أنقرة – حكمت محكمة تركيا الجمعة على 25 عسكريا متهمين بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016 بالسجن مدى الحياة. وأوضحت وكالة أنباء الأناضول أن العسكريين الذين صدر بحقهم حكم المؤبد بينهم قائد سابق بخفر السواحل. واتهم الادعاء 28 شخصا في أحداث بقاعدة عسكرية في إقليم قوجه ايلي بشمال غرب البلاد يوم 15 يوليو/تموز ليلة محاولة الانقلاب. وبرأت المحكمة ساحة ثلاثة من المتهمين. والمحاكمة واحدة من أولى القضايا ضد المشتبه بتورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي لقي فيها 240 شخصا حتفهم عندما قاد عسكريون مارقون دبابات وطائرات حربية وطائرات هليكوبتر وهاجموا مؤسسات حكومية ومنها البرلمان. وأدانت محكمة أخرى هذا الشهر 42 عسكريا بمحاولة قتل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال محاولة الانقلاب وعاقبت معظمهم بالسجن مدى الحياة. وتتهم الحكومة شبكة رجل الدين التركي المقيم بالولايات المتحدة فتح الله غولن بتدبير الانقلاب. وكان الرجل حليفا سابقا لأردوغان. وينفي غولن ارتباطه بالمحاولة الانقلابية وأدان الانقلاب من منفاه الاختياري في بنسلفانيا حيث يعيش منذ عام 1999. ودشنت تركيا أوسع حملة تطهير على اثر المحاولة الانقلابية باعتقال آلاف العسكريين والموظفين من مختلف القطاعات. وأثارت حملة التطهير انتقادات غربية بسبب الأساليب القمعية والاعتقالات العشوائية وسط مخاوف من استغلال أردوغان لمحاولة الانقلاب الفاشلة لتصفية خصومه السياسيين. ورد الرئيس التركي على الانتقادات الغربية بأعنف الهجمات، متهما أوروبا بتوفير ملاذات آمنة للإرهابيين. وطالبت أوروبا أنقرة بمراجعة قانون الإرهاب وهو ما رفضته تركيا، فيما شهدت العلاقات التركية الأوروبية أزمة سرعان ما اتسعت مع رفض دول أوروبية من بينها ألمانيا القاء وزراء أتراك خطابات أمام الجالية التركية ضمن حملة دعائية سابقة لاستفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس التركي. واستغل أردوغان حالة الطوارئ التي أعلنها على إثر المحاولة الانقلابية لتضييق الخناق على خصومه السياسيين والأكاديميين. واعتقلت السلطات في الأشهر القليلة الماضية العشرات بتهمة الارتباط بجماعات ارهابية.
مشاركة :