شلل الأطفال يسببه فيروس شديد العدوى

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يصنّف شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، ورغم الجهود الدولية المبذولة من منظمة الصحة العالمية للتخلص من هذا المرض نهائياً، إلا أن بعض الأطفال ما زالوا عرضة لهذا المرض الفتاك، ومعنى أن يصاب طفل بهذا المرض، فإن العدوى موجودة ويمكن أن تنتقل للكثير من الصغار، وما زالت هناك أماكن ينتشر فيها هذا المرض، وخطورة هذا المرض أنه يسبب إعاقة دائمة للطفل المصاب، تؤثر في حياته ونشاطه وعلاقته الاجتماعية.ويهاجم الفيروس المسبب للمرض الجهاز العصبي بقوة، لدرجة أنه يستطيع أن يسبب الشلل التام في عدة ساعات فقط، ويؤدي إلى وفاة بعض الحالات المصابة نتيجة توقّف عضلات التنفس عن الحركة، وبالتالي عدم القدرة على التنفس ومفارقة الحياة، وانخفضت حالات شلل الأطفال في الكثير من دول العالم، وخاصة المتقدم، نتيجة العناية والرعاية التي تطبق وفقاً لخطة المنظمة في القضاء على هذا المرض، ويجب على الأشخاص المسافرين إلى الأماكن التي يحدث فيها المرض أن يحصلوا على التحصينات الكاملة ضد هذا المرض، ومن هذه المناطق جنوب شرق آسيا وبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط، وفي هذا الموضوع سوف نتناول أسباب مرض شلل الأطفال والأعراض التي تظهر، وطرق الوقاية المتاحة للحماية من الإصابة بهذا المرض. الفم والأنف يؤثر مرض شلل الأطفال في الحبل الشوكي بشكل كبير، مما يؤدي إلى ضعف في العضلات وخاصة الموجودة في الساقين، مسبباً الشلل، ويصل فيروس شلل الأطفال إلى الجسم من خلال الفم والأنف، ويعدّ شلل الأطفال أكثر شيوعاً لدى الرضع والأطفال الصغار، ويحدث نتيجة ظروف انعدام النظافة ، ويكون الشلل أكثر قوة وقسوة في حالة إصابة الأشخاص الأكبر سناً، وتتدرج قوته بين الحالات المصابة بالعدوى الطفيفة وبين المرض الشديد الذي يصحبه شلل رخوي في الأطراف السفلى من الشخص، ويسببه فيروس يسمى السنجابي، وهو من الفيروسات المعوية، ويدخل عبر الفم والأنف ويتكاثر داخل الأمعاء، وهو فيروس شديد العدوى ينتقل من الشخص المصاب إلى آخر سليم، من خلال طرق عدّة، منها الاختلاط المباشر مع المريض واستعمال أدواته الشخصية، والتعرّض للسعال أو العطس أو اللعاب الذي يصدر منه، ومن خلال البلغم والسائل المخاطي عن طريق الأنف والفم، وكذلك عن طريق فضلات المصاب الملوّثة بالفيروس والتي تصل إلى المياه ويتناولها الشخص السليم، وكذلك الطعام والماء المحمل بهذا الفيروس، ويصل الفيروس إلى جسم الشخص السليم عن طريق الفم والأنف، ثم يبدأ في التكاثر في الحلق والأمعاء، ويدخل عبر مجرى الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتصل فترة حضانة هذا الفيروس داخل الجسم إلى 15 يوماً في المتوسط، أو تتراوح ما بين 7 إلى 30 يوماً، وهي الفترة التي تمر بين دخول الفيروس وبداية ظهور الأعراض. الحبل الشوكي والدماغ ينتقل الفيروس من الأمعاء بعد فترة التكاثر والنمو إلى الغدد الليمفاوية، وبعدها يصل إلى الدم، وعن طريقه يصل إلى كل الأماكن في داخل الجسم، ومنها إلى النخاع الشوكي، فيهاجم الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في العضلات، وسرعان ما يتفاعل جهاز المناعة ويبدأ في عملية الدفاع ضد هذه العدوى، فتتحرك خلايا الدم البيضاء بكثرة إلى الحبل الشوكي وتنشأ معركة شديدة، وتلتهب على آثارها بعض خلايا النخاع الشوكي وتتلف، ونتيجة لذلك يتحدد مدى الضرر الذي حدث من خلال عدد الخلايا التي تلفت ودمرت بفعل الالتهابات، وفي معظم الحالات يصاب الشخص بشلل رخو في الساقين، لأن الكثير من الخلايا العصبية المسؤولة عن حركة العضلات في الحبل الشوكي دمّرت، كما يحدث تضرر داخل الدماغ أيضاً خصوصاً منطقة المخيخ، الذي تظهر فيه خلايا التهابية، يعقبها ضمور في بعض الخلايا العصبية، ففي النهاية تتأثر وتتضرر بعض خلايا القرن الأمامي في الحبل الشوكي وخلايا داخل العصب الدماغي التاسع والعاشر، نتيجة الهجوم الشرس لهذا الفيروس عليها، مما يؤدي إلى الإصابة بالأعراض التي نراها لدى المصابين بشلل الأطفال، ونتيجة تضرر خلايا العصب الدماغي التاسع والعاشر، يظهر بعض الأعراض السلبية على أداء الحنجرة، ومنها حدوث صعوبة واضحة أثناء التحدث والبلع وفي أحيان أخرى يشعر المصاب بصعوبة في عملية التنفس. حمى وتشنجات وشلل يوجد احتمالات لانتقال العدوى من المرضى إلى الأصحاء في أي وقت وليس بعد فترة الحضانة أو ظهور الأعراض، لأن الفيروس متواجد في الحلق والفضلات، كما يستمر هذا الفيروس في الحلق لفترة 8 أيام تقريباً، وذلك بعد ظهور أعراض المرض، ويستمر في الخروج مع الفضلات لمدة 5 أسابيع، وحوالي 93% من المصابين بفيروس شلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض، وينشرون العدوى بهذا المرض ويتسبّبون في إصابة الغير بالمرض، وتظهر بعض الأعراض الأولية لدى حوالي 6% أو 7% من المصابين، وهي ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع وضعف العضلات والتعب والتقيؤ والغثيان، وألم واحمرار في الحلق، وتصلب طفيف في الرقبة، ويشعر المريض بألم بسيط في الأطراف، وحوالي من 1% إلى 3% من الأشخاص المصابين بهذا الفيروس يتطور المرض لديهم إلى حالة تصلب حادة في الرقبة مع الظهر، وأيضاً يحدث ألم في الذراعين والقدمين وتشنجات في العضلات والتهاب السحايا، وحوالي أقل من 1% من المصابين بهذا الفيروس يتفاقم لديهم المرض ويصل إلى درجة الشلل في الساقين، نتيجة إصابة النخاع الشوكي بالضرر أو الدماغ أو الاثنين معاً، وتظهر معه بعض الأعراض مثل التشنجات الحادة والقاسية في العضلات، ورخاوة شديدة في الأطراف بسبب فقدان التحكم فيها، أما مضاعفات هذا المرض فتتمثل في حدوث إعاقة يمكن أن تكون مؤقتة أو مستمرة، والإصابة بالالتهابات الرئوية واضطرابات وظائف الأمعاء، وقصور في عضلة القلب مع التهابها، والتهابات في المسالك البولية وتطور متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وشلل في عضلات البلع والتنفس، ويمكن أن تكون متوسطة تسبب صعوبات في البلع والتنفس أو شديدة فتؤدي إلى الوفاة، وأكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بهذا المرض الأطفال الأصغر من عمر 5 سنوات. اللقاح الواقي تتمثل الوقاية من هذا المرض في التطعيم بلقاح شلل الأطفال، لأنه لا يوجد علاج في الوقت الحالي، وكل الأدوية التي تقرر من أجل تخفيف الأعراض التي تظهر من الإصابة، وأيضاً لمنع تدهور الحالة والإصابة بالمضاعفات السابقة، وتطعيم الطفل يتم على مراحل محددة لحمايته من خطر الإصابة بهذا المرض، ويتكوّن من الفيروسات المسببة له، ولكن بعد تضعيفها وجعلها عديمة الخطورة، وهذه الفيروسات تحفز جهاز المناعة لدى الصغار على إنتاج الأجسام المضادة التي لها القدرة على تمييز هذا الفيروس في أي وقت ومهاجمته والقضاء عليه، وهو من أهم الاكتشافات الطبية في هذا المرض، وتقسم التطعيمات إلى 5 جرعات، الأولى تعطى للطفل في عمر 45 يوماً، والثانية عند إتمامه 3 أشهر، والثالثة في عمر 5 أشهر، و الرابعة في عمر 1.5 سنة، والخامسة بعد إتمام الطفل 4 سنوات من عمره، وفي حالة الاشتباه في انتشار المرض يتم إعطاء جرعتين للتنشيط من هذا اللقاح، وذلك بفاصل شهر بينهما لجميع الأطفال الأقل من 5 سنوات دون النظر في التطعيمات السابقة أو التأثير في عدد الجرعات السابقة، أما الأدوية التي توصف لمرضى هذا الفيروس، فهي عبارة عن مضادات حيوية لمنع انتقال العدوى للعضلات الضعيفة، مع بعض مسكنات الألم ومعالجة المضاعفات التي تظهر بشكل سريع، ويفضّل عمل نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية، ويتطلب علاج حالات الشلل لتأهيلها لدى أطباء العلاج الطبيعي، ويمكن اللجوء إلى بعض العمليات الجراحية لتعديل شكل الإعاقة. انخفاض الأعداد تشير دراسة حديثة إلى أن مرض شلل الأطفال يهاجم الصغار الأقل من عمر 5 سنوات بشكل كبير، وتصاب حالة واحدة بمشكلة الشلل الحاد من بين كل 200 حالة مريضة بهذه المشكلة، ويتعرّض للوفاة حوالي 6% إلى 12% من إجمالي المصابين بالشلل، وتكشف منظمة الصحة العالمية انخفاض حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال بنسب كبيرة للغاية، نتيجة الجهود الدولية التي تبذلها المنظمة العالمية لاستئصال هذا المرض، وهناك قاعدة علمية تقول إن وجود طفل واحد مصاب بهذا المرض يعرّض حياة بقية الأطفال للعدوى، ويمكن في أي وقت عودة انتشار هذا المرض نتيجة الفشل في القضاء عليه في الأماكن الموبوءة بهذا الشلل، وخطورة هذا المرض تكمن في عدم القدرة على علاجه، والمضاعفات التي يسببها تشمل شللاً في الساقين، وبعض الحالات تصاب بشلل في عضلات البلع، وتجد صعوبة كبيرة في عملية الأكل، والكارثة تتمثل في حالات إصابة عضلات التنفس بالشلل، ويوجد 3 أنواع من سلالات الفيروس، هي النوع1 والنوع2 والنوع3، ونجحت الجهود العالمية في التخلص واستئصال النوع2 من فيروس شلل الأطفال، وانخفضت حالات الإصابة بالنوع3 من هذا الفيروس.

مشاركة :