أجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن المستفيدين من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة (إسرائيل)، وتنظيم داعش. وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مصطفى إبراهيم، إن “محاولة الاغتيال الفاشلة للمسؤول الأول لقوى الأمن في قطاع غزة اللواء توفيق ابو نعيم أمر خطير جدا، ويستدعي التحقيق العاجل خاصة في هذا الاختراق الأمني بوضع عبوة ناسفة في السيارة”. وأوضح إبراهيم في حديثه أن محاولة الاغتيال تأتي في ظروف حساسة يعيشها الفلسطينيون خاصة في قطاع غزة، مع بدء جهود تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عقد من الزمن. ورأى إبراهيم، أن هناك أطرافا عديدة من مصلحتها عرقلة المصالحة في مقدمتها إسرائيل التي ستحاول عرقلة المصالحة بطرق مختلفة، لاسيما أن اللواء أبو نعيم هو أسير محرر ومطلوب للاحتلال الإسرائيلي، واشار إلى أن الطرف الثاني المستفيد من محاولة الاغتيال “بعض الجهات المتطرفة التي تتبنى الفكر الداعشي وترى في أبو نعيم على أنه المسؤول عن ملاحقتهم واحتجاز المئات منهم خلال الأشهر الماضية ومحاكمة البعض الاخر، وكذلك مسؤوليته عن تنفيذ الاتفاق والتعاون الأمني مع مصر وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وفلسطين وعرقلة جهودهم في القيام بعمليات في سيناء”، وفقما تحدث إبراهيم. من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني، إن المستفيدين من محاولة الاغتيال الفاشلة للواء أبو نعيم أولاً “إسرائيل للثأر من الرجل بتاريخه وحاضره”. وبحسب الدجني، فإن المستفيد الثاني من محاولة الاغتيال “هو تنظيم داعش للثأر من إنجازات الرجل بالتضييق عليهم واجتثاثهم من غزة”. وتابع “المستفيد الثالث هم تجار المخدرات لنجاح الرجل في توجيه ضربات ساهمت في الحد من المخدرات في قطاع غزة”. ووضع الدجني احتمال أخير المستفيد من محاولة الاغتيال وهم “جماعات المصالح المحلية أو الإقليمية كون الرجل يتبنى المصالحة الفلسطينية ويعمل على تحقيقها قولاً وفعلاً”. بدوره، عدد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا، انجازات اللواء أبو نعيم حيث “تمكن من قيادة الاجهزة الامنية بغزة في ظروف قاسية وخاصة بعد اغتيال القيادي في كتائ بالقسام مازن فقهاء والوصول لاكبر عدد من العملاء وفك شيفرة اغتياله”. وأضاف القرا “طارد وبقوة عناصر الفكر المتشدد وكشف خيوط ارتباطات بعضهم المخابراتية”. وتابع “ساهم في تعزيز العلاقة مع مصر واشرف على وضع وتنفيذ الخطة الامنية للمصالحة الفلسطينية الاسابيع الاخيرة”. ومضى “اللواء توفيق أبو نعيم هو أسير محرر لما يتجاوز (20 عاماً) في سجون الاحتلال، ويسير بدون اجراءات امنية وهذا خطأ قاتل جعله موضع استهداف”. ونجا اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي من محاولة اغتيال فاشلة، ظهر اليوم، إثر تعرض سيارته لتفجير بمخيم النصيرات وسط مدينة غزة، حيث أصيب بجراح متوسطة وهو بخير ويتلقى العلاج في المستشفى. وقالت حركة حماس، إن محاولة الاغتيال “لا يرتكبها إلا أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الوطن”. واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في بيان صحفي، إن محاولة اغتيال أبو نعيم هو استهداف لأمن غزة واستقرارها ووحدة شعبنا ومصالحه الوطنية. وطالب برهوم قوى الأمن ووزارة الداخلية بملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن شعبنا واستقراره.
مشاركة :