الإعتداء على النقطة الأمنية في مصفاة ميناء عبدالله مؤشّر خَطير

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

لا يكفي توضيحُ وزارة الداخلية لملابسات الإعتداء على أفراد النقطة الأمنية عند بوابة المشاة في مصفاة ميناء عبدالله والذي قالت فيه الوزارة بأنه أثناء قيام رجال الأمن التابعين لإدارة حماية المنشآت الحيوية والنفطية ، بالمهام المنوطة بهم لحماية وتأمين بوابة دخول المشاة في مصفاة ميناء عبدالله ، تم ضبط محظورات مع أحد موظفي شركة البترول الوطنية ، وبيّن تصريح وزارة الداخلية أن تلك المحظورات كانت عبارة عن لابتوب شخصي لا يسمح بدخوله إلا بتصريح خاص فتم إبلاغ صاحبه بضرورة تركه عند رجال الأمن حتى يتمكن من الدخول إلى داخل المصفاة ، فانصرف الموظف ثم عاد مرة أخرى مع مسؤوله في العمل وأثناء تفتيشه حصل احتكاك وتلاسن بينه وبين رجال الأمن من أفراد النقطة الأمنية وبعد انتقال الموظف مع المسؤول إلى مكتب ضابط النوبة في الموقع قام باتصال هاتفي قدم على إثره إلى الموقع نحو 14 شخصاً بالزي المدني حاملين معهم الأسلحة البيضاء والآلات الحادة والعصي وهاجموا أفراد النقطة الأمنية وأحدثوا بهم إصابات استدعت نقلهم إلى مستشفى العدان لعلاجهم، كما أحدث المعتدون تلفيات وأعمال تخريبٍ في محتويات وموجودات النقطة الأمنية.وأكدت وزارة الداخلية أنه تم تسجيل قضية رقم (199 / 2017) جنح مخفر ميناء عبدالله، وجارٍ ضبطهم من الأجهزة الأمنية المختصة وإحالتهم إلى جهة الاختصاص ، ويبدوا أن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بشكلٍ عام لم تأخذ الأمر على محمل الجد ، ولم توله ما يستحق من اهتمام إذ كان الأولى والأجدر بدلاً من التصور القانوني لتلك الحادثة وتسجيلها على أنها جنحة ! كان لابُدَّ من تسجيلها جناية أمن دولة وفقاً للتصورات التالية: -- لو كان المهاجمون إرهابيين وتمكنوا من التغلب على أفراد التفتيش في النقطة الأمنية ، ودخلوا إلى المصفاة واقترفوا أعمال تفجيرٍ وتخريب وإرهابٍ أدت إلى تدمير المصفاة بالكامل وقتل وإصابة العاملين فيها وتوقف الإنتاج والتكرير تماماً .- لماذا لم يتعامل رجالُ الأمن المسلحون بالأسلحة النارية مع المهاجمين المعتدين عليهم بالسكاكين والعصي ويُسيطروا عليهم ويشلوا حركتهم ؟ وما معنى أن يتجمع ١٤ مهاجماً لمهاجمة منشأةٍ وطنية مهمة كالمصفاة ؟ولماذا لم يتم التصدي لهم ومجابهتهم بالقوة قبل وصولهم إلى بوابة المصفاة ؟- لماذا آثرت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى الصمت المطبق وعدم إيضاح الحقيقة عبر متحدث رسمي مأذون لوضع حدٍّ للشائعات ولكشف حقيقة ما حدث ؟ ولبيان الإحتياطات المستقبلية لمنع حدوث تعدياتٍ مُشابِهةٍ ؟القضية أكبر بكثير من مجرد مشاجرة أو إعتداء بالسكاكين والعصي - كما يصورها بيان وزارة الداخلية المقتضب - بسبب كثرة عدد الإرهابيين المهاجمين المسلحين بالعصي والسكاكين ، ولتحديهم لهيبة الأجهزة الأمنية ، ولأهمية المنشأة النفطية التي تمت مهاجمتها ، ولأسباب الهجوم ، لذا يجب على الأجهزة الأمنية المختصة (الإدارة العامة للمباحث الجنائية ، مباحث أمن الدولة) أخذ الأمر على محمل الجد والتعامل معه بما يناسبه من ردعٍ وعقوبةٍ وجزاءٍ واحتياطاتٍ مستقبليةٍ ، فالحادث مؤشر خطير على ما يمكن أن يحدث مستقبلاً من أعمالٍ إرهابيةٍ في منشآتٍ حيويةٍ أخرى .عبدالله الهدلق

مشاركة :