اعتبر تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن الانفجارين اللذين استهدفا الجمعة مسجدين في طرابلس وأوديا بحياة عشرات القتلى ومئات الجرحى بأنهما يأتيان بالتزامن مع تطورات الحرب في سوريا التي تتخذ الآن طابعًا طائفيًا محضًا ، وأيضًا مع تجدد القتال في العراق ، وبأن من شأنه أن يؤدي إلى تحول جزء كبير من المنطقة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط حتى بغداد إلى ساحة للاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة وفق آراء محللين سياسيين ، لا سيما بعد أن أكد أولئك المحللون أن تفجيرات طرابلس لن يتم السكوت عليها ، وأن السنة سيبادرون بالرّد. وأشارت الصحيفة إلى أن ضحايا الانفجار المزدوج في طرابلس الذي يعتبر الأول الذي تستهدف فيه المساجد في سلسلة الهجمات المتصاعدة التي شهدها لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية يفوق بكثير نظيره الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت قبل نحو أسبوع ، معتبرة أن التفجيرين جاءا نتيجة طبيعية لتدخل حزب الله في الأزمة السورية لصالح نظام الأسد ، بدءًا من معركة القصير التي اعتبرت نقطة تحول في الصراع بين النظام الأسدي والثوار لصالح النظام على حد وصف الصحيفة ، التي أردفت بأن هذه الانفجارات أصبحت تعزز المخاوف باحتمال انزلاق الشرق الأوسط نحو أتون حرب طائفية سنية - شيعية واسعة. واستطردت الصحيفة أنه رغم أن أي جهة لم تعلن عن مسؤوليتها عن انفجاري طرابلس حتى حينه ، إلا أن الشيخ سالم الرافعي خطيب مسجد التقوى - أحد المسجدين اللذين تم استهدافهما - والذي نجا من هذا الهجوم ، معروف بدعمه للثورة السورية في مواجهة بشار الأسد وحزب الله. واستطردت الصحيفة أن لافتة كبيرة معلقة على السور الخارجي للمسجد منذ قرابة 3 شهور حملت صور 3 شهداء قضوا في معركة القصير ، وكتب تحت الصور تعليقً يقول «هؤلاء الشهداء قضوا دفاعًا عن كرامة وعزة الأمة». وأضافت الصحيفة أنه منذ بدء الثورة السورية منذ أكثر من عامين ، والقتال في لبنان يندلع بشكل متقطع، ولكن طرابلس كانت تبدو كبرميل بارود قابل للاشتعال في أي لحظة، نظرًا للتشابه الكبير في طبيعة النزاع فيها مع الجارة سوريا (النزاع في طرابلس بين باب التبانة الذي تقطنه غالبة سنية وجبل محسن الذي تقطنه غالبة علوية) . وقد تفاقم هذا النزاع منذ أبريل الماضي عندما رد الشيخ الرفاعي على خطاب لحسن نصر الله بالقول إنه إذا أرسل حزب الله قواتًا وأسلحة إلى سوريا لنصرة نظام الأسد ، فإن السنة سيرسلون أيضًا قواتًا وأسلحة لنصرة إخوانهم السنة هناك».
مشاركة :