كتاب سعوديون عن محاربة التطرف: هؤلاء سيدمرهم محمد بن سلمان

  • 10/28/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يتناول كتاب صحفيون بالدرس والتحليل عبارة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان عن محاربة التطرف، حين قال " لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسنقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل"، فيرصد كثير منهم ملامح هذا التطرف ومعاناة المجتمع بسبب تلك الأفكار الظلامية، فيما يحاول بعض الكتاب رصد من يقفون وراء ذلك التطرف وتنظيماتهم، ويقدم البعض خطة طريق لمواجهة الأفكار المتطرفة، فيما يؤكد آخرون على ضرورة التفرقة بين علماء الدين المخلصين لله والوطن، وبين فئة ادعت العلم بالدين وساهمت في نشر التطرف والإرهاب. عبارة الأمير محمد بن سلمان وفي مقاله "من الذين سيدمرهم ( MBS )؟" بصحيفة "عكاظ"، يبدأ الكاتب الصحفي محمد آل سلطان بعبارة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان عن محاربة التطرف، ويقول "الأمير الحلم محمد بن سلمان أمير التفاؤل والتحديات ولي عهدنا الشاب يحضر لمستقبل باهر وقصة مدهشة أخرى للسعودية العظمى التي تصل طموحاتها عنان السماء.. وفي طريقه للتحضير لهذا الحلم الكبير يفهم الأمير أن تعبيد الطريق لأجل الوصول لهذا الحلم الذي ينهض بالوطن ويجعله أعظم وأكثر قدرة على مجابهة التحديات وصناعة المستقبل لأجياله لابد وأن يمر باستئصال الأفكار الظلامية التي شوهت كل الدول الإسلامية بما فيها قلب العالم العربي والإسلامي المملكة العربية السعودية.. هذا التشويه جعل من كل الدول والأمم التي رضخت أو تماهت مع التيارات المتطرفة أو الظلامية عاجزة فعلاً عن التقدم بأي مشروع حضاري مثلها مثل الكثير من الأمم التي نجحوا شرقاً وغرباً، ولذلك يضع (MBS) يده على أحد مواطن العلل ليقول بكل ثقة وصراحة ( لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسنقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحدياً، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه، وسندمرهم اليوم فوراً ). جماعات وتنظيمات التطرف ثم يرصد آل سلطان الأفراد والجماعات والتنظيمات التي حاولت خطف الإسلام والدولة خدمة لمصالحها الخاصة، ويبدأ بالتساؤل " من هم هؤلاء الذين لا يريد الأمير أن يضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكارهم ومهاودتها؟!! ماهي صفاتهم وعلاماتهم؟!! .. هم بلاشك أولئك الذين حاولوا منذ القرن الهجري الأول خطف الإسلام وتعليبه في عبوات وناسفة لأجل أن يحولوه من مشروع حياة إلى مشروع موت ودمار وفوضى وأفق ضيق يخرجه عن أخلاقه وتعاليمه السمحة!! .. وهم أيضاً في عصرنا الحالي ودولتنا السعودية من لا يؤمنون بالدولة الوطنية المدنية مهما حافظت على دينها وقيمها وتفاعلت مع عالمها، فهم لا يرون في «الرياض» العاصمة سوى ممر يمكن إحراقه وتدميره بعد أن يؤدي بهم إلى «دابق» أو «رابعة» كما سار بهم إلى كهوف «تورابورا» .. وهم أيضاً الذين أوهموا الناس والحكام بأنهم أوصياء على الدين والحياة والدولة وأن وجودهم والتماهي مع أفكارهم هو الضامن لشرعية الدولة والعقد الاجتماعي الذي يربط الناس بها وبشرعيتها!!". ويضيف آل سلطان " هم الذين حاولوا خطف الدولة السعودية الوطنية من بين يدي مؤسسها العظيم الملك عبدالعزيز لولا أن تصدى لهم بحكمته وحزمه المعهودين.. وهم أيضاً المزايدون على كل مواقف ومنهج المملكة قلب الإسلام والعروبة ووسطيتها ويريدون إدخالها في كل مأساة حدثت خارج الوطن لم تتسبب بها ولم تصنعها بغرض المزايدة عليها وإشغالها وتدميرها!! .. هم أولئك الحزبيون الذي أعمى التحزب بصرهم وبصيرتهم وأصبحوا يرون في أنظمة تسمح بالمثلية وبكل فجور على وجه الأرض هي الممثل الحقيقي عن دولة الخلافة والإسلام المزعومة يبررون لها كل شيء تفعله وستفعله بينما لا ينصفون دولتهم ووطنهم بكل ما يحمله من قيم الإسلام والوسطية ولا يمنحونه سوى الفجور في الخصومة .. هم أولئك الذين يقفون مع كل أحد إلا وطنهم، وإذا سمعوا أمراً من الخوف أذاعوا به، يخونون ولا يفون وتهتز قلوبهم فرحاً وتحفزاً عند الثورات والتحديات للانقضاض على الوطن وأهله ما صاح صائح أو ثار مدعٍ هنا أو هناك!!".كيف تحملناهم وفي مقاله " كيف تحملناهم" بصحيفة " الوطن"، يرصد الكاتب الصحفي عبدالله العقيل معاناة المجتمع لمدة ثلاثين عاما، حين سيطر التطرف وأفكاره، ويقول " كانوا يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وبكل شاردة وواردة. كانوا يتدخلون بهواياتنا، علاقاتنا مع بعض، طريقة كلامنا، لبسنا، أمراضنا، أحلامنا، حتى في علاقاتنا الزوجية! كل ذلك حصل برضانا وقبولنا. كنا كالمسحورين أمامهم لا نملك إلا الانصياع لهم والتسليم لانتهاكاتهم السافرة. كل ما أتذكر كيف كانوا يسيطرون علينا بأدق تفاصيل حياتنا أتعجب!".كل شيء ويضيف العقيل "أتعجب كيف لأحدهم أن يتدخل بشعرك الذي فوق رأسك، أو بثوبك الذي يحمله جسدك! أتعجب كل ما أتذكر أن الواحد منهم يستطيع أن يحرمك أنت وأصدقاءك سماع الموسيقى في أحد الطرق البرية! أتعجب كل ما أتذكر كيف كان الواحد منا يريد أخذ مباركتهم حتى في علاقته الزوجية. كنا نريد مباركتهم في كل شيء حتى في أعمالنا ومساهماتنا ومصالحنا! أتعجب كيف كنا نركض خلفهم ونسعى لأخذ رأيهم في أبسط الأشياء كحكم البلوتوث، والبلوت، وكرة القدم، والجينز! حتى لبس الساعة في أيدينا بين اليمين واليسار كنا نهرع لأخذ رأيهم فيها! أتعجب أننا نعود لهم في حكم قول «صباح الخير» و«عمتم مساء»، وحكم مشاهدة المرأة لنفسها بالمرآة! بل حتى طريقة ضحكنا بين الابتسامة والقهقهة".الهوس بالمرأة وعن نظرة المتطرفين للمرأة يقول "لا أريد الحديث عن المرأة لأنهم كانوا يتدخلون بكل تفاصيل حياتها وجسدها من رأسها إلى أخمص قدميها. ورغم كل ذلك كانوا يتهمون خصومهم بأن هدفهم هو الوصول للمرأة! .. عندما تكلمهم المرأة فهي عفيفة طاهرة، وعندما تكلم غيرهم فهي غير ذلك! .. لو جمعنا مؤلفاتهم عن المرأة وقارناها بغيرهم سيتضح لنا من المهووس بها حقا .. ما زلت أتعجب كيف تحملناهم وكيف كنا ننتظر مباركتهم بأدق تفاصيل حياتنا".ما هو التطرف وفي مقاله "من وحي نيوم: خطة طريق لمواجهة التطرف" بصحيفة " عكاظ" يسعى الكاتب الصحفي يحيى الأمير إلى تقديم تعريف لظاهرة التطرف، ثم تفكيك الظاهرة إلى عناصرها الأساسية، وبعدها يدعو إلى نشر مفهوم وقيم الدولة المدنية الوطنية، يقول الأمير " ما هو الإسلام الراديكالي الذي علينا مواجهته وكيف يمكن توصيف التطرف؟ سوف أعرف التطرف والراديكالية هنا انطلاقا من الواقع: التطرف الذي سنواجهه ليس التفجير ولا التكفير ولا الأعمال الإرهابية، فهذه نواجهها منذ زمن ليس بالقصير وقد انتصرنا وننتصر عليها دائما، التطرف الذي باتت مواجهته استحقاقا فعليا هو ذلك الذي يمثل إعاقة ومواجهة لانتشار قيم الدولة المدنية وللحياة الوطنية الطبيعية وعدوانا على السلم الاجتماعي .. يصبح التطرف لدي هو: كل خطاب أو سلوك يتخذ صفة توجيهية دعوية مهيمنة تخالف قيم الحياة في الدولة المدنية وتسعى للتأثير في سلوك الآخرين وأفكارهم وقيمهم عن طريق توظيف الأدوات والمفاهيم الجبرية وعلى رأسها المفاهيم الدينية والمفاهيم القبلية".المسموح والممنوع طبقا للقانون ويضيف الأمير " هذه المفاهيم لها صفة جبرية مؤثرة في الوجدان بالنظر إلى طبيعة المجتمع وثقافته، إنها مفاهيم متغلِّبة وذات سلطة لا يجب استخدامها للتدخل في تصنيف خيارات الآخرين فالقضية في الدولة المدنية لا تخضع لما يراه الواعظ أو القبلي؛ بمعنى أنها لا تدور حول معياري العيب والحرام، بل حول معيارين مدنيين هما المسموح والممنوع، (المسموح والممنوع يتم وضعهما قانونيا وتنظيميا انطلاقا من قيم الدولة وثقافتها والتي بالطبع من ركائزها الدين والمجتمع) .. قد يبدو هذا الأمر سهلا وبسيطا للغاية؛ هو في الواقع كذلك ولكنه يضم كثيرا من الفروع والدوائر التي تحتاج عملا متواصلا ترتكز كل جوانبه على إدارة الواقع الحالي وتمكين خيارات الأفراد ومواجهة الخطابات الشمولية التوجيهية، تخيلوا فقط حجم التشويش الذي يمارسه خطيب أو داعية أو شخصية قبلية وهو يتحدث عن الاختلاط في العمل ويشنع على من يعيشونه وعلى من يدرسن الطب أو على من يقدن سياراتهن، هذا إخلال بالسلم الاجتماعي وفرز للمجتمع بين تقي وفاسد وبين غيور ومفرط، ينتج عن ذلك احتقان وصراع لا مكان معه للتنمية ولا للاستمتاع بها، والتوجيه العام والتدخل في السلوك هذا شأن المؤسسات وليس شأن الأفراد".مؤسسات غير مدنية وفي دعوته إلى الدولة المدنية، يرى الأمير " إن الكثير من المؤسسات ما زالت تحوي تفاصيل غير مدنية في أنظمتها تؤثر في الإيقاع اليومي للحياة الاجتماعية في الأماكن العامة، وتمنح سلطة ضمنية لتلك الأصوات المنشغلة بتوجيه المجتمع وتلقينه كيف يعيش .. الخطوات الآنية التي تمثل مواجهة فعلية للتطرف وتؤسس لبناء حياة مدنية ووعي مدني يتزامن مع كل هذه التحولات لا تحتاج لقرارات كبرى ولا لعمل مضني، خاصة أن شرائح اجتماعية واسعة باتت هي الأكثر تحفيزا للمؤسسة لتصبح أكثر دفعا باتجاه المدنية وهذا تكامل إيجابي ومحوري للغاية أن تلتقي تصورات المجتمع في أغلبه بتصورات المؤسسة".حقوق الأفراد والمجتمع أولاً ويرى الأمير "إن أولى خطوات مواجهة التطرف تكمن في حماية حقوق الأفراد والمجتمع وبالتالي توسيع الخيارات العامة في كل مناحي الحياة وبحماية النظام وإدارته لكل ذلك". وينهي الكاتب قائلا "إن مواجهة التطرف هي أول وأبرز العوامل التي ستوصلنا إلى جودة الحياة، وهذا أحد أهم وأبرز محاور الرؤية وأحد أبرز وأهم محاور الحياة الحقيقية والطبيعية".لا رجال دين في الإسلام وفي مقاله " من هم ( رجال الدين ) الذين يقصدهم بعض الكتاب" بصحيفة " المدينة" يؤكد الكاتب الصحفي عبدالله فراج الشريف على ضرورة التفرقة بين علماء الدين الحقيقيين، وبين الأدعياء الذين أساءوا إلى الإسلام ونشروا الجهل والتطرف، ويبدأ الشريف بالإشارة إلى أن الإسلام لا يعرف مصطلح رجال الدين ويقول " منذ ظهور الإسلام وتأسيس دولته الكبرى، والتي كادت أن تشمل العالم المعمور على الكرة الأرضية كلها، فلم يعرف الناس عامة وخاصة هذا المصطلح أبدًا، وإنما عرفوا مصطلحًا آخر وردت به النصوص الشرعية كلها هو «العلماء»، فلا رجل دين في هذا الدين الحنيف ولم يعرف أهله هذا المصطلح، ذلك أن العالِم في الإسلام رجل تخصص في العلوم الدينية أو الشرعية، لينقل علمه إلى الناس ليعرفوا دينهم ويعملوا بأحكامه، فربنا عز وجل يقول: (مَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، فالعلم الشرعي بتمامه وكل أحكامه ومقاصده وغاياته وقواعده حكم تعلُّمه كله فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، أما ما هو لازم للمسلم ليؤدي حقوق الله ثم حقوق الخلق عليه وفق شريعة الإسلام فهو فرض عين على كل مسلم، يتعلمه ويطبقه في حياته، لا أن يدعي أنه بلا علم يستطيع الاجتهاد فيه، فيبيح لنفسه ما شاء، ويحرم عليها ما شاء وهذا ما كان من الرعيل من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان منهم العلماء الذين يرشدون غيرهم ". الأدعياء ثم يقارن الشريف بين هؤلاء العلماء وبين كثير من الأدعياء اليوم، ويقول "لا أحد يدعي علمًا بشيء هو لم يتعلمه ولم يطلع عليه في مصادره الأصلية، لا كما هو اليوم عندما نجد من الناس من لا يحسن تلاوة آية من كتاب الله، ولا يفهم نصًا من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيدعي أنه يعلم الدين كله، ثم ينكر ما شاء من عقائده وشرائعه، وهم اليوم كثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، تقرأ لهم وتستمع إليهم عبر القنوات الفضائية وفي المحاضرات وفي المجالس دون حياء من الله ولا من الناس، فترى من ينكر الإسراء والمعراج، وينكر المسجد الأقصى، ويتبرع كل يوم بجهل من هذا النوع لا ينتهي، ونتساءل ما يستفيد هذا الرجل من هذا الهذيان، رده الله إلى دينه ونزع من قلبه شُبه أعداء هذا الدين، الذي أدمن قراءة ما كتبوا وألفوا في كراهية الإسلام والاعتداء عليه".اتهام العلماء خطأ ويرى الشريف أن بعض الكتاب يخطئون حين يتهمون العلماء الحقيقيين بالسعي إلى المال والجاه، ويقول " هذا يدعي أن رجل الدين في النهاية بشر بوعي أو بلا وعي، عينه على الجاه، وعينه الأخرى على المال، ينساق لمصلحته في تحقيق ذاته سواء خدع نفسه أو خدع جماهيره، وطبعًا لو كان يقصد من سموا رجال الدين على عهد حكم الكنيسة في الغرب لعذرناه، فقد قرأنا الكثير مما صنعوا في الغرب من الظلم والعدوان على البشر، ولكن طبعًا لا نظن أنه يعنيهم، فلم يبق إلا أنه يعني علماء الدين، وهي عبارات تعمم على كل عالِم أنه كذلك، وهو خطأ فادح". وينهي الشريف بضرورة التفرقة بين المنحرف والمخلص دون إطلاق عبارات على عواهنها ويقول "فلعل من العلماء من ينحرف عن غاية العلم الشرعي فيكون فعله كما ذكر، ونرجو أن يكون مثله القليل النادر، فالعلم الشرعي ليس بمجهول، والرد عليه ممكن بالتفصيل إن حدث ذلك منه فعلًا، أما إذا الأمر لا يعدو إطلاق عبارات على عواهنها، قد تعجب جمهوره، ولكنها لا تمثل الحقيقة، فنرجو أن يتراجع عنها فكم بين علماء الأمة من أخلص لربه فلم ينحرف يمنة أو يسرة عن الذي يعلمه يقينًا، ولا يضيره إن ادعى من لا يملك دليلًا على فعل لم يأته ولم يصدر عنه".

مشاركة :