أبوظبي:«الخليج» انطلقت أمس، فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر التعليم العام في دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي، الذي نظمته كلية المتطلبات الجامعية بجامعة أبوظبي، تحت شعار: «تحويل التعليم تجاه مهارات العمل في القرن الحادي والعشرين». واستقطب المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم، 100 من الخبراء والأساتذة والمتخصصين وصناع القرار، من 20 دولة، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة أوراق عمل وبحوث علمية، تتناول التوجهات الفكرية والمهنية المتنوعة في مجال التعليم العام الجامعي، والأنماط المتعلقة بتغيير تقنيات التعليم وأساليب التعلّم، ونماذج رقمنة التعلم.تضمن اليوم الأول من المؤتمر 6 جلسات علمية، عرض خلالها الباحثون المشاركون 20 ورقة بحثية، ناقشت قضايا مثل: التعليم الإلكتروني في الرياضيات، وكيفية إعداد المدرسين لاستخدام التقنيات الحديثة في أساليب التدريس، والتعليم بالألعاب، والابتكار في القرن الحادي والعشرين، وتغير دور المعلم في عصر التقنيات الحديثة، وغيرها.وأكد الخبراء والمتخصصون المشاركون في المؤتمر، أهمية الخروج عن إطار التطبيق التقليدي لمفهوم التعليم العام، والتوجه إلى وضع نُظم تعليم شمولية ومرنة، قادرة على استيعاب الوتيرة السريعة للعصر الرقمي، وتطبيق الإصلاحات المبتكرة على برامج التعليم العام في الجامعات، لتتمكن من إعداد مخرجاتها التعليمية لمواكبة الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل العالمية، التي باتت تبحث عن موارد بشرية تتحلى بمهارات الابتكار والإبداع والتفكير التصميمي.وأكد الدكتور وقار أحمد، نائب مدير جامعة أبوظبي للشؤون الأكاديمية، مدير الجامعة بالإنابة، اعتزاز الجامعة بتنظيم هذا المؤتمر الحيوي، الذي يعنى بقضية حيوية مثل قضية تطوير وتحديث مهارات التعليم العام في الجامعات، لتواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين، وتغيرات العصر المستمرة، لتساهم في سد الفجوة التي نتلمسها بين الأجيال الناشئة، وما تعتمده معظم المؤسسات التعليمية من أساليب وطرق التدريس والتعلم، فالطالب اليوم لا يعتمد على التحصيل العلمي في القاعات والفصول الدراسية؛ بل أمامه فرص جذابة ومنافذ متعددة ومتطورة، للحصول على المعلومة التي يبحث عنها، وذلك من خلال شتى الوسائل التقنية الحديثة والمتطورة، مشيراً إلى أنه من هنا لا بد من أن تتعاون الجهات والمؤسسات المعنية بقطاع التعليم، لوضع منظومة تعليمية متكاملة ومتجددة دورياً، تركز على تعزيز قدرات وأدوات التدريس، ليتمكن المتخصصون والأساتذة من تطوير أنفسهم، والتأقلم والتكيف مع نظام تعلم منفتح، ضماناً لجودة المخرجات التعليمية بشكل يؤكد كفاءتها المستقبلية، ويضمن تميزها في أسوق العمل المحلية والإقليمية والعالمية.من جانبها أوضحت الدكتورة ويندي موروسكي، من مركز التعليم والتعلم، بجامعة ولاية كاليفورنيا نورث ريدج، خلال كلمتها بالمؤتمر، أن مؤسسات الأعمال العالمية الناجحة أصبحت تبحث عن الكوادر الموهوبة التي تتحلى بمهارات أساسية، والقدرة على التواصل الفعال والنقاش، وتقبل رأي الآخر، والعمل الجماعي، والتفكير النقدي، ومهارات الإبداع، والقدرة على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المفاجئة، وجميعها مهارات يتأسس عليها الطالب في مرحلة التعليم العام الجامعي، وتتغير بتغير متطلبات العصر.أما العلوم المتخصصة فلا تختلف كثيراً على مر الأعوام، لهذا فإن أساليب التدريس والتعليم التي تعتمد في الأساس على الحفظ والتلقين، أصبحت من سمات العصور الماضية، واليوم نرى العديد من مؤسسات التعليم العالي حول العالم، تتجه إلى تطوير مناهجها التعليمية، لتركز على مهارات القرن الحادي والعشرين، التي تصقل الشخصية الطلابية، لافتة إلى ضرورة ربط المناهج التعليمية بالمجتمع ومتطلباته، ووضع أساليب التدريس والتعلم والبرامج والأنشطة الشمولية، حتى يتسنى لجميع الطلبة المشاركة في التحصيل العلمي في وقت واحد.
مشاركة :