ساد الهدوء الحذر مدينة طرابلس امس، وفتحت معظم المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة أبوابها وسط حداد رسمي على ضحايا التفجيرين اللذين وقعا في المدينة امس الاول في المناطق الشمالية واللبنانية كافة. وشوهد انتشار لبعض المسلحين في مناطق عدة من طرابلس، واقام بعضهم حواجز ثابتة ودقق بهويات المارة وتفتيشهم. وسيرت وحدات الجيش اللبناني دوريات في مختلف أنحاء المدينة وسط مطالبة من الأهالي بتكثيف جهودها لمنع تكرار هكذا أعمال ارهابية. وطالبت هيئة العلماء المسلمين من منزل الشيخ سالم الرافعي امام مسجد التقوى الذي استهدفه احد الانفجارين الدولة بالمسارعة في محاكمة ميشال سماحة وشددت على ضرورة سحب ميليشيا حزب الله فورا من سورية. اما مفتي طرابلس مالك الشعار فقد اكد في حديث تلفزيوني أن «هناك ارادة خارجية لتدمير لبنان من خلال التفجيرات في الضاحية وطرابلس، وإحداث فتنة بين اللبنانيين»، داعيًا إلى «نزع السلاح والانضباط، وعدم الثأر، والتأكيد على الوحدة الوطنية والاخوة المسيحية الاسلامية»، مشيرًا إلى ضرورة «التعالي عن الجراح، لاننا تحت سقف الدولة، والولاء للدولة يجب أن يتقدم على المصالح الداخلية والخارجية، وعلى الانتماء المذهبي والطائفي». وكانت طرابلس قد استفاقت امس على هول المجزرة التي ألمت بها، وبدأت بإزالة آثار التفجيرين اللذين وقعا في مسجدي التقوى والسلام، في حين تستكمل ورش الصيانة في البلدية طرابلس بالتعاون مع الدفاع المدني والاهالي والجمعيات المدنية بازالة الركام. وأشارت المحصلة الاخيرة بحسب وزارة الصحة والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 45 شخصا ومئات الجرحى اضافة إلى حجم الدمار الهائل الذي خلفه الانفجاران. وكشف وزير الداخلية مروان شربل عن «محاولات تبذلها القيادات السياسية على اختلاف طوائفها لامتصاص غضب الشارع ووأد الفتنة التي تستهدف الوطن ككل وليس منطقة دون سواها داعيا إلى تدارك الامور سريعًا قبل انتشار الفوضى التي قد يترتب عليها مظاهر خطرة تنتهي بتقسيم لبنان». وشدد شربل على أن «التنسيق متواصل على أعلى المستويات كما أن الاتصالات مستمرة مع القيادات والقادة الميدانيين في طرابلس للحد من ردود الفعل، والكلّ على يقين أن أي خلل أمني في طرابلس من شأنه أن يلحق الضرر بالجميع في المدينة مشيرا إلى أن التجاوب ليس كاملا لكن مع الوقت نلقى النتيجة الايجابية التي نريد كما قال».