته.يتولى إعداد برنامج «ملاعب الناشئة» - عبدالرحيم الحمادي، والمنتج أحمد محمد، ومحرر الفيديو «المونتير» عمر يوسف.
مشاركة :