نجح فريق من الباحثين في اختراع جهاز، يعد مصيدة للجزيئات الأساسية، التي تسبب الإصابة بأمراض السرطان، ومن خلال دراسة أجريت على هذا الجهاز الجديد تبين أن استعمال هذه المصيدة بصورة منفردة أو مع العلاج الكيماوي يسهم بدرجة كبيرة في توقف نمو وانتشار السرطان لدى فئران التجارب، بصورة فاعلة أكثر من أنواع العلاج الأخرى، وهذا الجهاز الجديد يأخذ شكل نصف دائرة تشبه قفاز اليد بحجم مجهري دقيق، للقيام بجذب هذه الجزيئات، التي تؤدي إلى حدوث السرطان، وفصلها بعيداً عن الخلايا، ما أدى إلى بطء تطور سرطان المبيض والبنكرياس لدى الفئران، التي خضعت للتجربة.وكشفت الدراسة على هذه المصيدة الجديدة بعض الارتباطات والآليات التي تحدث داخل الجسم، التي كانت غير واضحة ولم تكتشف بعد؛ وذلك أثناء تثبيط عملية التحاق هذه الجزيئات بمستقبلاتها الأصلية داخل الخلايا؛ حيث قامت الخلايا السرطانية بإطلاق جزيئات أدت إلى تلف الحمض النووي لهذه الخلايا، ما أدى إلى التسبب في موت الخلايا السرطانية، وهذه الآلية الجديدة سلطت الضوء على إمكانية تطوير وتحسين طرق العلاج المستخدمة في الوقت الحالي، ونجح الباحثون باستخدام هذه الطريقة في علاج بعض الحيوانات من مرض السرطان، بما فيها الحيوانات التي كانت تعاني درجة عالية من انتشار وشراسة السرطان،أجرى الباحثون تجربة اصطياد هذه الجزيئات على حيوانات المعمل، التي تعاني سرطان البنكرياس وسرطان المبيض، وهما من الأمراض الصعبة في العلاج إلا في المراحل المبكرة، وتعد من الأمراض محدودة العلاج، وتجمع في مسيرة العلاج بين إجراء العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي والكيماوي، وهذه العلاجات لها آثار جانبية ضارة ومؤذية للجسم، وغالباً لا يحدث الشفاء الكامل، وبعد تطوير جهاز المصيدة الجديد، وجعله قادراً على اجتذاب الجزئيات المسببة للسرطان بقوة 348 مرة أفضل من مستقبلاتها الأصلية، ونجح الجهاز في اصطياد هذه الجزيئات بعيداً عن المستقبلات الأصلية، وتوقف تنشيطها، وبالتالي حدث توقف نمو الورم السرطاني، وبتجربة الجهاز الجديد مع العلاج الكيماوي على الفئران المريضة بسرطان المبيض، نجح في تقليل حجم الورم بنسبة 98%، وساهم مع طرق العلاج الأخرى لسرطان البنكرياس في إنقاذ حياة الفئران بصورة كبيرة.
مشاركة :