أشار أنطون فيسيلوف في موقع "غيوبوليتيكا" إلى غياب الوحدة بين الكرد أنفسهم؛ ما كان سببا رئيسا لإجهاض نتائج الاستفتاء على استقلال كردستان العراق. كتب فيسيلوف: يوم 24 أكتوبر/تشرين الثاني، استسلمت حكومة كردستان العراق: وأعلنت في بيانها الرسمي عن وقف جميع العمليات العسكرية في كردستان، وتجميد نتائج الاستفتاء بشأن استقلال الإقليم، وبدء الحوار مع بغداد استنادا إلى دستور الدولة العراقية. وليس من الصعب التكهن بطبيعة الحوار، الذي سيُجرى مستقبلا بين بغداد وأربيل، والذي على الأرجح سوف يتخذ الطابع الإملائي من قبل الحكومة المركزية في بغداد، وخاصة بعد أن فقدت سلطة الإقليم ذي الحكم الذاتي 40 في المئة من الموارد، إضافة إلى جميع المناطق المتنازع عليها، فضلا عما سببه ذلك من صدمة نفسية قوية للكرد لن يتعافوا منها في القريب العاجل. لقد أسفرت خطة التعاون المدبرة بين طهران، أنقرة وبغداد عن تلك النتيجة السريعة والحاسمة –إن حلم الكرد بدولتهم المستقلة، الذي كان على بعد خطوة واحدة منهم، قد أرجئ إلى أجل غير مسمى. وهنا ليس مهمًا ما إذا كان ذلك قد حصل بفضل الدور، الذي لعبه الجنرال الإيراني قاسم سليماني أم غيره، فالأهم من كل ذلك - هو أنه تم الإمساك وبمهارة بالغة بالحلقة الأضعف، وهي الخلافات والتناقضات بين الكرد أنفسهم، وتفعيل المبدأ البريطاني المعروف "فرق تسد" في الحالة الكردية.إقرأ المزيد"في القضية الكردية من الأفضل العودة إلى وضع عام 2014" هذا، وكان من نتائج عملية "عاصفة الصحراء" الأمريكية ضد العراق عام 1991 وفرض مناطق الحظر الجوي على بغداد، وإجبار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على سحب أجهزة الحكومة المركزية من هذه المناطق، أن ظهرت في كردستان العراق إدارتان ذاتيتان. واحدة في السليمانية، وأشرف عليها حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وأخرى في أربيل تحت إشراف "الحزب الديمقراطي الكردي". وبعد احتلال الولايات المتحدة العراق، جرى توحيد هذين التنظيمين بتشجيع من الولايات المتحدة، وهكذا ظهرت حكومة إقليم كردستان العراق ومركزها مدينة أربيل. وقد حدث ذلك كله من دون التطرق قط إلى مسألة الوحدة الفعلية بين الكرد أنفسهم. وكما هو معروف، بقيت الأحزاب الكردية تحتفظ بهيكليتها التنظيمية، بل وعمل كل تنظيم على تشكيل ميليشياته وأجهزته الأمنية الخاصة به. وكانت قيادة الإقليم في أربيل بيد عشيرة بارزاني، في حين قادت المعارضة عشيرة طالباني، التي اتخذت من مدينة السليمانية مركز إدارة لها. على أنه يمكن القول إن هذا التقسيم كان افتراضيا فحسب. فقد صوت من أجل الاستقلال يوم 25/09 أكثر من 5 ملايين مواطن كردي من جميع الأحزاب والعشائر. بيد أن تطور الأحداث لاحقا على المستوى الكردي الداخلي أظهر تماما أن الوحدة الكردية هو خرافة شبيهة بخرافة "الأمة العربية الواحدة". ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :