أمراض الثدي من المشاكل الشائعة عند النساء غير أن الغالبية عادة تكون حميدة وغير خبيثة بنسبة 9 من 10 أي غير سرطانية وتكون إما بسبب كيس من السوائل (تكيس) أو ما يُسمى بالمصطلح العلمي الكتل النسيجية أوالفايبروأدينوما التي تكون عبارة عن كتل صلبة مكونة إما من أنسجة ليفية أو من أنسجة الغدد وفي كلتا الحالتين لا يجب أن تسبب القلق لدى المرأة لأنها حميدة.. وتنقسـم أورام الثـــدي إلى قسمين رئيسيين هما أورام الثدي الحميدة، والأورام الخبيثة، والورم الحميد عبارة عن تجمّعٍ لخلايا في الجسم وتكون عادة داخل غشاء محدد وليس لديها القدرة على الانتشار، أما الورم الخبيث (السرطان) فهو مجموعة من الخلايا الشاذة في انقسامها وفي شكلها وتكوينها ولديها القدرة على الانتقال إلى أماكن عدة في الجسم. إن الخلايا السليمة تتوقف عن النمو بعد فترة محددة من حياتها أما الخلايا السرطانية فتستمر بالنمو عشوائياً ومن دون تنظيم، وقد تنتقل بعض الخلايا السرطانية إلى عضوٍ آخر في الجسم عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي مما يؤدي إلى تكوين الورم الثانوي وهذا الانتقال يُسمى بالانتشار أو النمو الثانوي للسرطان، أما الورم الحميد فإنه لا ينتقل ولا يمكن أن يتحول إلى ورمٍ خبيث حتى ولو تُرك في الثدي ولم يُستأصل. وتكون الأورام النسيجية أو الفايبروأدينوما عبارة عن تجمعٍ لأنسجة داخل كتل صلبة وربما تكون زيادة في حجم الحويصلات التي تكون في داخل الثدي وغالباً ما تصيب المرأة تحت سن الثلاثين، ويمكن تشخيصها بالفحص السريري أو عبر الصورة الصوتية أو عبر أخذ خلايا من الكتلة عبر رشف الإبرة الرفيعة، وغالباً ما تشعر بها المرأة وكأنها كرة مطاطية داخل الثدي إذا وضعت المرأة يدها عليها تشعر وكأنها تتحرك تحت يديها، وغالباً ما يختار الطبيب أن يتركها، ولا يستأصلها، حيث غالباً ما تتلاشى من تلقاء نفسها خلال 1 – 3 سنوات، وتركها في الثدي لا يؤدي إلى أية مضاعفات جانبية أما في حال شعور المرأة بالانزعاج من هذا النوع من الكتل فيمكنها مراجعة طبيبها واستئصالها. وقد تجد الكثير من النساء في ثدييها أو في أحد الثديين كيساً يحتوي على سائل يتم التوصل إلى معرفة نوعه بالأشعة الصوتية، وقد يتم سحب السائل مباشرة خلال فحص الأشعة وذلك بإبرة ارتشاف رفيعة تُدخل في الكيس بواسطة أخصائي الأشعة أو في عيادة الطبيب حيث يقوم طبيبك المعالج بسحب السائل مباشرة بالإبرة. أما الكيس السائل بعد الحمل والرضاعة، والذي قد يحتوي على بقايا حليبية، فقد يقوم الطبيب بسحب السائل منه، أما في حالة تحجره واستمراره فمن المهم ألا تهمله المرأة وأن تراجع طبيبها فوراً ليقوم بإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم وجود احتمالات أخرى أو أورامٍ خبيثة ولكي يقوم بالعلاج المناسب. بينما تحجّر الثدي حيث يتحجّر مع اقتراب نزف الدورة الشهرية، وتتغيّر كثافة غدد الحليب حسب تغيّرات مستويات الهرمونات النسائية في الدم خلال الدورة الشهرية، وهذا ما تلاحظه معظم السيدات خاصة في الأسبوع الذي يسبق نزول الدورة ويكون الثدي مؤلماً جداً في هذه الفترة عند بعض النساء ولا داعي للخوف منه حيث أن الألم سيخف بعد مجيء الدورة، كما يمكن معالجة هذه المشكلة إذا كان شديداً بواسطة تناول فيتامين (هـ) وذلك بعد مراجعة واستشارة الطبيب المعالج. وأخيراً هناك الأكياس الليفية (الفايبروسيستك)، فقد تلاحظ المرأة ورماً دائرياً أو بيضاوياً غير متفشٍ في محيطه ولا يغزو الجلد أو عضلة القفص الصدري، وغالباً ما يكون هذا النوع من الأورام حميداً خاصة عند السيدات الصغيرات في السن ويُطلق عليه اسم ليفة أو لحمية، فمنها ما يكون صغيراً أو كبيراً وبعضها قد يكون متوسطاً في الحجم قد تكبر وتتسبب ببعض الآلام في الفترة التي تسبق الدورة. ونود أن نترك هنا ملاحظة أنه قد يحصل أيضاً التهاب ميكروبي لغدد الحليب (خراج) فتشعر المرأة بألمٍ واحمرارٍ وانتفاخٍ في الثدي ويحدث أحياناً حرارة مرتفعة وارتفاعاً في عدد كريات الدم البيضاء في الدم، وتتم معالجة الالتهاب الميكروبي بإعطاء المرأة مضاداً حيوياً وقد يستوجب الأمر في حال تطوّر الالتهاب إلى كيس، مما يستدعي إزالة الكيس إما عن طريق السحب بالإبرة أو عن طريق إجراء شق صغير من قِبل جرّاح مختص. من المهم أن تعلمي سيدتي أنه يجب عدم إهمال أية إشارات ترينها أو تشعرين بها أو تحسّين بها في ثدييك، كما أنه من المهم أن تعلمي أن معظم التغيّرات والأورام تكون حميدة وأن الطبيب المختص يستطيع أن يحدد ذلك عبر الفحص السريري والأشعة الصوتية وصور الأشعة الأخرى والفحوصات المخبرية للأنسجة والسوائل، كما أنه سيستطيع أن يحدد ما إذا كانت الخلايا حميدة أو قابلة للتحول لخلايا سرطانية وعلى ضوئها سيقوم بتحديد العلاج اللازم. في الختام من المهم أن تتذكر المرأة أن 9 من 10 من الأورام التي تكتشفها المرأة بنفسها غالباً ما تكون حميدة وعليها أن تتذكر دائماً أهمية مراجعة الطبيب عند الشعور بأية تغيّرات في الثدي.
مشاركة :