انطلقت أول من أمس فعاليات وعروض النسخة العاشرة من «فاشن فورورد دبي» في حي دبي للتصميم، والتي حملت في أولى لياليها مجموعات حافلة بالألوان والتصاميم ذات الطابع الهادئ؛ مجموعة يمكن وصفها بالأنثوية والحالمة قدّمها المصمم اللبناني حسين بظاظا ضمن عروض اليوم الأول، مستخدماً الأقمشة التي تفيض بالنعومة، لاسيما الدانتيل والتول، ومستعيناً بقصات انسيابية بعيدة عن الاكتظاظ والتفاصيل التي تغرق التصميم بالتكلف. عروض اليوم الأول قُدّمت في اليوم الأول من «فاشن فورورد دبي»، الذي يختتم غداً، مجموعة من العروض لعدد من الأسماء، منها أروى البناوي، مدية الشرقي، لارا خوري، أودون شوي، روني حلو. وقد جمعت العروض بين التصاميم التي تناسب السهرات وتصاميم الملابس الجاهزة. وكان أبرزها عرض المصممة مدية الشرقي للملابس الجاهزة، حيث استعانت بالقصات المفعمة بالأنوثة والمحتشمة، ونوعت بين الفساتين والجامبسوت، مستعينة بأقمشة من الدانتيل، الى جانب الريش الذي ينتهي برسومات معدنية مشغولة يدوياً في سويسرا. أما الألوان التي استخدمتها في المجموعة، فكانت متفاوتة بين الموف والأزرق والأبيض والبيج، الى جانب الرمادي الذي تدخله الخيوط الفضية، حيث قدمت لوحة عن صيف 2017. قدّم المصمّم اللبناني مجموعة صيف وربيع 2018، وجاءت من 40 تصميماً، مقسمة الى خمس مجموعات، وحملت كل مجموعة ثمانية تصاميم. كان اللون الأساسي المسيطر على المجموعة هو اللون الزهري، لكنه امتزج مع الفضي والذهبي، وظلال الألوان الأخرى، ومنها قوة الأسود، ورونق الأحمر، ما جعل هذه التصاميم تبدو نابضة بالحياة من أول العرض وحتى نهايته. كما ساعدت الأقمشة التي استخدمها، والتي تحمل الملامح الأنثوية الطاغية، على استكمال ما بدأه المصمم بالألوان، كي تكون المجموعة متكاملة العناصر. بدأ العرض مع الفساتين التي استخدم فيها أقمشة الدانتيل، ليكون ألق الأقمشة طاغياً، مع استخدام الألوان الفاتحة، ومنها البيج وإدخال درجات الأسود عليها عبر تفاصيل بسيطة في الفستان، ما أكسبه رونقاً كلاسيكياً. كما تحلت التصاميم بالفخامة الناعمة وغير المتكلفة بالتطريز. هذه التصاميم التي افتتح بها عرض المجموعة شكلت المقدمة الى كل ما قدم خلال العرض الذي حمل الهوية ذاتها، إذ قدمت المجموعة بشكل تسلسلي تصاعدي، سواء في القصات والتصاميم أو قوة الألوان. لم تخرج المجموعة عما اعتدنا رؤيته في موضة 2017، وكل ما يقدم فيها من تصاميم مكشوفة على الأكتاف، أو حتى من كشاكش تستخدم على الأكمام، فهذه التفاصيل صبغت أكثر من تصميم، لتكون المجموعة على التصاق بما هو رائج حالياً، ما يدلل على أن هذه الموضة ستستكمل في العام المقبل أيضاً. لكن هذه الكلاسيكية في العرض لم تغلب على كامل التصاميم، اذ قدم مجموعة من القصات التي تحمل الكثير من جنون الموضة والمزج العشوائي، لاسيما المزج في الأقمشة القوية والمنسدلة كالجلد والتول، وكذلك في الألوان التي كانت تتقاطع على أشكال هندسية طولية وعرضية. التطريز الذي غاب عن الكثير من التصاميم، حضر في بعضها بشكل قوي، حيث قدم بظاظا مجموعة من الفساتين، وكذلك التنانير، المطرزة بالترتر وبشكل كامل، أو التي تحمل رسومات من التطريز القوي وبألوان مضيئة، فكانت هذه التصاميم مشعة بالحياة ومناسبة للمرأة المعاصرة التي لا تخاف المغامرة في ارتداء الموضة. هذه التصاميم القوية استخدم بظاظا معها بعض الأقمشة الخفيفة التي تمزج الرقة مع القوة، فكان الدانتيل، وكذلك التول، يمزج معها بانسيابية وبشكل راقٍ. تنوعت الفساتين في المجموعة بين القصيرة والطويلة، لكنها بمجملها كانت بعيدة الى حد ما عن القصات الضيقة التي تبرز تفاصيل الجسد، إذ اعتمد المصمم على القصات الواسعة من منطقة الخصر، والتي تبرز جماليات ألوان الأقمشة الممزوجة مع الحركة. لم تغب الملابس الجلدية عن العرض، وبرزت في بعض السترات على نحو خاص، والتي كانت تتميز بالألوان المتدرجة، الى جانب التنانير الجلدية. أما الزخارف والأشكال التي يضعها بظاظا على تصاميمه فهي أيضاً لم تغب عن هذه المجموعة، كونها بصمته الخاصة في كل تصاميمه، وقد أحسن استخدام هذه الرموز في السترات ومن خلال التطريز الذي يجعلها بارزة، لاسيما الورود التي تمنح الفستان مزيداً من الأنوثة. وكان لافتاً في العرض الموسيقى التي استخدمت، بخلاف العروض التي ترتكز على موسيقى ذات إيقاع يمكن للعارضات تتبعه، فتبدو العارضة كما لو أنها تضع خطواتها على إيقاع الموسيقى وهي تعرض الفستان.
مشاركة :