محمد المر: التقنيات الحديثة جعلت الأدب أكثر ديمقراطية

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: أمل سرور في إطار التعاون بين ندوة الثقافة والعلوم ومؤسسة بحر الثقافة في أبوظبي، نظمت الندوة جلسة حوارية تحت عنوان «حديث الأدب والأدباء ومجموعات القراءة»، سبقها مؤتمر صحفي كشف من خلاله سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة عن تفاصيل الشراكة والتعاون ما بين الندوة في دبي ومؤسسة بحر الثقافة في أبوظبي، لتأسيس «صالون للقراءة» يعنى بالاطلاع على كل الأشكال الأدبية وطرحها للمناقشة بين منتسبي الصالون.وبحضور الأديب محمد المر، والسعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية والممثلة لصالون بحر الثقافة، والكاتب الشاب محمد المرزوقي، أدارت الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة، الجلسة الحوارية التي بدأتها بسؤال حول مدى احتفاظ الأدب بقيمته وقدره لدى القراء في ظل التقنيات المتسارعة التي تواجهنا في زمن العولمة والتكنولوجيا وتفشي الشبكات العنكبوتية متمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي؟ والتقط الكاتب محمد المر أطراف السؤال ليجيب قائلاً: منذ بداية القرن العشرين والبشرية تشهد تطوراً متسارعاً على كل الصُعد، ولكنني أرى أن تلك التقنيات الحديثة لم تقلل من الاهتمام بعوالم الأدب، بل بالعكس أسهمت في انتشاره عندما أتاحته أمام ملايين من القاطنين على كوكب الأرض، وعلى سبيل المثال عندما كان الشاعر يكتب قصيدته في الماضي وتلتفت إليها إحدى المجلات التي لا تطبع أكثر من ألف نسخة، كان يعتبر هذا إنجازاً، الآن اختلفت المقاييس تماماً عندما أصبحت التقنيات الحديثة تتيح القصائد إلكترونياً، فيقرأها ما يزيد على 100 ألف شخص في أقل من ساعة، ولكن علينا أن نقول ونؤكد أنه بالرغم من أهمية تلك التقنيات، إلا أنها تستلزم منا أن نعرف ونعي وندرك كيفية توجيهها وهو الأهم والأخطر، ولا شك أن تلك الوسائط الحديثة جعلت الأدب أكثر انتشاراً وشعبية وديمقراطية«إذن علينا أن نسأل هل الثقافة مسؤولية الدولة أم الفرد؟»، هكذا غيّر سؤال عائشة سلطان مجرى الحديث ليجيب المر قائلاً: الثقافة مسؤولية جماعية. وعلى الدولة أن توجه مؤسساتها وخاصة الإعلامية منها نحو العمل الثقافي الجاد والهادف، وللأسف الشديد لدينا في العالم العربي تقصير في الاهتمام بالعمل الثقافي من قبل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وإن قدمت بعض النماذج فكثير منها يفتقد العمق والتنوع، وأذكر في سبعينات القرن الماضي قدمت الإذاعة المصرية في البرنامج الثاني أفضل الأعمال الموسيقية الكلاسيكية ومختلف صنوف الإبداع، كذلك ترجمت أغلبية الأعمال المسرحية العالمية وقدمت عبر الإذاعة من قبل فنانين عظماء، وفي الوقت الحاضر مصر كسائر الدول العربية تفتقد البرامج الثقافية الهادفة، هناك تراجع حقيقي في المشهد الثقافي العربي بشكل عام.محمد المرزوقي اتفق مع المر تماماً، ولكنه تحدث عن أن ندوة الثقافة والعلوم قد نجحت بجدارة في أن تقاوم كل التحديات التي تواجه عالم الأدب، خاصة عندما أصبحت تمثل صالوناً أدبياً ثرياً على مدار أكثر من ثلاثين عاماً قدمت العديد من الأنشطة الثقافية الأدبية والفنية، إلى جانب مناقشات الكتب التي كانت تعقد بشكل دوري، واستضافة العديد من الرموز الأدبية المهمة في الساحة العربية والعالمية. وأشار المرزوقي إلى أن الصالونات الأدبية ظاهرة تطورية ولها مستقبل، ولكن على الشباب التوجّه لمفاتيح الثقافة سواء في الفن التشكيلي أو المسرح أو الأدب والتي أساسها الأساطير اليونانية والرومانية وغيرها من الأدبيات المهمة، كذلك هناك دور للتربية والتعليم والمناهج الدراسية في توجيه القراءات والمعرفة.وتحدث المرزوقي عن بدايات تجربته مع الأدب الروسي، عندما ذكر أن نقطة الانطلاق كانت من عند المكتبة المدرسية في المرحلة الثانوية عندما شده في البداية غلاف رواية «الأم» لمكسيم غوركي، التي اصطحبته في عوالمها ولم يكن بعد يعي ما تعنيه من رمزية، ولكنها فتحت له الطريق لمزيد من القراءة في الأدب الروسي، ولحسن حظه كان لبعض الأصدقاء هذا الاهتمام واقترحوا تأسيس صالون لقراءة الأدب الروسي بشكل خاص، لما له من دور في تشكيل مختلف المدارس الأدبية على مستوى العالم، بل إن هذا الأدب كان السر وراء سفره إلى روسيا ليرى البيئة التي أنجبت هؤلاء العمالقة.السعد المنهالي استعرضت تجربتها مع صالون بحر الثقافة قائلة: منذ البداية كنت عضوة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، وأتيحت لي دعوة لصالون بحر الثقافة، وكانت الشيخة شمة بنت محمد بن خال آل نهيان تعرفني من خلال كتاباتي، فرحبت بي وشجعتني على الانضمام للصالون، ولا أنكر لقد أحسست بالخوف والرهبة في البداية خاصة أنني لم أكن أجيد القراءة الجماعية أو التحدث بصوت عالٍ أمام الجمهور، ولكنني اكتشفت مع الوقت متعة القراءة الجماعية التي تسهم في توسيع الرؤية للعمل من خلال التعدد الثقافي للقراء، فعندما تقرأ كتاباً فأنت تعيش تجربتك، وعندما تشرك آخر في هذه القراءة فأنت تثري تجربتك بتجربة مضافة، فصالونات القراءة تسهم في بناء الشخصية وتثري وعي القارئ. وأكدت المنهالي، أن الفعل الأدبي والإبداعي يحتاج إلى عالم آمن وفيه كثير من العناصر الجاذبة، وهذا متوفر في دولة الإمارات التي تعمل جاهدة لنشر المعرفة والوعي وتوفير سبل أرقى للحياة، ما يسهم في تطور المجتمعات وثراء المشهد الثقافي والإبداعي. وأبدت المنهالي رغبتها وحلمها بأن يكون هناك صالونات أدبية في كافة أنحاء الدولة، وأن بحر الثقافة تأسست برغبة من سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وبدأ بما يقارب 40 عضواً وأصبح 100 عضو، فانتقل من شكله الخاص إلى مؤسسة ثقافية تعنى بالذائقة الجمالية والثقافة والفنون وتطور إلى استضافة كتاب ونقاد ومناقشة الكتب المسموعة ومختلف الأشكال المتجددة من الإبداع وتضم المؤسسة عدداً كبيراً من المهتمين والمعنيين.

مشاركة :