«الأسمري» يروي لـ«تواصل» قصة دعوته المحتاجين للشراء من بسطته بالمجان

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – خاص – هبة حجاب: «أخي العزيز.. إذا لم يكن لديك مال فلا تخجل وتترك عائلتك بلا أكل، تفضل وخذ ما تحتاجه لأبنائك من عندي فرزقي ورزقك على الله» هذه كلمات مكتوبة على لوحة وضعها الشاب فهد بن عبدالله الأسمري ذو الـ 15 عاماً، الطالب في الثَّانِي متوسطة بمدرسة زين العابدين بجدة، على بسطة الخضروات التي يبيع عليها الخضروات، وحظيت باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ. الأسمري، قرر أن يبحث عن رزقه وأنشأ مشروعه وهو عبارة عن بسطة للخضار، ولم ينسَ أن يكون منها طعام المحتاجين والفقراء، يشاركونه رزقه؛ لذا تم تكريمه مرتين، الأولى من مدير عام إدارة التربية والتعليم بمكة الْمُكَرَّمَة، والثَّانِية بحصوله مُؤخَّرَاً على تصريح رسمي لبسطته. يقول الشاب لـ “تواصل”: بدأت مشروعي في بيع الخضار مُنْذُ عامين، أحببت أن أستغل وقتي في شيء ينفعني، وكنت أذهب مع الوالد وأشاهد عمي يعمل في سوق الخضار، فقررت أن أقلده وأبيع الخضار، ووجدت أنه أفضل من العمل المنتشر في بيع الشاي والقهوة من خلال البسطات. وأَضَافَ، أعرض في بسطتي جميع أنواع الخضار، مثل: الطماطم، والخيار، والكوسة، والباذنجان، والحبحب، والشمام، والفلفل الرومي، والبصل الأخضر، والكرات، والزنجبيل، وجاءت فكرة وضع لوحة على البسطة، بعد أن جاء رجل كبير في السن، ولم يكن لديه مال، وكان محتاجاً بالفعل، وقال لي أنا أريد خضاراً وليس معي مال، وأولادي ليس عندهم ما يأكلونه، فقررت عمل اللوحة، ووالدي عدل في صياغتها قليلاً. وأَرْدَفَ الأسمري قَائِلاً: “اللوحة فكرتي والوالد شجعني ودعمني، ووضعنا اللوحة على بسطة الخضار، ولاحظت أن اليوم الذي أخرج فيه شيئاً لله، أجد خيراً وزيادة أرباح والحمد لله، الخير موجود والأرباح بحمد الله، ويتراوح معدل دخلي اليوم ما بين 300 إلى 500 ريال”. وحول إمكانية الحصول على الخضروات من أناس ليسوا محتاجين، قَالَ: “هذا بينهم وبين الله، وأنا نيتي أساعد المحتاج، وأحسن النية، والمحتاج يكون واضحاً عليه من خلال مظهره وملابسه”. وواصل “الأسمري” قَائِلاً: “لم أتعرض لسرقة أو أَي موقف سلبي أثناء عملي، ولله الحمد، وأحسن النية في الناس جَمِيعَاً”. وعن وقت عمله أكمل، أعمل على حَسْبَ وقت الفراغ، لكن مع وجود تصريح من الأمانة، إن شاء الله أفتح بشكل مستمر، في البداية كنت أواجه مشكلة من الشرطة والأمانة، لكن البَلَدِيَّة منحتني تصريحاً يوم الخميس الماضي، حيث اتصل بي وكيل البَلَدِيَّة وأخبرني أنه تم منحي تصريحاً من أمين البَلَدِيَّة ويمكنني العمل في البسطة على الطريق بشكل مستمر. وَتَابَعَ، أبدأ العمل قبل صلاة الفجر، أذهب لحلقة الخضار الساعة الثالثة صَبَاحَاً، ومعي سائق والدتي وآخذ الأغراض التي أحتاجها من الخضار، وأنقلها للبسطة وأبدأ عملي الساعة الرابعة أو السادسة صَبَاحَاً. وواصل، لدي مكان ثابت أضع فيه بسطتي عند قاعة لندن، واخترت المكان ليكون بَعِيدَاً عن الزحمة، وحَتَّى لا تزيل البَلَدِيَّة البسطة، ومع الأمطار أنقل البضاعة للبيت لعدم وجود مكان للتخزين، ولكن الآن بعد حصولي على التصريح إن شاء الله سأبحث عن مكان للتخزين. وَأَكَّدَ الأسمري، أن العمل في البسطة لم يؤثر على دراستي، فقد كنت أعمل أَيَّام الإجازة الْجُمُعَة والسبت، والإِجَازَات الرسمية، لكن مع وجود تصريح رسمي سوف أعمل بشكل رسمي. وعن تكريمه، كشف أنه كُرِّم من مدير عام إدارة التربية والتعليم بمكة الْمُكَرَّمَة، معتبراً حصوله على تصريح لبسطته من الأمين تكريماً آخر له.

مشاركة :