أغضب جيرمي كوربن زعيم العمال البريطاني المعارض إسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد رفضه المشاركة في احتفالية ستقيمها بلاده الخميس المقبل، كلفه وزير الخارجية في حكومة الظل الحضور بدلاً منه. وقالت صحيفة السبت 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، إن كوربن رفض المشاركة في حفل مئوية "وعد بلفور" المقرر في لندن الخميس المقبل، الأمر الذي أثار غضب الإسرائيليين. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد دعت نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة لندن، لحضور حفل عشاء رسمي، للاحتفال بـ"فخر" بالوعد البريطاني، ودعت أيضاً كوربن بوصفه زعيم أكبر أحزاب المعارضة في البلاد. ويعرف عن كوربن أنه مناصر قوي للقضية الفلسطينية ودعا مراراً إلى إنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني كما أيد حل الدولتين، وتجنب الشهر الماضي حضور حفل استقبال أصدقاء إسرائيل أثناء المؤتمر السنوي لحزب العمال، بحسب الصحيفة البريطانية. ورفض السفير الإسرائيلي بلندن مارك ريغيف الإشارة المباشرة لكوربن، لكنه قال "إن هؤلاء الذين يعارضون الإعلان التاريخي (وعد بلفور) هم متطرفون ويرفضون حق إسرائيل في الوجود". واعتبر أن هناك "أقلية صوتية" بين الطلاب والأكاديميين البريطانيين لا تزال عازمة على تدمير إسرائيل. ووعد بلفور يعود إلى قرن مضى عندما طلب وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور في رسالة عام 1917 بعثها إلى اللورد البريطاني اليهودي يونيل روتشيلد، بإقامة الوطن اليهودي في فترة لم يكن سكان فلسطين اليهود يزيدون فيها عن 5%. وفتح الوعد الباب لتأسيس إسرائيل على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المدمرة فضلاً عن تشريد شعب بأكمله. واعتبرت السلطة الفلسطينية أن وعد بلفور السبب وراء مأساة الفلسطينيين داعية رئيسة الوزراء البريطانية إلى تقديم الاعتذار، لكن الأخيرة رفضت ذلك. وقبل أيام هاجم مسؤولون فلسطينيون تصريحات رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماي والتي فخرت فيها بمنح بلادها اليهود دولة في فلسطين، واعتبروا هذه التصريحات مسيئة. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنها "تدين تصريح رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” في مجلس العموم البريطاني، الذي أكدت فيه إصرار بلادها على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم" واعتبر بيان الوزارة الفلسطينية تصريحات ماي "تأكيد بريطاني جديد على عدم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، حتى بعد مرور 100 عام على وعد بلفور، وكأن هذا الوعد ما زال قائماً بنفس النهج والتفكير والعقلية، وكأننا أيضاً نقف أمام بريطانيا اليوم كامتداد للعقلية البريطانية الاستعمارية العنصرية".
مشاركة :