"الموسى" يتساءل: هل يوجد للمبدعين والمبتكرين من ذوي الإعاقة مكان في مشروع "نيوم"؟

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

وجّه الدكتور ناصر بن علي الموسى رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض، تساؤلاً حول إمكانية تواجد مكان للأشخاص ذوي الإعاقة في مشروع (نيوم) العملاق. وقال: هل يوجد مكان للأشخاص ذوي الإعاقة في مشروع (نيوم) العملاق، بل السؤال -بشكل أشمل - هو هل لهم مكان في المملكة الجديدة، مملكة العقول التواقة، والمشروعات العملاقة، والمبادرات الخلاقة؟ وأضاف: إن ما دفعني إلى هذا السؤال هو إعجابي الشديد وانبهاري العظيم - مثل غيري من أبناء الشعب السعودي وغيرهم في كل مكان من العالم - بما تحقق لهذه البلاد في السنوات الأخيرة، فقد أصبح لديها رؤية تمكنها - بإذن الله تعالى - من تنويع مصادر دخلها بدلاً من الاعتماد على مصدر واحد، وما انبثق عن هذه الرؤية من برامج تحول وطني تقوم على مبادرات تنفيذية وآليات عملية تحقق أهدافها، وأضحى لديها توجه عام نجم عنه إحداث إصلاحات جذرية في الهيكلية الإدارية لكثير من القطاعات الحكومية بغرض رفع كفاءة الأداء، وزيادة فاعلية الإنتاج، والحد من الازدواجية، وترشيد الإنفاق، وباتت تعيش حراكاً واسعاً وتحولاً سريعاً يتجهان بها نحو بيئة تدعم الإبداع والابتكار والتفوق والتألق، وذلك من خلال إطلاق المشروعات العملاقة والمبادرات الخلاقة، والتي كان آخر أمثلتها مشروع (نيوم) العملاق الذي يسعى – من خلال محاوره التسعة – إلى الارتقاء بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة التي تعمل على توظيف الأفكار الإبداعية واستثمار المبادرات الابتكارية. وأكمل: بالرجوع إلى سؤالي، فإنني على يقين تام بأنها ستكون حتماً بنعم، وذلك للأسباب التالية: أولاً: إن ذوي الاحتياجات الخاصة - بشكل عام - وذوي الإعاقة على وجه الخصوص يحظون بكل العناية والرعاية والاهتمام والدعم غير المحدود من لدن قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله. ثانياً: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - يولي هذه الفئات اهتماماً غير مسبوق، وقد تجسد ذلك في تأسيسه لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وهما صرحان شامخان معنيان بالبحث العلمي على اعتبار أنه أهم الأدوات التي يمكن توظيفها للوقاية من الإعاقة أو الحد من آثارها السلبية، وكذلك دعمه المستمر - يحفظه الله - لكافة البرامج والمشروعات والنشاطات والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة. ثالثاً: إن صاحب السمو ولي العهد قد ركز في رؤية المملكة (2030) على ضرورة التعليم والتدريب للأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهما السلاح الفاعل الذي يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم بعد الله. رابعاً: إن الأشخاص ذوي الإعاقة يشكلون نسبة (15%) من إجمالي السكان في أي بلد حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، وهذه الإحصاءات - وإن كانت عالمية -، إلا أنها تعطي مؤشرات حقيقية على حجم المشكلة. وقال: في هذه الشريحة الكثير من المبدعين والمبتكرين، وفيها كذلك الكثير من الحالمين والمتخيلين، والشواهد على ذلك واضحة على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، بل إن صفحات التاريخ تشهد بأن الأشخاص ذوي الإعاقة قد ضربوا بأوفر سهم في إثراء الحضارة الإنسانية. وزاد: الأشخاص ذوو الإعاقة يفخرون بشعارهم في هذه البلاد المباركة، وهو: "إن الإعاقة ليست عجزاً وفاقة، ولكنها إبداع وطاقة"، وذلك إيماناً منهم بأن الله -سبحانه وتعالى - إذا أخذ من الإنسان شيئاً عوضه شيئاً خيراً منه أو مثله، وإن النقص يولد القوة، وقديماً قالوا: "وراء كل ذي إعاقة جبار". وأردف بطرح سؤال مؤداه ما المطلوب كي يتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة من الالتحاق بالركب وعدم التخلف عن المسيرة؟ وقال: أرى – باختصار شديد – أن مجال الإعاقة في المملكة في حاجة ماسة إلى إنشاء هيئة عامة لذوي الإعاقة تتمتع بصلاحيات وإمكانيات تامة، ويكون هدفها الرئيس هو العمل على تحويل ذوي الإعاقة من فئات مُستهلِكة تشكل عبئاً ثقيلاً على المجتمع إلى فئات منتجة تسهم - بفاعلية واقتدار - في بناء المجتمع، وتقدمه ورقيه وازدهاره واستقراره.

مشاركة :