الندوة الدولية الرابعة حول دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية في المغرب تؤكد على أهمية دور الإعلام الموضوعي في كبح جماح خطاب الكراهية.العرب يوسف حمادي [نُشر في 2017/10/27، العدد: 10794، ص(18)]حوار متعدد الأطراف الرباط – تشكل محاربة خطاب الكراهية والتحريض هاجسا للمنظمات والهيئات المعنية بالإعلام وحقوق الإنسان في المغرب، وتقع على وسائل الإعلام مسؤولية تعزيز حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية، وفق ما أكدت الندوة الدولية الرابعة حول “دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية”. وأكد يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمته الافتتاحية للندوة، أهمية دور الإعلام الموضوعي في كبح جماح خطاب الكراهية، ومبدأ حرية التعبير وفقا لتعاليم الدين ومختلف المواثيق والصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، مشيرا إلى دور المسؤولية المقترنة بالالتزام بالضوابط الفاصلة بين التمتع بحرية التعبير، والانخراط في خطاب الكراهية والتعصب والتمييز. ونوه العثيمين بأهمية بلورة مدونة سلوك تؤطر العمل الإعلامي وتنأى به عن الإثارة وإذكاء نزعات الكراهية العبثية والإسلاموفوبيا، ليسهم بدلا عن ذلك في تعزيز قيم التسامح والتعددية الدينية والعرقية الثقافية واحترام الآخر. من جهته صرح مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان في الحكومة المغربية، بأن وسائل الإعلام من المقومات الأساسية لضمان الديمقراطية وتعزيز قيم التسامح والتعددية والتنوع الاجتماعي وكفالة السلم والاستقرار. وأكد أن كافة الشرائع والقوانين تتفق على أن حرية التعبير ليست حرية مطلقة متى قامت بالتحريض على الكراهية، والتمييز، والعنف، والإرهاب. وتهدف الندوة إلى عقد حوار متعدد الأطراف من أجل القيام بتحليل موضوعي للدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية الذي يشكل خطرا حقيقيا على قيم التعددية الثقافية في المجتمعات الحديثة، وعلى جهود تعزيز السلم الاجتماعي. كما تستهدف إبراز أهمية اعتماد مقاربة شمولية مبنية على دعائم التربية على حقوق الإنسان والحوار بين الديانات والثقافات، علاوة على اتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية أو اعتماد نصوص تشريعية وتنظيمية لمنع خطاب الكراهية والوقاية منه. وفي تصريح لـ”العرب” قال ميلود بلقاضي، الإعلامي والمحلل السياسي المغربي، إن الندوة ناقشت المناهج التي يمكن من خلالها الإسهام في تقوية خطاب الإعلام الإيجابي وتعزيز المشاركة النشطة والهادفة لجميع شرائح المجتمع في ترسيخ قيم التنوع والسلام والاستقرار المجتمعي وحمايتها. وأكد أن موضوع الإعلام في العالم العربي، والعالم الغربي أيضا، يأخذ الكثير من الوقت لمعالجة قضاياه الشائكة التي ترتبط مباشرة بالرأي العام، فليس ثمة بلد خال من تجاذب قضايا إصلاح ومعالجة الشؤون الإعلامية وقضايا الصحافة والصحافيين، إن العالم يمر بشتى القضايا التي تتطلب تنظيم اجتماعات ومؤتمرات لإيجاد الحلول لها. وأضاف أن تعزيز حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية، أو لنقل “إعلام الكراهية”، موضوع كان المغرب من أول البلدان العربية التي ناضل من أجل مجابهته ومواجهته، سواء بالمساطر القانونية أو بدعوة المهنيين إلى احترام الأخلاقيات المهنية، مشيرا إلى أن نقابة الصحافيين في المغرب تعتمد ميثاق شرف يدخل ضمن بنوده تحريم الكراهية والإشادة بالأعمال الإرهابية.
مشاركة :