في العام 1492 ميلادية، أبحر كريستوفر كولومبوس المحيط الأطلنطي بثلاث سفن لأول مرة، رحلة انتهت باكتشاف أمريكا في أكتوبر بنفس السنة، بينما وصل الهولندي فيليم يانسون إلى قارة أستراليا في 1606، ليرسم سواحلها الغربية ويطلق عليها اسم «هولندا الجديدة». ارتبط اسميّ «كولومبوس» و«فيليم» باكتشاف الأمريكتين وأستراليا، واعتبر الباحثون أنهما أول من وطأت قدماهما على تلك الأراضي المجهولة في تلك الفترة، لكن بعض الترجيحات تشير إلى وصول الفراعنة إلى أراضي أمريكا والمكسيك وأستراليا قبل الميلاد. في عام 1995، تحمس بعض العلماء إلى إثبات وصول الفراعنة إلى الأراضي الأمريكية، منها ما عرضه الدكتور تومبسون جينز بمجلة «انشنت أمريكا»، كاشفًا عن وجود مواقع بها تماثيل وكتابات فرعونية في أمريكا الوسطى، وفق ما نقله موقع «أرشيف مصر» من كتاب «رحلة رع». حسب الاعتقاد السائد هو عدم تجاوز رحلات الفراعنة لنهر النيل، كما أنهم صنعوا قواربهم من ورق البردي الذي يذوب في الماء، أمر استغله المعارضون لإثبات حجتهم إلا أن المغامر النرويجي، تور هايردال، رأى العكس، وقرر عبور المحيط بقارب من البردي. خلال إعداد «هايردال» لقاربه، اكتشف أن الفراعنة لجأوا إلى طلاء قواربهم الملكية بالقار، لحماية ورق البردي من الذوبان، ليبدأ رحلته في إبريل 1961، وتحرك من مراكش إلى المحيط الأطلنطي. رافق «هايردال» 7 أفراد، من بينهم مصري، واستقلوا قاربهم الذي أطلق عليه اسم «رع»، إلا أنه انقلب بعد 25 يومًا لشدة الأمواج والرياح، ليتمكنوا من العودة بنفخ آخر مطاطي. بعد عام، أعاد «هايردال» المحاولة بتأسيس قارب آخر باسم «رع 2»، حتى تمكن من النجاح والوصول إلى أمريكا بعد 57 يومًا، ليبرهن على قدرة الفراعنة على العبور. حسب الموقع، ربط بعض العلماء بين الأساطير المشتركة بين الفراعنة وهنود المكسيك والبيرو: «حتى اليوم يضع هنود البيرو تمثالًا لآلهة الشمس فى مقدمة قواربهم كما يفعل الفراعنة، أضف لهذا توجد فى معابد الأنكا فى البيرو رسومات تظهر قوارب مصنوعة من البردي، وهو ورق ينبت حول النيل، يقودها بحارة بلباس الفراعنة». أشار البعض كذلك إلى تشابه حضارات المكسيك وبيرو ببراعة الفراعنة في علوم الفلك والهندسة، حتى شيدوا مباني هرمية الشكل لأغراض دينية، كما زعم باحث أنه اكتشف آثارًا للتبغ والكوكايين في بعض المومياوات المصرية، وهي نباتات كانت تنمو فقط في الأمريكتين. في نهاية العقد الأول من القرن العشرين، كشف تقرير أمريكي عن عثور بعثة، ممولة من معهد «سميثسونيان»، على آثار قديمة، تشمل مومياوات ومنحوتات وألواحًا تحمل نقوشًا تشبه الهيروغليفية، داخل بعض الكهوف والأنفاق التي تقع في منطقة الوادي العظيم «جراند كانيون بأريزونا». أشار التقرير إلى أن بعض مناطق «جراند كانيون» تحمل أسماءً تخص آلهة فرعونية، مثل معبد إيزيس وبرج رع، كما أكدت بعض الكتب اكتشاف مغامرين لما يشبه هرمًا منحوتًا من الصخر. نفس الحال في أستراليا، فنقل «أرشيف مصر» تقريرًا من موقع «ليرنينج مايند»، تضمن تسليط الضوء على رسوم هيروغليفية موجودة بالقرب من قبر، بمنطقة كاريونج الأثرية، وتم اكتشافهم في أوائل القرن العشرين، مع الإشارة إلى أن هيروغليفية «كاريونج» هي أساس فولكلور تلك المنطقة. تعود منطقة «كاريونج» الأثري، حسب المذكور، لعصور ما قبل التاريخ، بينما ينتمي القبر إلى الملك «نفرتي رو»، الذي دفنه شقيقه قائد السفينة التي تحطمت على طول ساحل «جوسفورد». على الجانب الآخر، أوضح موقع «كريستال لينكس» أن النص المكتوب على القبر يتحدث عن ملحمة مأساوية واجهت المستكشفين المصريين الذين وصلوا إلى أستراليا، ومنهم توفي القائد الملكي «دجيس إيب»، نجل الملك، وحسب ترجمة عالم المصريات، راي جونسون، يُعتقد أن هذا النص كان قد كُتب بتوجيه من قائد السفينة. كما كشف «جونسون» أن النقوش تتحدث عن مقبرة للنبيل الفرعوني «نفرتي رو»، الذي تُوفي ودُفن بالمنطقة خلال قيادته لحملة استكشافية وصلت إلى الساحل الشرقي لأستراليا. نوه التقرير كذلك إلى وجود نقوش للإله أنوبيس بمنطقة «كاريونج»، ليرجح الباحثون من خلالها امتداد رحلة الفراعنة لموسمين، قبل أن يتطور الأمر في سبعينيات القرن الماضي، باكتشاف رموز تشبه الهيروغليفية في نفس المنطقة، منقوشة على جدارين من الحجر الرملي بطول 15 مترًا، وفيها تظهر رسومات للبوم والدجاج والكلاب والقوارب، وأشخاص آخرين.
مشاركة :