الذين يتصدون للقضايا المهمة لا تشغلهم المشكلات البسيطة التي لا تعد سوى عقبة صغيرة وصغيرة جدًا تعترض طريق العاملين القادرين على التعامل معها وإزاحتها عن طريقهم لمواصلة السير للأمام. الإشكال في من يحكمون قطر الذين يشار إليهم بتنظيم الحمدين كونهما رأسي الأفعى اللذين يديران السلطة في قطر وهو ما يطلق عليه في قطر بـ»الأمير الوالد» حمد بن خليفة الذي انقلب على أبيه خليفة آل ثاني وربيبه حمد بن جاسم الذي كان ساعده في تنفيذ المؤامرات والدسائس الذي كافأه بجعله رئيسًا لوزرائه بعد أن أزيح الاثنان إثر افتضاح أمرهما بالتخطيط والمؤامرة لاغتيال الملك الطيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ذكره. حمد بن خليفة تنحى عن الحكم مجبرًا لابنه الذي لا يخرج عن طوعه الذي تخطى أشقاءه الذين أكبر منه في السن والمعرفة لا لسبب إلا إرضاء لوالدته الضلع الثالث في التنظيم الذي يحكم قطر، الذي على وشك الانزلاق مثل الذي ينزلق من قشر موزة. حمد بن خليفة نصب تميم بدلاً منه وأحاطه بمستشارين متمرسين في ترتيب الفتن والمؤامرات من شياطين الإخوان إلى من تربوا في كواليس الصهاينة كسيء السمعة عزمي بشارة، وظل «الأمير الأب» يدير الحكم ويوجه الولد الذي لا يخرج عن طوع أبيه حتى وإن أشار إليه بطريق الهلاك فيما تفرغ ربيب الأب الشرير الآخر حمد بن جاسم لتربيط الجسور ورسم الأدوار خارج قطر من خلال تسليم «شيكات العمالة». وهكذا شكلت خلايا الشر من الحمدين وملهمتهم والدة الأمير المغلوب على أمره والمستشار القادم من قاعات الكنيست الإسرائيلي، ومفتي الإرهاب الهارب من مصر الذي تخصص في الكيد لبلاده التي علمته وصنعت له مكانته الدينية التي انحرف بها ووظفها لخدمة القتل والإرهاب معاكسًا طبيعة الدين السمح. هذه الدائرة الشريرة التي صنعت مشكلة قطر مع محيطها العربي لا يمكن أن تشغل إلا من اكتوى بنارها، وهم الذين ينتقلون من عاصمة إلى أخرى بحثًا عن سبيل لينجيهم مما فعلت أيديهم، أما الذين يعرفون ما يسعون إليه والذين يسيرون على طريق واضح المعالم خدمة لأوطانهم وشعوبهم من خلال إطلاق التنمية وتحقيق الإنجازات واتخاذ المبادرات الخلاقة فإنهم يعدون ما فعله «شياطين قطر» مسألة لا يمكن أن تعيقهم عن إصرارهم بنقل بلدانهم إلى ركب الدول المتقدمة، فرموا هذه المسألة خلف ظهورهم، وانطلقوا على طريق الإنجاز. خلال إثارة هذه المسألة الصغيرة جدًا جدًا، ماذا تحقق في السعودية من مشروعات، وماذا أنجز في مصر، وماذا فعلت دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين من إنجازات ومبادرات ومشروعات أبهرت العالم، فيما انشغل مغتصبو السلطة في قطر في التنقل بين الدول بحثًا عن مخرج ينقذهم عن فعلة أيديهم.
مشاركة :