توغلت قوات النظام السوري، ليل الخميس، من ريف حماة باتجاه «مطار أبو الضهور» في ريف إدلب الشرقي، وفق مصادر مقربة من هذه القوات، في وقت قام الجيش التركي بإنشاء نقطة مراقبة ثانية في إدلب في إطار الجهود الرامية لتأسيس مناطق «خفض التوتر»، فيما أطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الرصاص الحي على المئات من أهالي حي المشلب شرق مدينة الرقة، أمس، ومنعتهم من الدخول إلى حيهم وتفقد منازلهم. وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن مجموعات «درع القلمون» التابعة للقوات الحكومية، بدأت بالتحرك من وادي العذيب شرقي مدينة حماة، وسيطرت على قرية الجب الأبيض؛ بعد انسحاب مسلحي المعارضة من القرية؛ حيث دخلتها القوات الحكومية دون اشتباكات، ووضعت نقاط تمركز بداخلها. ولفتت المصادر إلى أن القوات الحكومية تعمل حالياً على السيطرة على بلدة الرهجان، مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج؛ تمهيداً للتوغل نحو الشمال الشرقي حتى الوصول إلى «مطار أبو الضهور» العسكري، الذي خسرته القوات الحكومية مطلع عام 2015 لمصلحة المعارضة المسلحة. وألمحت المصادر إلى وجود تنسيق سوري روسي تركي بخصوص وصول الجيش السوري إلى «مطار أبو الضهور» والسيطرة عليه؛ لجعله قاعدة سورية روسية مشتركة في إدلب؛ لمراقبة منطقة «خفض التوتر» في محافظة إدلب بشكل عام. وتوقعت المصادر أن يتم وصول القوات الحكومية إلى «مطار أبو الضهور» خلال الأيام القليلة القادمة؛ نظراً لعدم وجود تجمعات سكنية كبرى في مسار تحرك هذه القوات، إضافة إلى انسحاب فصائل المعارضة منها، بالتنسيق مع القوات التركية، مبينة أن مسار التحرك سيكون من منطقة الطليسية شمال شرقي حماة وريف حلب الجنوبي في منطقة جبل الحص وصولاً إلى المطار. من جهة أخرى، قالت رئاسة الأركان التركية في بيان، إن إنشاء نقطة المراقبة تمت في ال23 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أي بعد عشرة أيام من تشكيل نقطة المراقبة الأولى في إدلب، مضيفة أن القوات التركية مستمرة بالعمل على تشكيل نقاط مراقبة أخرى في المحافظة. وكان الجيش التركي أعلن، في الثامن من أكتوبر الحالي، بأن قواته قد توغلت في إدلب ضمن خطة من ثلاثة محاور؛ لحماية السوريين الموجودين في إدلب؛ وإحباط مشروع تمدد الفصائل، التي تتهمها أنقرة ب«الإرهاب». في غضون ذلك، قال محمد خلف، وهو مساعد طبيب، لوكالة الأنباء الألمانية، إن قوات «قسد» أصابت تسعة أشخاص، بينهم طفلان، برصاص تركز في الأطراف، ما يعني أن إطلاق الرصاص كان بشكل مركز، وتم تقديم الإسعافات الأولية للجرحى. وأكد ياسين الأحمد من سكان حي المشلب، أن المئات من أهالي الحي، بينهم نساء وأطفال، تجمعوا أمام مدخل الحي من الجهة الشرقية للدخول إلى حيهم، وتفقد منازلهم، التي تسرق أمام أعينهم من قبل عناصر «قسد». وأضاف الأحمد: «حي المشلب أول حي سيطرت عليه «قسد» منذ أكثر من أربعة أشهر، ومنذ ذلك التاريخ يتعرض الحي للسرقة، إضافة إلى حي الصناعة المجاور له؛ حيث تقوم سيارات شاحنة تابعة ل«وحدات حماية الشعب الكردي» بسرقة المنازل والمحال التجارية والصناعية في وضح النهار، ونقل تلك المسروقات إلى منطقة عين العرب والقامشلي». (وكالات)
مشاركة :