مبادرة «آل الشيخ» تكافئ «الموسيقار» بأجمل خاتمة

  • 10/28/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لاقت مبادرة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، بإقامة حفل اعتزال للاعب المنتخب السعودي ونادي النصر السابق فهد الهريفي، صدى واسعاً في الشارع الرياضي السعودي الذي يرى في الهريفي نجماً تاريخياً خدم الرياضة السعودية بكل اقتدار، إن كان من خلال ناديه النصر أو المنتخب السعودي.كان آل الشيخ قد منح الهريفي حرية اختيار الزمان والمكان المناسبين والفريق العالمي الذي يريد إحضاره في حفل اعتزاله، لكنه اشترط على الهريفي أن يلعب مع ناديه النصر في مباراة اعتزاله، على أن يتم الترتيب لهذه المباراة مع رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي. كما دعا آل الشيخ، جميع لاعبي المنتخب السعودي الأول ممن لم يحظوا بحفل اعتزال، إلى التواصل مع رجاء الله السلمي، وكيل رئيس هيئة الرياضة لشؤون الإعلام والعلاقات العامة، لبحث الطريقة الأنسب لإقامة مباريات الاعتزال، نظير ما قدموه للكرة السعودية في فترة سابقة.فهد الهريفي لاعب نادي النخيل في محافظة بيشة، انتقل لنادي النصر وهو ابن الـ16، ومثّل فريقه لدرجة الشباب، وجذب مستواه الفني نظر مدرب الفريق الأول باولو سيزار فضمه للفريق الأول وراهن على نجاحه، ومنحه الثقة الكاملة بالتشكيل الأساسي للفريق الأول في موسم 1984، ولم يخيب الهريفي ثقة مدربه، فكان من أبرز عناصر الفريق، وبزغ نجمه في أول لقاء رسمي خاضه مع الفريق، وسجل هدفين من الأهداف الأربعة في مرمى نادي الشعلة، في مسابقة كأس الملك، وسجل أول هدف له في الدوري السعودي أمام الاتفاق وهو ابن الـ17 حتى حظي بشرف تمثيل المنتخب السعودي للشباب قبل أن يصل للمنتخب الأول.ويعد فهد الهريفي من الجيل الذهبي للكرة السعودية، حيث خاض العديد من المشاركات المحلية والقارية والدولية مع المنتخب السعودي، وحقق العديد من البطولات والإنجازات الشخصية، بداية من كأس أمم آسيا 1988 في العاصمة القطرية الدوحة حينما ظفر الأخضر السعودي باللقب، وكان الهريفي صاحب هدف التأهل للنهائي في شباك الصين، كما كانت ركلته الترجيحية الأخيرة هي ما أهدت اللقب إلى المنتخب السعودي في هذه البطولة، ووصل مع الأخضر لوصافة القارة الصفراء في عام 1992، ووصافة بطولة القارات في نفس العام خلف المنتخب الأرجنتيني، كما شارك في أول ظهور للمنتخب السعودي في كأس العالم 1994، وصنع أول هدف سعودي في النهائيات، وبلغ مع منتخب بلاده الدور الثاني، كأفضل إنجاز للكرة السعودية على المستوى العالمي.ويعد من أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب السعودية في صناعة اللعب، وأسهم في تحقيق ناديه 11 بطولة، على المستوى المحلي والخليجي والقاري، وظفر مع النصر ببطولة الدوري السعودي في مواسم 1989 و1994 و1995، كما حقق كأس الملك 3 مرات، وكأس الاتحاد السعودي، وعلى المستوى الخليجي حقق بطولة الأندية الخليجية في نسختيها 1996 و1997، كما حقق مع النصر بطولة السوبر الآسيوي، وكأس الكؤوس الآسيوية، وهي التي ضمنت لفريقه المشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية في البرازيل، كأول نادٍ سعودي، وسجل نفسه أول قائد فريق سعودي يصل إلى هذه المظاهرة العالمية كإنجاز غير مسبوق.وحقق قائد النصر السابق الهريفي العديد من الإنجازات الشخصية والأولويات التي لم يصل إليها قبله أي لاعب سعودي، إذ يعد صاحب أول هدف سعودي في نهائيات كأس العالم للشباب، وصاحب أول هدف رسمي في استاد الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض بعد افتتاحه في دورة الخليج بعد زيارته شباك المنتخب العماني، كما سجل أول هدف سعودي في بطولة الصداقة الدولية، وأول من سجل في نهائيات كأس العالم للأندية في مرمى حارس ريال مدريد الإسباني كاسياس، ونال جائزة أفضل لاعب عربي في عام 1988. كما فاز بجائزة الحذاء الذهبي في نهائيات أمم آسيا 1992، وهداف البطولة، وبفضل عطائه المتميز اختير ضمن المرشحين للقب لاعب القرن في آسيا، إلى جانب سعيد العويران وماجد عبد الله، والذي حصل عليه الأخير في عام 2000.وختم الهريفي مسيرته الدولية بعد الفراغ من المشاركة في نهائيات كأس العالم 1994، والمستوى اللافت الذي قدمه الأخضر في هذا المونديال، بعد عطاء دام قرابة 15 عاماً كان فيها من أبرز نجوم الأخضر السعودي في المنتخبات السِّنية والفريق الأول، وسجل اسمه بماء الذهب بعدما حظي بتمثيل بلده في أول ظهور له في كأس العالم، وصنع أول هدف سعودي في النهائيات عندما مرر كرة جميلة إلى زميله فؤاد أنور الذي صوبها من أعماق قلبه في شباك المنتخب الهولندي، وسجل للمنتخب الأول في المشاركات الرسمية 24 هدفاً على الرغم من كونه لاعب وسط، وفي كأس العالم كُلِّف بمهام لاعب محور الارتكاز.اعتزاله الدولي عن تمثيل المنتخب السعودي الأول، لم يكن عائقاً عن مواصلة مشواره مع ناديه، فكان في قمة نضجه الكروي، وتسلم شارة القيادة، وقاد ناديه النصر بعدها لتحقيق العديد من الإنجازات المحلية والخليجية والقارية، وتفوق الهريفي على نفسه وعلى جميع الظروف التي أحاطت به وبفريقه في تلك الفترة، وظفر مع النصر بأول بطولة خليجية في عام 1996 كأول إنجاز نصراوي خليجي، وحقق قبلها بطولة الدوري السعودي في موسمين على التوالي كإنجاز فريد لناديه لم يتحقق من قبل، وبفضل هدفه في مباراة الذهاب أمام بوهانغ الكوري التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، في نهائي كأس السوبر الآسيوي ضمن مقعداً في نهائيات كأس العالم للأندية.ولأن الهريفي لاعب من طينة اللاعبين الكبار فقد ختم مشواره مع المنتخب الوطني بعد نهاية كأس العالم في أميركا 1994، وختم مشواره مع ناديه بعد نهاية كأس العالم للأندية في البرازيل 2000، بعد مشوار حافل بالعطاء، تفوق فيه نجم الكرة السعودية على الظروف التي حاصرته من جميع الاتجاهات بداية بإعلانه اعتزال كرة القدم في فترة سابقة على خلفية خلاف مع إدارة ناديه، وبعد أن قرر العودة رفض طلبه إلا بعد مضيّ 3 سنوات من تاريخ الطلب، وعاد بعدها كما كان قبل هذه السنوات نجماً لا يُشقّ له غبار، وخلال مسيرته سجل مع النصر في الدوري السعودي 74 هدفاً خلاف ما سجله في المشاركات الخارجية، غير أن هدفه في مرمى حارس ريال مدريد كاسياس يعد الأغلى بالنسبة إليه.ويرى فهد الهريفي أن قرار تكريمه من أعلى سلطة رياضية في المملكة بإقامة حفل اعتزال، أكبر دليل على أن هناك مسؤولاً يكافئ كل من خدم رياضة الوطن، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أشكر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، على هذا القرار الذي بعث في داخلي السرور، انتظرت هذا التكريم طويلاً بعد توقفي عن اللعب حتى تسلم تركي آل الشيخ هرم السلطة الرياضية، وقرر إقامة حفل اعتزالي، وهذا شرف كبير ولا يضاهيه أي شرف، كونه جاء من رجل الرياضة الأول في السعودية». وأضاف: «تركي آل الشيخ فتح صفحة جديدة في تاريخ الرياضة السعودية للمضي بها نحو العالمية، وهذا ما لمسناه من قراراته الأخيرة، وأنا على يقين تام أن جميع الأندية السعودية بالنسبة إليه كالنادي الواحد، وينظر إليها من مسافة واحدة». وتابع: «سيتم في الفترة المقبلة تكريمي، وأنا على يقين تام أن كل من خدموا الكرة السعودية سيتم تكريمهم مستقبلاً، دون النظر إلى الأندية والألوان، وخطوة حفل اعتزالي ستُكرر مع نجوم آخرين».وأوضح أن الفترة الماضية كان الهرم الرياضي لا يتجرأ على اتخاذ مثل قرار إقامة حفل اعتزال للاعب بعينه وتكفل الهيئة العامة للرياضة بالمصاريف المالية، لكن الرئيس الجديد للهيئة بعث رسالة عنوانها مكافأة كل من خدم الرياضة ومحاسبة كل من يحاول أن يعبث فيها. وقدم لاعب المنتخب السعودي وقائد النصر السابق شكره للأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر، على ترحيبه بمبادرة رئيس الهيئة وتجاوبه السريع مع إقامة مباراة حفل الاعتزال. وعن قدرته على خوض مباراة التكريم مع ناديه السابق النصر، قال: «سأكون في أتمّ جاهزيتي بإذن الله، بعد الاستعداد لهذا العرس التاريخي بالنسبة إليّ، لكني لن أشارك أكثر من شوط واحد».وكشف الهريفي أنه خُيِّر بين أندية أوروبية عريقة وبين نادي الأهلي المصري، فاختار الأخير، للروابط التي تجمع البلدين ولتقارب الشعبين السعودي والمصري، مؤكداً أن هدفه من هذه الختامية لمشواره الرياضي، بعيدٌ كل البعد عن الكسب المادي، ولهذا اختار نادي الأهلي المصري. وبيّن الهريفي أنه من خلال متابعته الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة، لمس تغير الطرح المتعصب الذي كان يهيمن على الساحة الرياضية، مشدداً على أهمية تكاتف الجميع من أجل المرحلة الجديدة، وتمنى من جميع من ينتمي إلى الوسط الرياضي مسامحته على أي خطأ بدر منه، لافتاً إلى أن كل الانتقادات السابقة بدرت منه بداعي الغيرة على رياضة الوطن.

مشاركة :