أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتعليق العمليات العسكرية ضد القوات الكردية في شمال العراق لمدة 24 ساعة للسماح بنشر سلمي للقوات العراقية عند المعابر الحدودية مع منطقة كردستان. وقال متحدث كردي في وقت سابق إن الجانبين توصلا إلى اتفاق اليوم الجمعة لوقف القتال الذي اندلع في 16 أكتوبر تشرين الأول بعد سيطرة القوات العراقية على مدينة كركوك النفطية. وكان العبادي أمر بالهجوم على كركوك وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد ردا على استفتاء أجرته حكومة كردستان على الاستقلال يوم 25 سبتمبر أيلول وهو المسعى الذي تبدد تقريبا نتيجة الهجوم المفاجئ. وقال العبادي في بيان إن الهدنة التي تستمر 24 ساعة تهدف “لفسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد”. ويرغب العبادي في السيطرة على المعابر الحدودية مع الدول المجاورة ومنها معبر في منطقة فيشخابور والتي يمر من خلالها خط أنابيب لتصدير النفط إلى تركيا حاملا النفط الخام العراقي والكردي. واقترحت حكومة كردستان يوم الأربعاء وقف فوري لإطلاق النار وتعليق نتيجة الاستفتاء والبدء في حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية استنادا إلى الدستور العراقي. ورفضت بغداد الاقتراح. وتقول حكومة كردستان المتمركزة في أربيل عاصمة منطقة كردستان التي تتمتع بحكم شبه مستقل إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ عند الساعة الواحدة صباح اليوم الجمعة (2200 بتوقيت جرينتش الخميس). وقال فاهال علي مدير المكتب الإعلامي لرئيس إقليم كردستان مسعود برزاني لرويترز إن وقف إطلاق النار صامد. وقالت الحكومة العراقية في بيان صباح اليوم الجمعة إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون دعا أيضا إلى البدء في حوار وذلك في اتصال مع العبادي. وشاركت قوات الحكومة العراقية المدعومة من أمريكا وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران ومقاتلون أكراد جنبا إلى جنب لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لكن التحالف تفكك بعد الهزيمة التي لحقت بشكل كبير بالمتشددين في أنحاء البلاد.عائدات النفط تمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة كركوك متعددة الأعراق دون مقاومة كبيرة يوم 16 أكتوبر تشرين الأول لكن قوات البشمركة الكردية بدأت في القتال بقوة مع انسحابها إلى منطقة قرب إقليم كردستان. وبالنسبة للأكراد تعد خسارة كركوك التي يعتبرها الكثير منهم قلب وطنهم ضربة رمزية ومالية قوية لحملتهم من أجل الاستقلال التي يقودها برزاني لأنها تقلص عائدات تصدير النفط من المنطقة إلى النصف. ووقعت معظم الاشتباكات العنيفة في الطرف الشمالي الغربي حيث تصد قوات البشمركة هجمات نحو فيشخابور وأيضا إلى الجنوب من عاصمتهم أربيل مما أدى إلى سقوط قتلى من الجانبين. وقال تيلرسون في تصريحات أدلى بها في جنيف أمس الخميس إنه “يشعر بخيبة أمل لعدم قدرة الأطراف على التوصل إلى حل سلمي شامل” وإنه شجع العبادي على قبول مبادرات حكومة كردستان “للحوار على أساس الدستور العراقي”. وطالب العبادي أمس الخميس الأكراد بإعلان بطلان استفتائهم رافضا عرض حكومة كردستان بتعليق مسعاها للاستقلال من أجل حل الأزمة من خلال المحادثات. وقال في بيان خلال زيارة لطهران “لن نقبل أي شيء سوى إلغاء الانتخابات واحترام الدستور”. وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده أمريكا ضد الدولة الإسلامية في بغداد الكولونيل الأمريكي ريان ديلون لرويترز “الجانبان يتحدثان إلى بعضهما لكنه ليس وقفا رسميا لإطلاق النار”. ودعا ديلون في حديث لقناة رووداو التلفزيونية الكردية الجانبين إلى تمديد الاتفاق ليشمل وقفا في العداوة و “إعادة التركيز على جهودنا بشأن هزيمة الدولة الإسلامية”. وأضاف “نشجع على الحوار ونحاول تخفيف حدة التوتر”. وشنت القوات العراقية هجوما أمس الخميس لاستعادة آخر بقعة من الأراضي العراقية لا تزال في قبضة الدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا. وعبر العبادي عن أمله في إلحاق الهزيمة بالتنظيم بشكل تام في العراق قبل نهاية العام.
مشاركة :