الحل السياسي في ليبيا قريب رغم أن التحديات كبيرة

  • 10/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس – عبد السلام لصيلع 2017/10/26 انطلقت منذ أسبوعين في تونس اجتماعات الحوار السياسي الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل الاتفاق على آلية لتطبيق خطة غسان سلامة المبعوث الأممي لحل الأزمة الليبية.. في هذا الحوار يؤكد السيد غسان سلامة ل «اليمامة» أن «الحل السياسي في ليبيا قريب، وأوضح أن هناك استعداداً وتفهماً من جميع الأطراف الليبية لربح الوقت وتحقيق التوافق وتجاوز كل الخلافات من أجل المصلحة العامة للشعب الليبي وليبيا» وفي ما يلي هذا الحوار: * على عكس الجولة الأولى من الحوار السياسي الليبي في تونس التي كانت إيجابية وناجحة، تعثرت الجولة الثانية التي جرت في الأسبوع الماضي وانتهت دون الوصول إلى النتائج المأمولة، لماذا؟ - لم تكن نهاية الجولة الثانية من المباحثات الليبية في حوار تونس سلبية، وفهم البعض أنها لم تحقق تقدماً.. وهذا غير صحيح.. كان هناك تفاهم بين الأطراف الليبية حول المادة 8 من اتفاق الصخيرات السياسي.. لا ننكر أن هناك خلافات، لكننا نسعى في حوار تونس مع كل الأطراف إلى إزالة الخلافات في الجولات القادمة. ونأمل أن يقع في الاجتماعات المقبلة الاتفاق بشأن نقاط الخلاف للوصول إلى توافق حولها والمرور إلى مناقشة بقية المواضيع. وأنا على يقين بأنه سيقع إجراء مزيد من المشاورات لحل الخلافات القائمة... وأنه خلال 50 أسبوعاً سيتم الوصول إلى مرحلة الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا. إن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تحضّر لمؤتمر وطني ليبي شامل. وستسعى البعثة إلى صياغة التفاهمات والاختناقات بين الأطراف الليبية والتي ظهرت في الجولة الثانية من حوار تونس في اجتماعات لجنة الصياغات المشتركة، وأن هناك تحضيرات لمؤتمر شامل داخل البعثة. وقد تم تحديد نقاط التوافق والخلاف، وفي كل النقاط توجد عوامل للتفاهم والاختناق، البعثة تسعى لصياغة التفاهمات وخلخلة الاختناقات. هناك مساحة للتفاهم في كل النقاط، بما فيها المادة الثامنة ولكن هناك جزئيات بحاجة إلى التشاور مع القيادات السياسية. * يبدو أن الخلافات مازالت تحول دون التسريع في تنفيذ خطتكم الأممية لحل الأزمة الليبية؟ - إن التحديات كبيرة مازالت قائمة، ورغم ذلك فإن الحل السياسي في ليبيا قريب، وهناك استعداد وتفهم من جميع الأطراف الليبية لربح الوقت وتحقيق التوافق من أجل حل يقبل به الجميع. لذلك لا يجب أن يفقد أي ليبي الأمل بإمكانية تجاوز الخلافات وإنجاح الحوار، خاصة في هذه الفترة التي أصبحت فيها ليبيا على خريطة اهتمام دولي واسع. وهناك نافذة فتحت وفرصة حقيقية بدأت تلوح في الأفق ويتعين على الليبيين اقتناصها للخروج من حالة عدم الاستقرار إلى بناء الدولة بكل مؤسساتها وذلك من خلال الخطة التي سبق أن عرضتها كمدخل للوصول إلى تسوية الأزمة. ويعدّ تعديل اتفاق الصخيرات مدخلًا يبدو أن غالبية الليبيين ينطلقون منه نحو إتمام النقلة النوعية التي تتضمن مراحل متتالية تتوج بانتخابات عامة حرة ونزيهة نكون جميعنا قبلنا بنتائجها قبل تنظيمها. * ما مرتكزات خطتكم لإنهاء الأزمة الليبية؟ - هذه الخطة منبثقة من آمال الليبيين الذين يطالبون بمصالحة وطنية شاملة وإعادة الطمأنينة إلى الشعب الليبي في دولة قوية وفعالة مستقلة ذات سيادة. وهذه الخطة لا بد لها من آلية قوامها الوحدة الوطنية للشعب الليبي. وتتضمن خطة عمل الأمم المتحدة المطروحة سلسلة من المحطات تؤدي إلى انتخابات عامة حرة ونزيهة يقبل الجميع بنتائجها ومؤتمر وطني يضم كل الفرقاء دون إقصاء أو تهميش أحد، واعتماد دستور للبلاد. وأنا أناشد جميع الليبيين لتحمل مسؤولياتهم من أجل المصلحة العامة للشعب الليبي وليبيا. وتهدف الخطة الأممية التي تدوم سنة إلى تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وتحقيق الاستقرار في ليبيا. ومن المنتظر والمؤمل أن تجري هذه الانتخابات قبل شهر يوليو 2018 م. * منذ تعيينك مبعوثاً أممياً إلى ليبيا نلاحظ أنك تقوم بجهود كبيرة وصادقة وتتحرك على جميع الجبهات لإنقاذ ليبيا وشعبها، فهل أنت متفائل؟ - أنا متفائل جداً بأن التوصل إلى حل للأزمة الليبية مسألة وقت قصير. إنني أضع نفسي وزملائي في البعثة الأممية بتصرف الإخوة الليبيين لنصل معاً إلى نص معدل لاتفاقهم السياسي يفتح كوّة في جدار الانسداد ويعيد الأمل في قدرة الليبيين على العمل معاً في سبيل الصالح العام ويعيد بريق الأمل إلى أبناء ليبيا وبناتها الذين يتطلعون وعن حق إلى مستقبل واعد زاهر. فالأمم المتحدة تمنح ليبيا أهمية خاصة وأولوية في هذه المرحلة لإخراجها من أزمتها ومحنتها، بحرص كبير من السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة. وإن جميع الأطراف الليبية مدعوة إلى الحوار الإيجابي وإنجاحه وإلى التوافق لإنهاء الأزمة التي تعصف ببلادهم على مدى السنوات الماضية، وعليهم أن لا يضيعوا هذه الفرصة التاريخية، لأن التوافق ضرورة حتمية وأكيدة في سبيل ذلك.

مشاركة :