إدارة الصحيفة الروسية المستقلة نوفايا غازيتا تعلن اعتزامها تسليح صحافييها لتأمين حمايتهم، بعد الاعتداءات التي تعرض لها صحافيون معارضون للحكومة.العرب [نُشر في 2017/10/27، العدد: 10794، ص(18)]التسلح بالقلم لم يعد كافيا موسكو – لم تجد صحيفة روسية مستقلة وسيلة لحماية صحافييها أفضل من تسليحهم بعد الاعتداءات التي تعرض لها صحافيون معارضون للحكومة. وأعلنت إدارة الصحيفة الروسية المستقلة “نوفايا غازيتا” الخميس أنها تعتزم تسليح صحافييها لتأمين حمايتهم، وقال مساعد رئيس تحرير الصحيفة سيرجي سوكولوف “إذا كانت الحكومة غير مستعدة للدفاع عنا فسندافع عن أنفسنا”. وأضاف “عندما يكون الصحافيون من دون حماية في وجه هيمنة الحكم الاستبدادي على الشارع وإهمال قوات النظام، لم يعد لدينا حل آخر”. وجاء قرار الصحيفة بعد الاعتداء على مقدمة البرامج في إذاعة “صدى موسكو” تاتيانا فيلغنغاور المعروفة بانتقادها الكرملين. حيث طعن رجل، قالت السلطات إنه مختل عقليا، رئيسة التحرير المساعدة البالغة 32 عاما، في عنقها، وسط تنديد عدد من الصحافيين بأجواء معادية لوسائل الإعلام التي تنتقد السلطة في روسيا. ولا تزال الصحافية في المستشفى. وأكد رئيس تحرير نوفايا غازيتا ديميتري موراتوف في حديث لإذاعة “صدى موسكو”، “سأسلح فريق التحرير. لم تعد لدي وسيلة أخرى. تعرضنا لمحاولات اغتيال كثيرة”. وقال “سأرسل بعض الموظفين لتلقي دروس في (الدفاع عن النفس). سنوقع اتفاقا مع وزارة الداخلية الروسية. سنطلب ونشتري أسلحة”. وتعدّ نوفايا غازيتا تحقيقات صحافية تركز على مواضيع حساسة بدءا بالفساد وصولا إلى مشاركة جنود روس في النزاع المسلح في أوكرانيا مرورا بالتعرض للمثليين في الشيشان. وقتل ستة صحافيين ومتعاونين مع الصحيفة منذ تأسيسها عام 1993، بينهم الصحافية آنا بولتكوفسكايا التي عرفت بانتقادها اللاذع لسياسة الكرملين في الشيشان، وقتلت في 7 أكتوبر 2006 عند مدخل المبنى الذي تقطن فيه. وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي إلى أنه “يحق لكل شخص أن يتخذ الإجراءات الأمنية التي يراها لازمة، شرط أن تكون مطابقة للقانون النافذ”. ويحق للروس شراء أسلحة تشل الحركة شرط الحصول على ترخيص والخضوع لفحوص طبية (بينها فحوص نفسية وأخرى متعلقة بالسمية) بالإضافة إلى الالتحاق بصفوف لتعلم كيفية استخدامها. وأعلن مصنع بنادق كلاشنيكوف الخميس أنه سيقدم “خفضا بقيمة 10 في المئة” للصحافيين الذين يرغبون في شراء أسلحة تشل الحركة (مثل الرصاص المطاطي)، مشيرا إلى أنه مستعد لتوجيه نصائح للصحافيين “في مسألة الدفاع عن النفس”.
مشاركة :