قال معهد بروكنجز الأميركي في تقرير له، إنه رغم أن الرئيس دونالد ترمب محق في الإعراب عن مخاوفه حول سلوكيات إيران وانتهاكاتها في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه لا يجب أن ينسحب من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 بين مختلف السلطات العالمية وإيران. وأشار التقرير إلى أن تهديد ترمب سيجعل سياسة الكونجرس أكثر صرامة تجاه إيران، إلا أن أضرار الانسحاب من الاتفاق النووي، ستكون أكثر من أضرار قرارات ترمب السابقة المتعلقة ببعض المعاهدات. وأوضح التقرير أن ترمب انسحب من اتفاقية باريس للتغير المناخي لكن ذلك القرار قد يتم إبطاله من قِبل أي رئيس أميركي مستقبلي، أما الإبطال غير المتوقع من طرف واحد للاتفاقية النووية متعددة الأطراف سيكون إهانة قوية للقانون الدولي، وطعنة في جانب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ورفض لوجهات نظر أهم حلفاء الولايات المتحدة، مضيفا أن الأسوأ من ذلك فإنه سيكون قرارًا يتعذر إلغاؤه، نظرًا لمخالفات إيران وسجلها الحافل بالعديد من الأنشطة النووية بدون أي قيود، وبدون أي طريقة معقولة لاسترجاع العقوبات الاقتصادية التي أضرت بطهران ودفعتها إلى المفاوضة حول الصفقة. سجل إيران التدميري حسب التقرير، فإنه لا توجد أي حكومة أجنبية في يديها دماء أميركيين أكثر من إيران ما بعد 1979 الثيوقراطية الثورية، حيث دبّرت قصف التنكات البحرية بلبنان في 1983، وتفجيرات أبراج الخبر في السعودية في 1996، وفي العراق منذ 2003 قام فيلق القدس التابع لإيران بتقديم الأسلحة لكل من الجماعات السنية والشيعية التي قامت بقتل مئات الأميركان، مشيرا إلى محاولات طهران المستمرة من أجل إشعال الخلافات أينما أقام الشيعة في الشرق الأوسط، من شرقي السعودية وحتى العراق وسورية وإلى اليمن والبحرين وما وراءهما، إذ زادت شدة الحروب التي تسببت في مقتل أكثر من خمسمائة ألف وشردت أكثر من 15 مليونا منذ 2011، وذلك بدعم إيران المتواصل المستمر لحماس وحزب الله والتنظيمات الإرهابية. ضمان تدفق النفط دعا التقرير إلى وضع إستراتيجية أفضل من أجل قمع إيران أكثر، لاسيما في ظل الوجود العسكري الأميركي الحذر في مسارات الخليج العربي كي تضمن تدفق النفط، وحتى تكبح رغبة إيران في التدخل، كما أن الولايات المتحدة تتعاون مع الشركاء الأمنيين في مجلس التعاون الخليجي كي ترسخ قوى دفاعية إقليمية ضد إيران. ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون صعوبات من جبهات أخرى، من بينها أن كُلاً من الرئيس أوباما والرئيس ترمب وضعا الأولوية لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسورية على المحاولات الشاملة أكثر لتحقيق الاستقرار في الدولتين، وأن إيران استفادت من هذا الفراغ الأمني الذي خلفته تلك الأولوية. دور فاعل عد التقرير الحرب الأهلية اليمنية كارثة إنسانية أخرى في الشرق الأوسط، وأنها أعطت فرصًا مستمرة ليس فقط لإيران وإنما كذلك لتنظيمي القاعدة وداعش، وطالب التقرير الولايات المتحدة بأن تبدأ بتأكيد نفسها بعوامل مهمة كي تحقق التقدم في سياسة السلام، وأن يكون لها دور في تقوية الدول المهمة مثل الأردن ومصر، والتي قد تكون ضعيفة أمام تأثير حروب المنطقة التي تؤججها إيران.
مشاركة :