توصل الباحثون من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «الطبيعة» إلى طريقة لمعالجة تمايز الخلايا التائية بجهاز المناعة، ما يساعد في علاج الأمراض المناعية والسرطان.تتهيج أمراض المناعة الذاتية عندما يخطئ جهاز المناعة، ويتعامل مع الخلايا السليمة على أنها أجسام غريبة ويقوم بمهاجمتها، وتدخل في تلك العملية خلايا مناعية تعرف بالخلايا التائية وهي أنواع مختلفة ولها وظائف متميزة، ولكن دورها الرئيسي هو التوسط بين ردود الأفعال المناعية بالجسم، وبعض من تلك الخلايا مولي للالتهابية (معزز للاستجابة المناعية)، بينما البعض الآخر قامع للمناعة (ينظم الاستجابة المناعية الشرسة)، وتعتبر أمراض المناعة الذاتية وبعض أمراض السرطان، كسرطان القولون والمستقيم وسرطان الرئة، ناتجة بواسطة خلل بتوازن خلايا تائية معينة بجهاز المناعة، ويؤدي ذلك الخلل إما إلى التهابات غير طبيعية أو إلى ضعف الاستجابة المناعية، حيث والتي يكون فيها الجسم غير قادر على التعرف إلى مسبب الأمراض؛ وفي السنوات الأخيرة قامت الكثير من الأبحاث بدراسة نوع معين من الخلايا التائية، وهي «الخلايا التائية المساعدة17» ووجد أنها تكون غير مستقرة، ما يؤدي إلى استمرار أمراض المناعة الذاتية وأحياناً أمراض السرطان؛ وفي الدراسة الحديثة توصل الباحثون من معهد جلادستون بالولايات المتحدة، إلى طريقة يتم بها تغيير تمايز الخلايا إما إلى خلايا تائية مساعدة 17(خلايا موالية للالتهابات) أو إلى خلايا تائية تنظيمية (خلايا قامعة للمناعة)، وبعد إجراء التجربة على خلايا مخبرية وعلى فئران، لاختبار المادة الكيميائية «امينوكسي حمض الخليك، وجد أن تلك المادة عنصر أساسي في إخبار الخلية السلفية لتتمايز إما إلى خلية تائية مساعدة أو إلى خلية تائية تنظيمية، وهو ما يسمح بإيجاد طرق لمساعدة تعزيز التوازن الخليوي بجهاز المناعة، فعلى سبيل المثال تحديد التمايز إلى خلايا تائية تنظيمية بدلاً عن الخلايا المساعدة 17 في حالة الأمراض المناعية يمكن أن يثبط تفاقم التأثير الالتهابي الناتج عن الخلايا المساعدة».