أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم (الخميس) من طهران، رفضه مبادرة إقليم كردستان العراق بتجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال وعدم قبوله إلا بإلغاء الاستفتاء والتزام الدستور. ونقلت «وكالة أنباء الإعلام العراقي» (واع) عن بيان لمكتب العبادي الإعلامي خلال لقائه نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري قوله أن «إجراء الاستفتاء جاء في وقت نخوض فيه حرباً ضد داعش وبعد أن توحدنا لقتال التنظيم، وحذرنا من إجرائه لكن من دون جدوى، ولم نعتبر إجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية إلا انتصاراً لجميع العراقيين، واستراتيجيتنا هي إخضاع هذه المناطق إلى سلطة الدولة، ونحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والتزام الدستور» . وأكد العبادي أن «تعزيز العلاقات بين العراق وإيران مهم ليس لنا فقط، وإنما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها، ونحن ندعو إلى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وإنهاء التدخلات التي أدت إلى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين، ولذلك نطرح التنمية بديلاً من الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها، وأن علينا استثمار طاقة الشباب الذي تحاول العصابات الإرهابية جذبه إليها». وكان مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر حمادة كتب في وقت سابق في صفحته على «فايسبوك»: «يتحدثون عن تجميد الاستفتاء، ونقول لهم أن الاستفتاء اصبح من الماضي وتم انهاؤه على الارض». وقامت حكومة إقليم كردستان الأربعاء بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، داعية الحكومة المركزية إلى حل الأزمة من طريق الحوار. وكانت حكومة كردستان قالت في بيان في وقت سابق: «القتال بين الطرفين لا يفرض انتصار أي طرف، بل يقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة». وأضاف «لذا ومن موقع المسؤولية تجاه شعب كردستان والعراق، نعرض ما يلي على الحكومة والرأي العام العراقي والعالمي: أولاً- وقف إطلاق النار فوراً وجميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان. ثانياً- تجميد نتائج عملية الاستفتاء التي أجريت في كردستان العراق. ثالثا - البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي». وفي تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي يوحي باستمرار الحملة، قال ناطق باسم الجيش العراقي «العمل العسكري ليس له علاقة بالسياسة». وفي السياق، فتحت إيران أمس، منفذ «باشماخ» الحدودي مع إقليم كردستان العراق بعد إغلاق دام 15 يوماً بعد إجراء الإقليم الاستفتاء، وفق ما نقلت «شبكة رووداو» عن مدير الجمارك في الإقليم سامال عبد الرحمن. وصرح مسؤول نقطة العبور جهانغير باخشي «أعيد فتح مركز باشماخ الحدودي». ويقع المركز على الطريق الرئيسة بين ايران والسليمانية احدى أكبر مدن الاقليم. وذكر باخشي ان المراكز الحدودية الثلاثة بين ايران واقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي أغلقت بعد استفتاء الاستقلال، وفازت فيه بـ «نعم» في شكل كاسح، بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني للتلفزيون. وأضاف «لم يتخذ المسؤولون أي قرار في شأن مركزي حاج عمران وبرويزخان الحدوديين». من جهتها، أعلنت الحكومة التركية اليوم أنها اتفقت مع الحكومة العراقية على فتح معبر حدودي جديد بين البلدين. بدورها، اعتبرت قوات «الحشد الشعبي» أن المبادرة التي طرحتها حكومة إقليم كردستان العراق «لا قيمة لها»، مؤكدة على شرط الحكومة المركزية بـ «إلغاء» نتائج هذا التصويت. وقال الناطق باسم فصائل «الحشد» أحمد الأسدي، إن «مبادرة كردستان لا قيمة لها، إذ أن التجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح، إلغاء الاستفتاء». وتلعب قوات «الحشد»، وهي فصائل ذات غالبية مدعومة من إيران، دوراً كبيراً إلى جانب القوات الحكومية في إعادة الانتشار في مناطق متنازع عليها بين الإقليم والحكومة المركزية. وحول عمليات تحرير القائم غرب الأنبار من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، قال العبادي «اليوم بدأت عملية تحرير آخر معاقل داعش، وتوجيهاتنا لقواتنا أن تمد يدها للمواطنين .إننا رفضنا فكرة استيعاب داعش وقررنا القضاء عليها لأن بقاءها خطر على الجميع» . من جهته عبر جهانغيري عن ترحيبه بتطوير العلاقات بين البلدين، وقال «نهنئكم بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية بتحرير المدن من داعش، كان عملاً كبيراً بقيادتكم، ونهنئكم أيضاً بنجاحكم في حفظ وحدة العراق وسيادته وسنواصل دعم العراق والإسهام ببنائه واستقراره»، معرباً عن «إعجابه باندفاع العراقيين جيشاً وشعباً في حماية وطنهم ومحاربة الإرهاب والانتصار عليه» . وقال المكتب الإعلامي للعبادي إن «رئيس مجلس الوزراء التقى المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في إيران علي خامنئي». وكان العبادي وصل إلى طهران في ساعة متأخرة أمس قادماً من تركيا، بعد لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس الوزراء بن علي يلدرم.
مشاركة :