واشنطن تؤكد أن لا مستقبل للأسد في سوريا

  • 10/27/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تقرير للأمم المتحدة يحمّل النظام السوري مسؤولية الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة أودى بحياة العشرات.العرب  [نُشر في 2017/10/27]ثلاثون قتيلا من الأطفال في الهجوم الكيميائي على خان شيخون واشنطن- أكدت الولايات المتحدة الخميس أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سوريا، وذلك قبيل صدور تقرير للامم المتحدة حمّل النظام السوري مسؤولية هجوم بغاز السارين، في خطوة طغت على الاعلان عن جولة جديدة من محادثات لتسوية النزاع. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون "لا نعتقد ان هناك مستقبلا لنظام الاسد، ولاسرة الاسد"، معبّراً عن موقف لم يكن يوما على هذه الدرجة من الوضوح. وأضاف "أعتقد أنني قلت ذلك في عدد من المناسبات. عهد عائلة الأسد وصل إلى نهايته، والقضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك". وأدلى تيلرسون بهذا التصريح قبل ساعات من صدور تقرير لخبراء الأمم المتحدة ومنظّمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن هجوم في 4 نيسان على خان شيخون في شمال سوريا أدى إلى مقتل أكثر من ثمانين شخصا بينهم العديد من النساء والاطفال. وخلُص الخبراء إلى أنّ النظام السوري مسؤول فعلاً عن هذا الهجوم، كما كانت واشنطن ولندن وباريس قد أكّدت من قبل. وأدى الهجوم إلى سقوط 83 قتيلا بحسب الأمم المتحدة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن 87 شخصا بينهم ثلاثون طفلا. وردًا على هجوم خان شيخون، قامت سفينتان أميركيتان في البحر المتوسط في ليل السادس إلى السابع من أبريل، بإطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية بوسط سوريا. ومن هذه القاعدة انطلق بحسب واشنطن الهجوم الكيميائي على خان شيخون. وقد توجّه خبراء الأمم المتحدة إلى القاعدة في الآونة الاخيرة بهدف إعداد تقريرهم. وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية عن الهجوم على خان شيخون، لكنّ دمشق تنفي أي تورط. وتُصرّ روسيا على انّ الهجوم بغاز السارين على خان شيخون ناجم على الأرجح عن انفجار قنبلة ارضية وانه لم يُنفّذ عن طريق هجوم جوّي سوري كما يدّعي الغرب. وردّت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي على التقرير معتبرة أنّ على "مجلس الامن أن يبعث برسالة واضحة: أيّ استخدام للسلاح الكيميائي لن يكون مقبولا ويجب توفير دعم كامل للمحققين المستقلين". وأضافت "أي بلد يرفض القيام بذلك، لا يُعتبر أفضل بكثير من الطغاة والإرهابيين الذين يستخدمون هذه الأسلحة الرهيبة". أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فاعتبر أن التقرير يُقدّم "خلاصة واضحة"، داعيا "المجتمع الدولي الى الاتحاد من أجل تحميل نظام بشار الاسد المسؤولية" عن هذا الهجوم. وقال "أدعو روسيا إلى التوقف عن دعم حليفها المقيت وأن تلتزم بتعهّدها وهو التأكّد من عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا". وقد تسبّبت الصور المروعة لسكان خان شيخون بعد الهجوم، وبينهم كثير من الأطفال، بذهول لدى المجتمع الدولي وشكّلت صدمة للعالم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وصف حينذاك نظيره السوري بـ"الجزار". جولة ثامنة من المحادثات وقال ترامب آنذاك "أولاد صغار يموتون. أطفال يموتون. آباء يحملون أطفالهم القتلى بينم ايديهم. اولاد قتلى. ليس هناك شيء افظع من ذلك ويجب ان لا يتم السماح بذلك. انه جزار". لكنّ تصريحات وزير الخارجية الاميركي سرعان ما رد عليها السفير الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا قائلا "يجب ان لا نستبِق المستقبل. المستقبل وحده يعلم ما ينتظر كل منا". وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أعلن في وقت سابق الخميس أنّ محادثات السلام الهادفة لانهاء النزاع في سوريا ستعقد في جنيف اعتبارا من 28 نوفمبر برعاية المنظمة الدولية. وقال دي ميستورا الذي كان تحادث الخميس مع تيلرسون "يجب أن نشرك اطراف (النزاع) في مفاوضات حقيقية". ونظّم دي ميستورا حتى الان سبع جولات من التفاوض بين النظام السوري والمعارضة، لكنه لم ينجح في تجاوز العقبة الرئيسية المتعلقة بمصير الاسد. ولم يترك نجل الرئيس السابق حافظ الاسد والمدعوم من القوات الايرانية والروسية مقاليد السلطة في بلاد غرقت منذ العام 2011 في حرب اهلية دموية. ولم ينفك الاسد يردد انه لن يستقيل بضغط من فصائل المعارضة التي يصفها بـ"الارهابية". لكن العديد من البلدان الاجنبية وكذلك المعارضة السورية والبلدان العربية المجاورة حملته مسؤولية مقتل 333 الف شخص في النزاع. وخلال عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، اكدت الولايات المتحدة مرارا ان ايام الاسد في السلطة معدودة. لكنّ الرئيس الديمقراطي كان رفض اللجوء الى خيار الضربات العسكرية بعد استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. ويأتي هذا التقرير الجديد بعد يومين على استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء ضد مشروع قرار أميركي هدفه أن يمدّد لفترة سنة مهمة لجنة التحقيق حول الجهات التي تقف وراء هجمات بالاسلحة الكيميائية في سوريا.

مشاركة :