حذّر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أمس السبت، من أن كوريا الشمالية ستعرّض نفسها «لرد عسكري ضخم» إذا لجأت إلى استخدام سلاح نووي، وذلك على خلفية توتر شديد قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية.وشدد ماتيس الذي يقوم بزيارة إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في محادثات دفاعية سنوية على أن الدبلوماسية لا تزال «الخيار الأفضل» لحل الأزمة الحالية لكنه شدد على أن «دبلوماسيينا أكثر فاعلية عندما تدعمهم قوة عسكرية ذات مصداقية».لكنه قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي سونج يونج-مو، إن «أي هجوم ضد الولايات المتحدة أو ضد حلفائنا سيتم إحباطه».وتابع، أن «أي استخدام للأسلحة النووية من جانب الشمال سيؤدي إلى رد عسكري ضخم وفعّال وساحق». ومضى يقول «لست أتخيل أي ظروف يمكن أن تقبل فيها الولايات المتحدة بكوريا شمالية لديها سلاح نووي».ولم يحدد ماتيس ماهية السلاح النووي الذي سيؤدي إلى رد عسكري أمريكي. وكان ري يونج- هو وزير الخارجية الكوري الشمالي أعلن في سبتمبر/ أيلول أمام الجمعية العام للأمم المتحدة أن بلاده يمكن أن تختبر قنبلة نووية فوق المحيط الهادئ، وحث ماتيس بيونج يانج «ألا تتوهم»، مضيفاً أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «تتفوقان عليها قوة».وتأتي زيارة ماتيس قبل الزيارة الرئاسية الأولى لترامب إلى كوريا الجنوبية يومي 7 و8 نوفمبر/ تشرين الثاني، في إطار جولة تشمل خمس دول في المنطقة. وسيصل ترامب إلى اليابان في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني ثم يتوجّه إلى كوريا الجنوبية والصين وفيتنام وأخيراً الفلبين.وستكون رسالة ترامب إلى الشمال والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اونج محط الأنظار خلال زيارته إلى البرلمان في سيؤول وقاعدة عسكرية أمريكية.وكان ترامب صرح في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي أن «شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول» مع كوريا الشمالية، ما أثار تكهنات مجدداً حول إمكان نشوء نزاع مسلح.إلا أن ماتيس شدد مراراً على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي، وأن واشنطن «ليست مسرعة نحو الحرب» وأن هدفها «ليس الحرب».وكان بعض مستشاري ترامب أشاروا إلى أن الخيارات العسكرية الأمريكية محدودة في شبه الجزيرة، فكوريا الشمالية تنشر قوات مدفعية كبيرة على طول حدودها مع الجنوب ولديها صواريخ متوسطة وطويلة المدى يمكن أن توقع عشرات آلاف الضحايا في كوريا الجنوبية في مطلع أي نزاع محتمل.ولا تبعد سيؤول التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة سوى 50 كلم عن الحدود مع الشمال.كما أن البلاد حققت تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا الذرة والصواريخ منذ تولي كيم الحكم إثر وفاة والده كيم جونج ايل في العام 2011.وأشرف كيم منذ ذلك الحين على أربع تجارب نووية من أصل ست قامت بها البلاد، وأشاد ب«السيف النووي» الذي يشكل حماية للبلاد من أي غزو محتمل من جانب «العدو الإمبريالي» الامريكي.ودفعت التهديدات المتزايدة للشمال بعض نواب الجنوب إلى المطالبة بنشر أسلحة أمريكية تكتيكية في الجنوب لكن سونج استبعد مثل هذه الفرضية.وقال سونج، «لا نعتقد أن هناك حاجة لنشر صواريخ نووية في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن بلاده قادرة على الرد دون اللجوء إلى سلاح ذري في حال شن هجوم نووي من الشمال.(أ.ف.ب)
مشاركة :